كتبت لارا يزبك في وكالة “المركزية”:
حاول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اللعب على الوتر الطائفي في أعقاب جلسة مجلس وزراء الاثنين الماضي، ملمّحا الى مؤامرة بين الثنائي الشيعي ورئيس حكومة تصريف الاعمال “السني” نجيب ميقاتي، لمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية “المسيحي”، وتسيير البلاد في ظل الشغور، وكأن شيئا لم يكن.
الا ان حملة مضادة انطلقت بعد تصرّف باسيل هذا، شارك فيها مسيحيون، كان هدفها التأكيد ان ما جرى لا يندرج في سياق “طائفي”. ففي نظر القوات اللبنانية مثلا، التيارُ الوطني المنتفض على الافتئات على حقوق الرئاسة وصلاحياتها، هو مِن القوى التي تتحمّل مسؤولية ما جرى، بما ان نوابه مِن المقترعين بالورقة البيضاء التي لا وظيفة لها الا تمديد الفراغ الرئاسي. وفي هذا الاطار، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بوعاصي امس “موضوع جلسة مجلس الوزراء “مش قصة مسلم – مسيحي” ولكن هذا الأمر يضرب الدستور وقلنا ان ما حصل كان خاطئا”. بدوره، غرد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر حسابه على “تويتر” كاتبا “كفّوا عن البكاء على أطلال الميثاقية والحقوق والعيش المشترك، التوبة أجدى من الصراخ والاستمرار بخداع أنفسكم والناس. أسأتم الى الدولة بعدما توهمتم أن الدويلة تمنحكم سلطة. لستم شركاء الولي بل عملاء تستجدون منه رئاسة وكياسة… وحماية. أدوات صغيرة في مشروعه الكبير، حتى فضّة التبعية منعها عنكم”.
في الموازاة، سارع الرئيس ميقاتي الى زيارة بكركي أمس، في زيارة هدفها الاول، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، تطويق ذيول جلسة الاثنين، ووضعُ حد للحملة التي شنّها رئيس التيار وللرواية التي يسوّقها – وقد حملها إلى الصرح الجمعة الماضي – حول ان ميقاتي و”الثنائي” يعتديان على الدور المسيحي في البلاد، وتبديد هواجس بكركي وسيّدها في هذا الخصوص. في هذا السياق، قال ميقاتي بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان الاخير لفت نظره إلى أنّه “كان من الضروري إجراء تشاور قبل عقد جلسة الحكومة الأخيرة”. وأضاف: اتفقنا على جلسة تشاور مع الوزراء قريباً للتفاهم على الخطوات التي سنقوم بها في المرحلة المقبلة. وأشار إلى أنّه لمس لدى الراعي “حرصه الشديد على أن يتمّ انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة في أسرع وقت”، لافتاً إلى أنّه “يعلم ونحن نعلم أنّ الأمر ليس مرتبطاً بالحكومة، بل هو مسؤولية مجلس النواب، وبالتالي نحن اليوم نتحمّل مسؤولية أمر ليس لنا فيه أي قرار سوى تسيير أمور البلد والسهر على راحة المواطن وقضاياه قدر المستطاع”. وأشار ميقاتي إلى أنّه “مع التشاور بين كلّ الأفرقاء لتمرير هذه المرحلة الصعبة، وقرارنا هو تسيير شؤون المواطن والدولة”، موضحاً أنّه “من هذا المنطلق شرحنا موضوع انعقاد مجلس الوزراء الأخير وأكدنا أنّ الموضوع ليس طائفياً”. وأضاف أنّ “التمثيل لكلّ الطوائف في مجلس الوزراء كان قائماً لذا لا يمكن أن تكون الميثاقية حجة”.
في ضوء ما تقدّم، تشير المصادر الى ان محاولة تطييف الأزمة، من قِبل “البرتقالي”، يريد منها الاخير شدَ العصب حوله ورفع شعبيته في الشارع المسيحي. الا ان الكل بات يدرك ان الخلاص وتثبيتَ الدور المسيحي في اللعبة السياسية، يبدأ بانتخابات رئاسية تحصل عبر احترام اللعبة الديموقراطية، لا عبر تعطيل نصاب الجلسات والتصويت بأوراق بيضاء، تختم المصادر