بعد زيارته الى واشنطن ولقائه الرئيس الاميركي جو بايدن، وبعد محطة في قطر لمتابعة مباريات نهائيات كأس العالم التي يشارك فيها المنتخب الفرنسي، يزور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بين 20 و22 من الشهر الحالي العاصمة الاردنية عمّان للمشاركة في مؤتمر بغداد 2، حيث من المتوقع ان تُبحث فيه ملفات المنطقة وإن كان هناك ما هو مكلف بطرحه مع موافقة أميركية.
المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ”المركزية” ان “ماكرون غير مرضى عنه محليا ودوليا ومغضوب عليه اوروبيا، رغم ان فرنسا، للاسف، هي الدولة الوحيدة الناطقة باسم اوروبا، لأنها عضو في الاتحاد الاوروبي ولها صوتها في الامم المتحدة، كما ان سياسته سيئة في كل ما يتصل بالقضايا المتعلقة بالشرق الاوسط”.
عن الآمال المعلقة على ماكرون في ما خص الملف اللبناني، يقول: ” لا يُقدّم ولا يؤخر، والمشكلة ليست معه. فهو يحاول ان يُنتج أي اتفاقات قد تعيد له دورا يستفيد فيه مع ايران، وقد رأينا عقب انفجار مرفأ بيروت كيف سارع ووقّع اتفاقا بـ23 مليار دولار لشركة “توتال” مع ايران في العراق”، مشيراً الى ان “فرنسا تلعب دورا سيئا تجاه مستعمراتها، والدليل ما فعلته في الجزائر وافريقيا ومالي وأيضاً في أرمينيا واوكرانيا وغيرها وصولاً الى لبنان، حيث قرارها غير محتضن. ما الذي فعلت في العراق وماذا قدّمت للانتفاضة الايرانية؟ لا شيء
ويضيف العزي: “فرنسا لا تقوم كما الاوروبيين بوضع جناح حزب الله السياسي على لائحة الارهاب، وتعقد اتفاقات مع حزب الله وتلتقي وزراء ونواب الحزب عبر السفيرة الفرنسية آن غريو، مراعاة لايران والدليل تلزيم شركة “توتال” الفرنسية التنقيب عن النفط جنوباً، والدور الذي ستلعبه كصلة وسط ما بين اسرائيل ولبنان، . فرنسا تريد فتح استثمارات في ايران لدعم اقتصادها السيئ”!
ويتابع: الكيان اللبناني يتعرض لأزمة، ومشكلة الموارنة في لبنان ان مجموعة منهم تنادي بمفهوم الأقليات الذي يقوم على حساب لبنان وليس على مفهوم ان السلطة هي بالتقاسم. رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يسعى للوصول الى الرئاسة، وقد توجّه الى فرنسا لهذه الغاية إلا أن الفرنسيين لا يملكون شيئاً لتقديمه. فرنسا صندوق بريد تنفذ ما يريده الغرب، وبالتالي كل مبادراتها ساقطة، حتى المبادرة التي قامت بها السفيرة السويسرية لجمع الأقطاب حول طاولة حوار كانت بايعاز فرنسي. كما ان سويسرا ترعى مصالح اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية في ايران، لذلك كُلفت السفيرة برعاية طاولة حوار، بالاتفاق مع فرنسا، التي تحاول ان تقول للاميركيين “استطيع ان انتج حلا في لبنان” ولكن هذا الحل، على مرّ التاريخ لم يُنتج فرنسيا، من لوزان الى جنيف الى سان كلو، وصولاً الى التحركات الماكرونية عقب انفجار المرفأ. الام الحنون هي التي ترعى، بينما فرنسا لا تمول لبنان لا اقتصاديا ولا سياحيا ولا دبلوماسيا”، معتبراً “أن لبنان من دون العرب لا شيء، لأننا جزء من العرب، وكل مصالحنا وأعمالنا في الدول العربية، بدليل ان كل الانهيار الذي عشناه خلال السنوات الست التي مرت، وما زلنا سببه ابتعاد العرب عن لبنان ،لأن العهد كان صندوق بريد لحزب الله وايران في مواجهة العرب. إضافة الى الدور الاميركي، لأن الحلّ والربط يبقى بيد الولايات المتحدة الاميركية، واذا لم توافق الأخيرة على اي اتفاقات اكان ببيعنا او شرائنا فلن يتحقق. ليس لدى الفرنسيين اي خطة يقدمونها للبنان، من هنا كان البيان الثلاثي الفرنسي الاميركي والسعودي، الذي أعطى دوراً للملكة العربية السعودية في لبنان، مشيرا الى ان “لا يمكن للسعودية ان تغطي لفرنسا تسوية جديدة باختيار اي رئيس لا يراعي المصالح العربية للبنان ويتم انقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي او استخدام لبنان كمنصة كما استخدمت في الـ 2016 لمحاربة الدول العربية وتحريض لبنان على هذه الدول.
اما زيارته الى عمان، فليبارك في ترسيم الحدود، ويوجه رسالة الى العرب مفادها ان هذه الخطوة كان لفرنسا دور اساسي فيها ودعم كبير، وسيكون لشركة “توتال” الدور الضامن في عملية استخراج النفط