نقلا عن موقع “مصدر دبلوماسي” للاعلامية مارلين خليفة
أحيا الوافدون والمقيمون في المملكة العربية السعودية عيد الميلاد هذه السنة بأجواء مفعمة بالبهجة والفرح، وقد تصدّر الصفحة الاولى لصحيفة “آراب نيوز” الناطقة باللغة الانكليزية العنوان الآتي” الوافدون والمقيمون يرحبون بروح عيد الميلاد المبهجة في المملكة العربية السعودية في عصر جديد ملؤه التسامح والانفتاح”.
وكتبت الصحيفة: “قبل بضعة اعوام فحسب كان عيد الميلاد حدثا هادئا في المملكة العربية السعودية، يحتفل به الوافدون خلف الأبواب المغلقة. في الوقت الحاضر، وبفضل بيئة وثقافة التسامح الديني يتم الاحتفال بفترة الأعياد بشكل علني يتمتع بها الوافدون والمواطنون على حد سواء”.
وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الاحد الى أن الاحتفال بالميلاد ليس جديدا على السعودية وهو يعود الى عقود خلت، فقد كانت العائلات الاميركية الوافدة في أربعينيات القرن الفائت تحتفل بعيد الميلاد في الظهران وذلك بعد الحرب العالمية الثانية.
لكن، وبالرغم من أن الآلاف من العمال الأجانب وعائلاتهم من خلفيات دينية مختلفة يقيمون في المملكة العربية السعودية منذ اعوام إلا أنه لم يسمح إلا اخيرا بممارسة شعائر الاديان الأخرى غير الإسلام. وقالت الصحيفة: “في العام 2016 كشف ولي العهد [ورئيس مجلس الوزراء] الأمير محمد بن سلمان عن الرؤية السعودية 2030، وواكبتها مجموعة من الإصلاحات التي من شأنها اطلاق طاقات المملكة وبناء مجتمع طموح وقوي وحيوي مع اقتصاد متنوع وايلاء الأولوية لجودة الحياة”.
على مدى الاعوام الستة الماضية أرست رؤية 2030 ثقافة التسامح والانفتاح. “تتم إعادة هيكلة المؤسسات الدينية في المملكة، كما تتم إعادة التعمق بعناية بنظام الحكم القائم على تعاليم القرآن”. تضيف الصحيفة:
“يرسم ولي العهد مسارا جديدا وأكثر حداثة للبلاد متعهدا بالعودة الى “الإسلام المعتدل”، وهو قال في مقابلة العام الماضي بأن المملكة العربية السعودية “دولة متسامحة دستورها الاسلام ومنهجها الاعتدال”.
أضاف [الامير محمد بن سلمان] :”نحن ببساطة نعود إلى ما اتبعناه – إسلام معتدل منفتح على العالم وجميع الأديان”.
ربما لم يكن هذا التحول غير المسبوق في المملكة العربية السعودية اكثر وضوحًا في أي وقت آخر مما كان عليه في عيد الميلاد، “المقاهي والمطاعم ومتاجر لوازم الحفلات ومراكز التسوق في جميع أنحاء المملكة متلألئة بالاضواء والديكورات. يمكن للمتسوقين العثور على اشجار العيد وعصب رأس الرنة وقبعات سانتا، والحلي الملونة من مختلف الأشكال والأحجام والحلوى ذات الطابع الخاص بعيد الميلاد ولوازم توضيب الهدايا”.
وتكشف الصحيفة في تحقيقها بأن “القبول المتزايد لعيد الميلاد في المملكة شكل تطورًا مرحبا به في الصناعة المختصة بالضيافة. تقدم الآن العديد من الفنادق من فئة الخمس نجوم وشركات التموين الخاصة عشاء خاص بعيد الميلاد ويظهر بابا نويل أيضا في بعض الاحيان. تنظم العديد من السفارات والقنصليات حفلات عيد الميلاد لموظفيها وتقيم مآدب بأصناف المأكولات الخاصة بكل بلد”. تشير الصحيفة:” لا يزال الحديث بصراحة عن عيد الميلاد أمرًا مزعجًا للكثيرين في المملكة إذ ثمة خشية من القيود السابقة. لا يزال بعض الوافدين والزوار الذين يدركون الحساسيات الدينية يعتقدون أنه من الأفضل أن يكونوا حذرين. بالرغم من ذلك ومع أن عيد الميلاد ليس تقليدا إسلاميًا إلا أن العديد من المسلمين يعتقدون أنه قد حان الوقت لمشاركة فرحة أولئك الذين يحبون الاجتماع مع الأصدقاء والعائلة والجيران”.