كتبت فيفيان حداد في الشرق الاوسط:
تترجم بيروت أغنية «ليلة عيد» لفيروز وتغني معها «صوت ولاد… تياب جداد… وبكرا الحب جديد»، على الرغم من كل شيء. فالمدينة وأسواقها وشوارعها ومتاجرها ومسارحها، تستعد لاستقبال «أعياد الميلاد ورأس السنة» بسلسلة من النشاطات الفنية. حضرت العاصمة اللبنانية بكامل أناقتها مرتدية حلة العيد ومتخلية عن وجهها الشاحب ولو لفترة، واستعادت بذلك رونقها متألقة بزينة ميلادية معلنة معها الاحتفال بالحياة. ولأن العيد يتوجه بغالبية مظاهره إلى الأطفال؛ فقد لجأت جمعيات ومؤسسات وشركات لإطلاق برامجها الخاصة بهم في هذه المناسبة… مسرحيات تمثيلية وعروض راقصة وأخرى غنائية، واجتمعت الأسواق الشعبية، لتؤلف مشهدية العيد.
بيروت تتزين
يرفض قلب بيروت النابض؛ بأسواقها وشوارعها العريقة، الاستسلام للشلل الذي أصابها بسبب أزمات متراكمة في البلاد. فارتدت حلة العيد ونشرت رموزه؛ من أشجار ميلادية وإضاءة وشخصيات «سانتا كلوز» وغيرها كرتونية، من أجل رسم الابتسامة على وجوه الأطفال.
منصة «بيروتتنا» أخذت على عاتقها إعادة النبض إلى وسط المدينة في هذه المناسبة. وتتضمن روزنامة فعالياتها حفلات مهرجان «بيروت ترنم»، مروراً بـ«قرية الميلاد»، و«بيت سانتا كلوز»، وصولاً إلى ورشات عمل رسم والتزحلق على الجليد… وغيرها. كما تنظم معارض يدوية وغيرها من مونة لبنانية لتؤلف أفكار هدايا العيد.
وإذا ما تجولت في شوارع وسط المدينة؛ فيكفي أن تتفرج على زينتها وتستمع إلى الموسيقى الصادحة فيها لتدرك أنك في قلب احتفالية ميلادية لا تشبه غيرها. وخصصت محال تجارية كبرى مثل «أيشتي» معلماً ميلادياً خاصاً بها، يجذب المارة من بعيد بإضاءته وزينته وقد حمل عنوان «بيروت الحب». ونصبت محال أخرى أقواس قزح ذهبية من النايلون، تحيط بها أشجار ميلادية زرقاء لماعة أنعشت مشهدية الأسواق.
حفلات عالمية تحط في المدينة
بمناسبة الأعياد؛ بيروت على موعد مع مجموعة حفلات غنائية وموسيقية وعروض فنية… عرض «فقاقيع الصابون» (Bubles show) العالمي المخصص للترفيه عن الأولاد؛ فقد قررت شركة «كريزي إيفنتس» استقدام هذا العرض. وهو يضم لوحات راقصة وبهلوانية وإطلالة لشخصية «سانتا كلوز» على مسرح «مدرسة الحكمة» في الجديدة. وعلى مدى يومي 27 و28 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، سيستمتع الأطفال بهذه العروض. وتطبع هذا العرض ابتكارات وتابلوهات لمشهدية «فقاقيع الصابون»، بحيث يحول أحد المقدمين المحترفين صالة المسرح إلى فقاعة صابون ضخمة كما في الأحلام.
عروض «زيركا» الترفيهية
وضمن سلسلة عروض راقصة تنظم مدرسة «زيركا» وطلابها المختصون في الرقص التعبيري وغيره، عروضاً ميلادية على مسرح «البولفار» في منطقة غاليري سمعان. وتستقبل راقصين عالميين للمشاركة في هذه اللوحات التي تقدم في 19 و20 و21 من الشهر الحالي. ويمثل العرض دعوة لمحبي وهواة الرقص للتعرف إلى مواهب لبنانية؛ بينهم بعض أفراد فريق «مياس» الحائز لقب «غوت تالانت» في نسخته الأميركية للعام الحالي. وتشير ينييا عنطوري، مؤسسة المشروع، إلى أن هدفه تسليط الضوء على لبنان الجمال والثقافة. وكذلك إعطاء فكرة واضحة عن المواهب الفنية في لبنان.
«قبة العيد» في انتظار الأطفال
ابتداء من 26 ديسمبر ولغاية 30 منه تشهد منطقة الزوق في جونية عروضاً ونشاطات ميلادية بعنوان «قبة عيد الميلاد». وتوفر للأولاد خوض تجربة ترفيهية فريدة من نوعها، فيعيشون تساقط الثلوج الصناعية وصخب المؤثرات الصوتية والمصورة. كما يتشارك الأطفال مع شخصيات «سانتا كلوز» في أعمال يدوية وصناعة حلويات العيد. كما يتسنى لهم التعرف إلى شخصيات رسوم متحركة شهيرة مثل «ميكي ماوس».
أسواق الميلاد تقليد سنوي
المجمعات والمحال التجارية تزينت بدورها لاستقبال الأعياد بأفضل حلة. فهي مع «سانتا كلوز»، والغزلان الذهبية والفضية، وساحات الثلج الصناعية، تجذب زبائنها وتشعرهم بأجواء المناسبة. وفي المقابل؛ تعود أسواق الميلاد الشعبية بوصفها تقليداً سنوياً غاب عن المدينة في سنوات ماضية بسبب أزمات اقتصادية وجائحة «كورونا». وتنطلق النسخة العاشرة لواحدة من كبرى هذه الأسواق «كريسماس إن أوكشين» في مركز «فوروم دي بيروت». وسيستمتع رواده من 16 إلى 23 ديسمبر الحالي بعطلة أعياد يدعمون خلالها أعمال مصممين لبنانيين ويعيشون أفضل تجربة في مجال الطعام. كذلك سيتابعون عروضاً فنية غنائية وموسيقية يشارك فيها موسيقيون وفرق غنائية شابة.
وتخصص للأطفال منطقة من أجل اللعب والاستمتاع بمجموعة كبيرة من ورشات العمل الفنية. كما يشارك زائرو السوق من خلال شاشات عملاقة بمتابعة نهائيات كأس العالم، وتتاح لهم فرص حصد جوائز قيمة. أزياء ومجوهرات وتصاميم أخرى تعرض في «كريسماس أوكشين» الذي يُنظم هذه السنة بالتعاون مع «سوق الأكل»، ويقدم هذا الأخير أحدث صيحات الموضة في عالم طعام الشوارع والأطباق اللبنانية المعروفة. من ناحية ثانية؛ تنظم جمعية «بيروت سانتا» حملة تبرعات لتتحول إلى منح مدرسية لمساعدة التلامذة المعوزين. وهي بالتالي ستوفر لهم ثياب وهدايا العيد بحيث تتنقل بين بيروت ومناطق لبنانية أخرى لتوزيعها.
أعمال مسرحية ميلادية
تحتل الأعمال المسرحية الخاصة بأعياد الميلاد مساحة لا يستهان بها من موسم العيد. وتدور قصص غالبيتها حول شخصية «سانتا كلوز»؛ كما في مسرحية «لونا كريسماس» على مسرح «أتينيه جونيه». ومسرحية «النجمة التي تلمع» والتي تقدم في 23 من الشهر الحالي على خشبة «مدرسة الفرير» بمنطقة الجميزة. أما مسرحية «الميلاد هنا بالرغم من كل شيء» فتعدّها وتقدمها ريم؛ نجمة برنامج «ميني استوديو» سابقاً، فتعرضها عشية العيد في 25 ديسمبر على المسرح السابق ذكره.
المصدر : الشرق الأوسط