سعادة القنصل الفخري في نيوزلندا السيدة هنريات نخلة تحوّل المستحيل ممكناً وتسجّل هدفاً إبداعياً في مرمى الأجيال اللبنانية الصاعدة.
وكأنّ قَدَرَ اللبناني أن يهاجر من سنوات مضت، وحتى يومنا.
وكأنّ اللبناني مصيره مرتبط بتقلبات الساحة الداخلية والخارجية على أرضه، منذ فجر التاريخ. إلاّ أنّ اللبناني إنسان مقدام، طموح، مبدع، ورائد في تذليل العقبات وتحويلها .
ومن بين هجرة اللبنانيين إلى بلدان عدّة، إلاّ أنّ هجرته إلى نيوزلندا كانت هجرة قديمة، صعبة وحلوة في آنٍ.
فقد حوّل اللبنانييون في نيوزلندا هجرتهم المحفوفة بالتجارب الجديدة، إلى ثقافة جديدة .
إلاّ أنّ الجالية اللبنانية في نيوزلندا، أبَت إلاّ أن تستعيد اللغة العربية، وتعليمها للأجيال القادمة، وذلك من خلال إنجاز لسعادة القنصل الفخري في نيوزلندا السيدة هنريات نخلة وبرعاية المؤسسة الخيرية اللبنانية، وحضور سعادة السفير اللبناني في أستراليا ونيوزلندا السيّد ميلاد رعد وعقيلته السيّدة رولا عازار رعد، حيث تمّ تنظيم الاحتفال القروي التراثي اللبناني السنوي الذي أقيم للمرّة الثانية، في Auckland، وشارك فيه حشد من أبناء الجالية اللبنانية بالإضافة إلى حضور شخصيات رسمية رفيعة المستوى من الشعب الأصلي الماوري في نيوزلندا ، والسيّدة شادية الحاج حجّار رئيسة لجنة ميراث في البال.
تخللّ الحفل الذي أحياه أطفال الجالية اللبنانية في نيوزلندا، أدائهم للنشيد الوطني اللبناني، والنشيد الوطني النيوزلاندي باللغتين الانكليزية ولغة الشعب الأصلي الماوري.
كما قدّم الأطفال أغاني ورقصات فلكلورية تراثية لبنانية، أحيت الأجواء اللبنانية، من خلال ارتدائهم الزيّ الفلكلوري اللبناني، كما تمّ عرض للمائدة اللبنانية وكلّ ما تتضمنّه من أكلات تراثية شعبية، مزيّنة ومتنوعة، بالاضافة الى جرن الكبّة، والخبز على الصاج، ما يعود بالذكريات الجميلة للأجيال المهاجرة الأولى إلى نيوزيلندا وقد تمّ تكريم عدد من المسنيّن من الجيل القديم والشباب والاطفال، وتقديم لهم ميداليات ودروع تقدير عربون وفاء وتقدير لهم.
ما قدّمته سعادة القنصل الفخري للبنان في نيوزلندا السيّدة هنريات نخلة، يُعتبر إنجازاً في بلد غابت عنه لغة بلدنا الأمّ، لظروف عدّة، إلاّ أنّ دورها في استرجاع ما يربط اللبناني بجذوره وأرض وطنه لبنان، بدءاً من اللغّة والهوية، هو فعلاً إنجاز سنشهد على أثره الإيجابي والوطني في السنوات المقبلة مع الأجيال القادمة في نيوزلندا، التي عبّرت لهم القنصل نخلة عن مسؤوليتها ورسالتها في ترك بصماتها اللبنانية والوطنية، في كلّ طفل وشاب من أبناء الجالية اللبنانية، كي لا ينسوا وطنهم لبنان، وتعمل جاهدةً لإرساء أسس المواطنة اللبنانية وعاداتنا وتقاليدنا اللبنانية، كي نشهد على حبّ وطننا لبنان أينما حللنا، ونرفع اسمه في رايات المجد والنجاحات في عالم الاغتراب .
