واقع الألعاب الإلكترونية في لبنان.. فرق تصل للعالمية بميزانية زهيدة

خاص اللبنانية

بقلم جاد الحكيم

 

لم يعد عالم الألعاب الإلكترونية مصطلحاً عابراً في معظم الدول إذ أن هذا العالم بات حقاً يشكل مدخولاً كبيراً وضخماً جداً، إذ فتح آفاقاً كبيرة وصل العالم أجمع بدءاً من الدول العربية فالعالمية، حيث شكّل هو الآخر قرية كونية كبيرة يجتمع تحتها أرباب هذه الصناعة ليستحصلوا من خلالها على مئات الآلاف، لا بل حتى الملايين من الدولارات. فكيف هو الوضع محلياً؟

 

إنترنت وكهرباء

في لبنان الذي يعاني الأمرين من أمور على الصعيد التّقني، بات يكون ضرباً من الخيال أن يستثمر الشخص رأس ماله بعالم الألعاب الإلكترونية، إذ أن البلد هو غير مهيئ تماماً لاستقطاب هذا النوع من الإستثمارات علماً بأن ٣.٢ مليار لاعب هو العدد الكبير للاعبين حول العالم.

من ناحية أولى لبنان يفتقد تماماً للطاقة الكهربائية، ما ينعكس سلباً على أداء اللاعبين المتواصل، خاصةً وأن عالم الألعاب يستلزم أن يكون هناك تواجد مباشر و يومي وعلى مدار الساعات للاعبين، علماً أن بعضهم استطاع أن يحلَّ هذه المشكلة من خلال اللجوء لحلول الطاقة البديلة، إلا أن مشكلة أخرى لا حل فردي لها حسب تعبيرهم تتعلق بمشكلة سرعة الإنترنت، فيوضح اللاعب اللبناني ريّان الرّماح إلى أن أزمة الإنترنت تعتبر من أكبر وأهم المشاكل، إذ أن سرعة الإنترنت الخفيفة مقارنة مع الدول العربية والعالمية تعتبر عائقاً أمام تقديم اللاعب أفضل ما يملك، ما يضعه بمراتب متأخرة أمام غيره من اللاعبين المتواجدين في الدول التي أعطت حكوماتها اهتماماً خاصاً لهذا النّوع من الألعاب.

 

 

إنجازات لبنانية

محلياً كثيرةٌ هي الفرق اللبنانية التي كافحت وقامت بالمستحيل لأجل تحقيق أهداف ترفع من خلالها اسم لبنان، ومن هنا يذهب اللاعب اللبناني جاد عاصي إلى سرد رحلة فريقه الذي أسسه من الصفر لأجل منافسة أقوى الفرق العالمية والعربية، ورفع اسم لبنان عالياً محتلين المراتب الأولى. وبحديث خاص مع موقعنا أشار عاصي إلى أن عالم الألعاب الإلكترونية في لبنان يعتبر منفذاً ومخرجاً كبيراً وأساسياً لأي شاب أو شابة يسعى من خلاله إلى كسب الأموال بظل الأزمة الإقتصادية الراهنة، ويشير عاصي مؤسس فريق T4M إلى أن العمل المتفاني الذي يقوم به اللاعبون لا يُلاقى بأي تحرك جدي من قبل الدولة، أو حتى من قبل الوزارات المعنية، حيث لا كهرباء مؤمنة، ولا البنى التحتية اللازمة لهذه اللعبة نستطيع أن نجد سبيلاً لها في لبنان.

هذا الفريق اللبناني لم تقف طموحاته عند حدود البلد، لا بل بظل الأزمات التي يتخبط بها لبنان استطاع أن يحقق أهم المراكز سواء محلياً أو عربياً وحتى عالميا، فعلى الصعيد العربي، لم يوفر الفريق اللبناني فرصة إلا واستطاع من خلالها أن يصل للمراكز الأولى، أما أوروبياً فقد لمع نجمه وسط فرق أوروبية، وأجنبية تتمتع بدعم يضاهي مئات الآلاف من الدولارات، حيث يشير اللاعب جاد عاصي إلى أنّه ورغم الصعاب التي عانى منها الفريق استطعنا أن نجابه أهم الفرق محققين المركز السادس على صعيد القارة الأوروبية ضمن أقوى المنافسات الإلكترونية.

منتخب لبناني يحقق المراكز الأولى

 

مداخيل بالمليارات

محلياً لا يخفِ جاد عاصي النتائج الإيجابية للعب الإلكتروني إذ يشدد على أن هذا العالم يحقق أرباحاً جيدة سواء من خلال المشاركة بالبطولات التي يرى فيها اللاعب اللبناني فرصة للربح، أو من خلال البثوث المباشرة، التي يتم خلالها دعم اللاعب من خلال إرسال الدعم عبر هدايا متعددة ولو كان الدعم متواضعاً.

 

هذا محلياً، أما عربياً مثلاً فالواقع مختلف تماماً حيث أن الحكومات باتت تبني خططاً استراتيجية للألعاب الإلكترونية إذ تخطط مثلا دولة السعودية إلى إنشاء ما يقارب 250 شركة ألعاب إلكترونية، طامحة لجني 50 مليار ريال، وأعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية عن استراتيجية المجموعة التي تستهدف تنويع مصادر الدخل ورفع مستوى الفعاليات الترفيهية والمنافسات في مجال الرياضات الإلكترونية، بالإضافة إلى توفير 39 ألف وظيفة بحلول العام 2030.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى