كان يصرخ لوالدته… نشر فيديو لتعرّض أميركي أسود للضرب الوحشي على أيدي الشرطة

نشرت مدينة #ممفيس الأميركية، الجمعة، مقطع فيديو مؤلماً يظهر خمسة شرطيين ينهالون ضرباً على رجل أسود يبلغ التاسعة والعشرين سُمع، وهو ينادي والدته أثناء تعرضه للضرب، في واقعة أثارت دعوات إلى الاحتجاج ومخاوف من احتمال حصول اضطرابات.

واتُّهِم خمسة من عناصر شرطة ممفيس، جميعهم من السود، بجريمة قتل من الدرجة الثانية في قضية إقدامهم على ضرب #تاير نيكولز التي توفي في المستشفى في 10 كانون الثاني بعد ثلاثة أيام على عملية اعتقاله التي وصفتها السلطات بأنها كانت “مروّعة”.

في 7 كانون الثاني، أراد الشرطيون اعتقال نيكولز (29 عاماً) لارتكابه مخالفة مرورية وقد أقيلوا مذاك من مهماتهم.

يُظهر مقطع فيديو طويل التُقط بكاميرات الشرطة وكاميرا لمراقبة الشوارع عناصر الشرطة يعتقلون نيكولز ويحاولون تثبيته باستخدام صاعق ثم مطاردته بعد محاولته الفرار منهم.

وتُظهر مشاهد نيكولز وهو يصرخ وينادي والدته ويئنِّ بسبب إقدام العناصر على ركله ولكمه مراراً.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّه يشعر بـ”غضب وألم شديد” بسبب تلك المشاهد، قائلًا إنّها “ستجعل غضب الناس مبرّراً”.

وكرّر بايدن دعوته إلى المتظاهرين للبقاء مسالمين، قائلاً: “من يسعون للعدالة يجب ألا يلجأوا إلى العنف أو التخريب”.

وخلال مؤتمر صحافي في وقت سابق الجمعة، دعت والدة الضحية روفون ويلز إلى التزام الهدوء، لكنها توجهت إلى الشرطيين الذين ضربوا ابنها “حتى الموت” على حد تعبيرها، بالقول “لقد تسببتم بالعار لعائلاتكم بفعلتكم هذه”.

تحدّث بايدن مع ويلز التي قال إنّها “من الواضح أنها تعاني ألماً شديداً”، وأثنى على “شجاعة الأسرة وقوتها” و”مناشدتها القوية” من أجل احتجاجات سلمية.

في وسط مدينة ممفيس، تجمع حوالى 50 متظاهراً في حديقة الشهداء المركزية وأغلقوا لاحقاً طريقاً رئيسيّاً وساروا هاتفين “لا عدالة، لا سلام” و”قل اسمه: تاير نيكولز”.

كما تجمع نحو 100 شخص في تايمس سكوير بنيويورك وردّدوا شعارات مماثلة ورفعوا لافتات كتب عليها “ضعوا حدّاً لإرهاب الشرطة”.

وقال بايدن، في بيان، الخميس: “في حين يشعر الأميركيون بالحزن وتجري وزارة العدل تحقيقها وتواصل السلطات عملها، أنضم إلى عائلة تاير في الدعوة إلى احتجاجات سلمية. الغضب مفهوم لكن العنف غير مقبول أبداً”، حاضّاً على إجراء “تحقيق سريع وكامل وشفاف” في هذه المأساة.

وأودع الشرطيون الخمسة السجن الخميس بتهمة القتل بعد وفاة نيكولز.

وقال بايدن في بيانه إنّ “وفاة تاير هي تذكير مؤلم بأنه يجب علينا فعل المزيد للتأكد من أن نظام العدالة لدينا يحترم الوعد (بضمان) عدالة منصفة ونزيهة”.

وأوضح المحامي أنتونيو رومانوتشي أن ما حصل “ببساطة ووضوح ضرب مبرح، بدون توقف، لهذا الشاب على مدى ثلاث دقائق”.

من جهته، اعتبر مدير مكتب التحقيق في تينيسي ديفيد راوش أنّ ما حصل “غير مقبول” و”إجرامي” و”ما كان يجب أن يحدث”، معربًا عن “صدمته” و”اشمئزازه” لما رآه. وأضاف “بكلمة واحدة، إنه أمر مروّع للغاية”.

وأحدثت القضية ضجة في بلد لا يزال متأثّراً بمقتل جورج فلويد في أيار 2020 وما أحدثته هذه المأساة من تظاهرات لحركة “بلاك لايفز ماتر” (حياة السود مهمة) ضد العنصرية وعنف الشرطة.

وأعادت قضية نيكولز إطلاق الجدل حول عنف الشرطة في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى