جددت الجلسة الأخيرة التي عقدها مجلس الوزراء الاصطفافات السياسية التي اتخذت هذه المرة طابعاً طائفياً، إذ التقى موقف التيار الوطني الحر مع موقف حزب القوات اللبنانية لجهة رفض المشاركة في الجلسة قبل انتخاب رئيس للجمهورية، على الرغم من انطلاق كل منهما من خلفيتين مختلفتين، حسب “القوات”.
ويرفض عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم وصف هذا الاصطفاف الجديد بالـ”طائفي”، وذلك “منعاً لتشويه صورة الصراع الحالي”، وإذ يؤكد أن هناك تلاقياً مع التيار الوطني الحر في هذا الملف، يقول لـ”الشرق الأوسط”، إنه “في العمق ليس تلاقياً بالكامل؛ لأن منطلقاتنا كقوات لبنانية مختلفة عن منطلقات الوطني الحر، القوات تصر على الحفاظ على الدستور والديمقراطية، وهو مبدأ يمكن التلاقي فيه مع أي فريق وأي طرف سواء كان مسيحياً أم غير مسيحي”.
ويشير كرم عبر “الشرق الأوسط” إلى أن “القوات لا ترى أن الحكومة لا يحق لها الانعقاد لسبب طارئ أو ضروري، بل يجب أن يكون السبب طارئاً وملحاً، لكن المنطق يقول إن الأولوية يجب أن تكون لانتخاب رئيس. أما التيار، فيعطل، وموقفه لا علاقة له بموقفنا، فيما هناك أطراف تشارك القوات في موقفها وهي ليست مسيحية”، مضيفاً، “هو صراع بين من يحترم دستور البلد والقوانين ويعيد انتظام المؤسسات، ومن لا يرى ضرورة لذلك وكل ما يعنيه البقاء في السلطة”، في إشارة إلى “الوطني الحر”، نافياً في الوقت نفسه أن تكون هناك أي لقاءات أو تنسيق معه، بل تنحصر اللقاءات بين نواب الكتلتين ضمن اللجان النيابية.
ويوضح، “خلاف الوطني الحر مع حزب الله هو بسبب ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ولو كان هناك اتفاق بينهما، لما حصلت الإشكالية بينهما، أما موقف القوات فهو واضح بأننا لن نؤيد مرشحاً ينتمي إلى طرف الممانعة”، مجدداً التأكيد أن المنطلقات مختلفة، ورفض فرنجية لا يجمعنا في الملف الرئاسي؛ لأن المنطلقات مختلفة، كما أننا نرفض تأييد باسيل للرئاسة”.
ويلفت إلى أن “هناك الكثير من العروض من كافة الأطراف لأن (القوات) صارت المسار الطبيعي للرئاسة بالنظر إلى أنها تشكل أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب، وقادرة على أن تحدد كفة المرشحين في ميزان الانتخابات الرئاسية، وهي أكبر طرف مسيحي ممثل في البرلمان، ومن الطبيعي أن يكون لها دور، لذلك يحاول عدد من الأطراف استمالتها”.
ويتابع، “لأن حزب القوات مبدئيّ ويعرف ماذا يريد من الرئاسة، هناك الكثير من المبادرات والطروحات، ونحن وضعنا مواصفات قبل انطلاق المعركة ملخصها أن يكون الرئيس سيادياً وانقاذياً وشخصاً قادراً على حمل هذا المشروع الإنقاذي، ولا يوارب ولا يساير، لذلك فإن أهداف القوات معروفة، وهي ترفض التفاهم مع أطراف على منطق المحاصصة للسنوات المقبلة. بالنسبة لنا في السنوات المقبلة، أما إنقاذ لبنان أو بقاء المقاربات على حالها فمما يؤدي إلى نهاية لبنان