معجزة الاقتصاد الصيني وكيف أصبح الثاني عالميا

أصبح الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم منذ بداية القرن الواحد والعشرين وذلك بعد اقتصاد الولايات المتحدة الامريكية، بعد أن استمر لفترة طويلة الاقتصاد الأول على مستوى العالم، لذلك فإن أي تغير يحدث في الاقتصاد الصيني سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد على مستوى الكرة الأرضية.
منذ بداية عام 2010 تعتبر الصين واحدة من أكبر الدول من حيث تصدير السلع التجارية، وهو ما يجعلها تحتل المرتبة الأولى في تصدير هذه المنتجات، هذا بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر دولة تستورد السلع التجارية.
ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث بالتفصيل عن تطور الاقتصاد الصيني وكيف أصبح ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، فلنتابع سويا.
الصين الاقتصاد الوحيد الذي لم ينكمش العام الماضي
صرح مكتب بيانات الاحصاءات الصيني أن الاقتصاد الصيني يشهد تعافي في الربع الأخير للعام، وذلك لأن معدل النمو الاقتصادي فاق توقعات المحللين وذلك لأنه بلغ 6.5 من المعدل الأساسي، هذا بالاضافة إلى

توقعات بعض المحللين حسب ما أدلوا بها لأحد الصحف والتي صرحوا فيها بتوقعهم النمو بنسبة 6.1 % ، في حين أن معدل النمو في الربع الثالث 4.9% .
وقد حدث نمو في الانتاج المحلي الاجمالي والذي بلغ 2.3% في عام 2020 وذلك وفقا للكثير من الاحصائيات التي تم إجراؤها في هذا العام، والتي أثبتته هذه الاحصائيات أن الاقتصاد الصيني هو الاقتصاد الوحيد على مستوى العالم الذي لم يحدث له انكماش في عام انتشار فيروس كورونا، والذي أثر على الاقتصاد العالمي بسبب الكثير من المصاعب التي تواجهها جائحة كورونا.

ومن الجدير بالذكر أن النمو في الاقتصاد الصيني خلال هذه الفترة فاق توقعات العديد من مؤسسات الاقتصاد، ومن بين هذه المؤسسات صندوق النقد الدولي والذي توقع أنه يحدث نمو في الاقتصاد الصيني بما يعادل 1.9% .
ووصلت قيمة الانتاج المحلي الاجمالي الخاص بالصين لعام 2021 15.42 تريليون دولار أمريكي، وذلك ليكون متوسط الدخل الشخصي للفرد من إجمالي الدخل المحلي ما يعادل عشرة آلاف دولار إمريكي.
وعلى الرغم من أن ثاني اقتصاد على مستوى العالم شهد حالة من الشلل منذ انتشار فيرس كورونا، إلا أنه في الآونة الأخيرة يشهد حالة من الانتعاش الاقتصادي، ومن الجدير بالذكر أن معدل الاستهلاك هو محرك رئيسي قوي في نمو أي اقتصاد، والذي كان سبب رئيسي في عدم وصول معدل النمو إلى التوقعات المحتملة، وذلك بسبب وجود مخاوف من عود الاصابة بفيرس كورونا.
وقامت البيانات الاقتصادية الايجابية بتقليل الحاجة الزائدة من التيسير النقدي لهذا العام، وهو الامر الذي دفعه البنك المركزي إلى التقليل من الاجراءات الكثيرة الخاصة بتقديم الدعم، وذلك وفقا لم صرحت به الكثير من إجراءات الدعم، ولكن صرح الكثير من القادة السياسيين أنه لن يكون هناك أي تحدي واضح وحاد في اتجاه السياسات.

وبالمقارنة مع ربع العام السابق فإن الناتج المحلي الاجمالي نما بمعدل 2.6% وذلك مابين شهر أكتوبر وشهر ديسمبر، وذلك وفقا لم صرح به مكتب الاحصاءات، وذلك بالرغم من أنه كان من المتوقع أنه يحدث معدل نمو في الانتاج المحلي الاجمالي بما يساوي 3.2% وذلك مقارنة مع معدل زيادة بلغت 3% في الربع الماضي للعام السابق.
أرقام دالة
ويوجد الكثير من البيانات الأخرى والتي صرحت بأنه يوجد ارتفاع في الناتج الصناعي الخاص بدولة الصين، وذلك بمعدل يفوق المعدل المتوقع والذي بلغ 7.1 % وذلك مقارنة بالعام الذي كان يسبقه، وبذلك يكون الاقتصاد الصيني هو الاقتصاد الوحيد الذي يحدث له نمو على مدار التسع الشهور الماضية المتتالية ، وبذلك يكون الاقتصاد الصيني يواصل استمراره في التعافي بعد انتشار جائحة كورونا التي أثرت على الاقتصاد العالمي في جميع الدول، وذلك في مختلف القطاعات الصناعية الضخمة، والذي يكون مدعوم بصادرات قوية.
هذا بالإضافة إلى أن الصين شهدت زيادة في مبيعات التجزئة بمعدل 4.6% كمعدل سنوي وذلك مقابل حدوث نمو في شهر نوفمبر تعادل 5% .
وأوضحت الكثير من البيانات الحديثة في التجارة في وجود ارتفاع في ديسمبر بما يعادل 18.1 % ، وذلك مقارنة بالشهرالسابق له وذلك وفقا لم قامت باعلانه هيئة جمارك بكين.

هذا بالإضافة إلى أنه يوجد العديد من الاحصائيات التي أوضحت وجود زيادة في نسبة الواردات بما يساوي 6.5% وذلك ليصبح الفائض التجاري للصين في الشهر السابق ليعادل 78.2 مليار دولار.
وشهدت الصين العام الماضي حدوث زيادة في اجمالي الفائض لها وذلك خلال العام الماضي، ليكون 535 ملياردولار، وذلك بزيادة تبلغ 27% بالنسبة لعام 2019 .

ومع وجود الكثير من التوقعات حول استمرارية نمو الاقتصاد الصيني لهذا العام فإن النقد الدولي يتوقع يتوقع حدوث زيادة في نمو الاقتصاد الصيني تعادل 7.9% .
صادرات الصين
في مجموعة من الاحصائيات والتي أصدرتها كلية لندن للاقتصاد فإنه في عام 1978 بلغت قيمة الصادرات للصين 10 دولار وهو ما يعادل أقل من 1 % من إجمالي التجارة العالمية، ولكن في عام 1985 بلغت قيمة صادراتها ما يعادل 25 مليار دولار إمريكي، وبعد مرور عشرين عام ارتفعت قيمت صادراتها بشكل غير متوقع لتصل إلى 4.3 تريليون دولار أمريكي وهو الأمر الذي جعل الصين أكبر دولة مصدرة للسلع في العالم.

انخفاض مستوى الفقر
انخفض مستوى الفقر في الصين بعد الكثير من الاصلاحات التي قام بها دنغ من اجل تحسين مستوى المعيشة للكثير من الصينيين، وصرح البنك الدولي أنه يوجد أكثر من 850 مليون مواطن صيني استطاع أن يخرج من دائرة الفقر، وأن الصين تسعى بشكل قوي من أجل القضاء على الفقر فيها نهائيا.
هذا بالاضافة إلى أنه في نفس الوقت يوجد زيادة كبيرة في ارتفاع مستوى التعليم، هذا بالإضافة إلى أنه يتوقع بنك ستاندراد تشارترد أن تكون هناك 27% من القوة العاملة بدولة الصين تكون حاصلة على تعليم جامعي وذلك بحلول عام 2030 ، وهذا الوضع هو معدل يساوي معدل ألمانيا في الوقت الحالي.
تفاوت متزايد في الدخول
على الرغم من النجاح الاقتصادي الذي حققته دولة الصين إلا أن هذا النجاح لم يتم توزيعه بشكل متساوي، وذلك بسبب زيادة الكثافة السكانية في الصين والتي تبلغ 1.3 مليار نسمة، ويرجع السبب في ذلك في أنه نماذج الثراء الفاحش، وكذلك الطبقة المتوسطة تعيش في المناطق الريفية

والتي تفتقر إلى القوة العاملة الماهرة، هذا بالإضافة إلى أنهم كبيرة في العمر، لذلك فإنه نجد أن ظاهرة اللا مساواة في الصين والانقسام بين الأرياف والمدن له أوجه عديدة.

ومن الجدير بالذكر أنه صرح مان ( أنه بشكل عام فإن الاقتصاد ليس متقدم، وذلك بسبب وجود فروق كبيرة في الجوانب المختلفة له).
هذا بالإضافة إلى أن البنك المركزي صرح أن الدخل الشخصي في الصين ما زال يعادل نظيره في أي دولة نامية.
فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بالاقتصاد الصيني، وكيف تطور ليصبح أكبر اقتصاد على مستوى العالم، وحدوث أي خلال فيه يؤثر على الاقتصاد العالمي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى