“ظاهرة”، “لن يتكرر”، “فلتة من فلتات الطبيعة”.
اطلق عليه ما شئت من ألقاب، ومن المحتمل أن يُطلق على إيرلنغ هالاند تلك الألقاب لأنه يواصل، في موسم ظهوره الأول في كرة القدم الإنجليزية، تدمير الأرقام القياسية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
سرعان ما تم الرد على أي أسئلة حول كيفية مواكبة المهاجم النرويجي لنظام لعب فريق مانشستر سيتي هذا الموسم عندما سجل 14 هدفًا في أول ثمان مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، بما في ذلك ثلاثية متتالية ضد كريستال بالاس ونوتنغهام فورست.
ومع تسجيل 25 هدفًا في أول 19 مباراة بالدوري، يبدو أنها مسألة وقت، وليس ما إذا كان هالاند سيحطم الرقم القياسي الذي سجله آندي كول وألان شيرر في الدوري الإنجليزي الممتاز والذي بلغ 34 هدفًا في موسم واحد.
ولكن ماذا عن الأرقام القياسية قبل الدوري الإنجليزي الممتاز؟
قاد ويليام رالف دين، المعروف بديكسي، نادي إيفرتون للفوز بلقب الدوري عام 1927-1928. وقد سجل دين 60 هدفًا في ذلك الموسم، على الرغم من أنه غاب عن ثلاث من 42 مباراة خاضها فريقه.
بعد سنوات عديدة من موسمه الشهير، تحدث دين عن رقمه القياسي. وقال: “يسألني الناس ما إذا كان هذا الرقم القياسي البالغ 60 هدفا سيُحطم في يوم من الأيام، أعتقد أن ذلك سيحدث، لكن هناك رجل واحد فقط سيفعل ذلك، إنه ذلك الذي سيمشي على الماء، أعتقد أنه هو الوحيد القادر على تخطي هذا الرقم القياسي”.
فهل يستطيع هالاند المشي على الماء؟
سجل تيد هاربر لاعب بلاكبيرن روفرز 43 هدفًا خلال موسم 1925-1926 في الدوري الممتاز، لكن بصماته المثيرة للإعجاب بقيت لمدة عامين فقط قبل أن يحطم دين رقمه.
ويتذكر بيل شانكلي مدرب ليفربول السابق دين بعد أن لعب ضده مع بريستون نورث إند في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي.
وقال شانكلي: “ديكسي كان أعظم مهاجم على الإطلاق، ورقمه القياسي في تسجيل الأهداف هو أكثر شيء مدهش تحت الشمس، إنه ينتمي إلى فئة العظماء مثل بيتهوفن وشكسبير ورامبرانت”.
إذن ما مدى عظمة دين؟ من الصعب المقارنة بين مختلف العصور، ولكن من السهل مقارنة دين مع أقرانه. بالنظر إلى السنوات الثلاث التي سبقت موسم الرقم القياسي (الـ 60 هدفا) وثلاث سنوات بعدها، سجل هداف الدوري في تلك المواسم في المتوسط 40 هدفًا. وقد تجاوز دين ذلك بنسبة 50 في المئة. وأقرب شخص وصل إلى تحدي دين هو توم وارينغ الذي سجل 49 هدفا لفريق أستون فيلا في موسم 1930-1931، لكنه وصل إلى 81 في المئة فقط من إجمالي ما حققه دين.
منذ ذلك الحين، بات الوصول إلى 40 هدفًا أمرا بعيد المنال، وكان جيمي غريفز آخر لاعب يحقق ذلك قبل أكثر من 60 عامًا.
وفي حين أن دين وهالاند مختلفان تمامًا – كان طول دين 5 أقدام و 10 بوصات، بينما يبلغ طول هالاند 6 أقدام و 5 بوصات، فإن سجلات تسجيلهما متشابهة.
ولدى مقارنة موسم 1927-1928 الذي لعب فيه ديكسي بالموسم الحالي لهالاند، تجد أن كلاهما سجل في مباراته الأولى، وسجل كلاهما هدفهما الثاني عشر في مباراتهما الثامنة. واصل هالاند إحراز هدفين آخرين في تلك المباراة ليحقق ثلاثية في الفوز 6-3 على مانشستر يونايتد، بينما سجل دين جميع الأهداف الخمسة في الفوز 5-2 على نفس المنافس في مباراته التاسعة.
تباطأ هالاند بشكل طفيف، على الأقل مقارنة بدين، لكنا ثلاثيته (الهاتريك) ضد ولفرهامبتون أوصله إلى 25 هدفا بعد 19 مباراة، متأخراً قليلاً عن دين الذي كان قد حقق 30 هدفا بعد نفس العدد من المبارايات.
وأحد الأسئلة العظيمة غير القابلة للإجابة هو عدد الأهداف التي كان من الممكن أن يسجلها دين لو لعب جميع المباريات الـ 42. إحدى المبارايات التي غاب عنها ، بسبب استدعاء فريق إنجلترا، كانت الفوز 7-0 أمام وست هام في غوديسون بارك. فكم كان يمكن أن يضيف إلى رصيده في ذلك اليوم؟
لقد حطم دين الرقم القياسي السابق في مارس/آذار من عام 1928، ثم خاض ثلاث مباريات جدباء دون تهديف قبل أن يُسرع من إنتاجه بتسجيل 17 هدفًا في آخر ثماني مباريات له ليصل إلى 60 هدفًا. ودفعته ثلاثية ضد آرسنال في مباراته الأخيرة إلى تجاوز الرقم القياسي وهو 59 هدفا المسجل باسم جورج كامسيل في دوري الدرجة الثانية، وهو الرقم الذي كان قد حققه كامسيل مع فريق ميدلسبراه.
إنه رقم قياسي حتى هالاند يبدو وكأنه قاصر عن تحقيقه.
متى سييتحطم الرقم القياسي للدوري الإنجليزي؟
يتصدر آندي كول جدول التهديف الحالي في موسم واحد في الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 34 هدفًا في الدوري في 40 مباراة مع نيوكاسل في عام 1994، قبل أن يسجل شيرر نفس النتيجة لكن مع مباراتين إضافيتين لبلاكبيرن في الموسم التالي.
ويحمل محمد صلاح الرقم القياسي للتهديف في موسم من 38 مباراة، ويأتي بعده مهاجم ليفربول الآخر، لويس سواريز، من حيث عدد الأهداف بالنسبة لعدد المباريات.
وقد كسر شيرر حاجز الـ 30 هدفًا ثلاث مرات، لكن من الملاحظ أن قلة من اللاعبين الذين تمكنوا من ذلك . مايكل أوين وروبي فاولر وديدييه دروغبا وسيرغيو أغويرو ليسوا على القائمة على الرغم من كونهم أساطير الدوري الإنجليزي الممتاز.
وخلال مواسم تسجيل الأرقام القياسية المذكورة أعلاه، كان متوسط الأهداف لكل مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز يقارب 2.7.
وبوتيرته الحالية، وإذا لعب جميع مباريات السيتي، فمن المرجح أن يحطم هالاند الرقم القياسي في الدوري الإنجليزي الممتاز في مباراته السابعة والعشرين، والتي ستكون ضد وست هام في 18 مارس/آذار المقبل.
وفي حين أن تحطيم رقم دين القياسي (60 هدفا) قد يكون بعيد المنال، إلا أنه من المحتمل أن يصبح هالاند أول لاعب منذ جيمي غريفز في عام 1961 يكسر حاجز 40 هدفًا. ومازال أمام هالاند 18 مباراة في الدوري الإنجليزي كحد أقصى، مما يتركه في طريقه لتسجيل 48 هدفًا، لينتهي في المركز الثالث، أو ربما المركز الثاني، في قائمة الهدافين عبر كل الأزمنة.
في موسم 1927-1928 كان معدل تسجيل الاهداف 3.8 في كل مباراة ، فكيف يُترجم ذلك إلى هذا الموسم حيث يبلغ معدل التهديف حاليًا حوالي 2.8 في المباراة؟ بهذا المعدل التهديفي في هذا الموسم كان دين سيحرز 44 هدفا، وهو رقم أقل بقليل من الرقم الذي يسير هالاند في طريقه للوصول إليه. لكن يبدو أن رقم الستين السحري لا يزال يبدو على الأرجح أكثر من اللازم.
ثلاثية أخرى ضد توتنهام يوم الأحد، وقد نبدأ في تغيير آرائنا.
حقائق عن هالاند
لديه أب مشهور
كان والد هالاند لاعب كرة قدم مشهور أيضا، وهو ألف إنجي هالاند الذي لعب في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليدز يونايتد. ثم لعب مع مانشستر سيتي وكان قائدا للفريق، وقد يكون هذا هو السبب وراء رغبة إيرلنغ في اللعب للنادي.
انفجرت شهرته فجأة
ربما كان هالاند معروفًا فقط من قبل خبراء كرة القدم إلى أن اقتحم المشهد بتسجيله 9 أهداف في مباراة للنرويج في كأس العالم تحت 20 عامًا في عام 2019. وفي خمس مباريات فقط مع منتخب تحت 20 عامًا، سجل هالاند 11 هدفًا مذهلاً. وسرعان ما انتقل إلى الفريق الأول. وبات سجله التهديفي يتصدر الأخبار في العالم.
محطم أرقام قياسية
لقد حطم بالفعل الأرقام القياسية أينما ذهب. بالإضافة إلى إنجازاته في الدوري الإنجليزي الممتاز، فهو أصغر لاعب يسجل 50 هدفًا في الدوري الألماني. كما أنه أصغر لاعب يسجل في خمس مباريات متتالية في دوري أبطال أوروبا. كما أنه أصغر لاعب يسجل أكثر من 20 هدفًا في دوري أبطال أوروبا.
تأثير كبير منذ سن الـ 15
ظهر هالاند لأول مرة في عالم كرة القدم عندما كان في الخامسة عشرة من عمره فقط عندما خرج من مقاعد البدلاء في مباراة بدوري الدرجة الثانية في النرويج بين لبرين إف كيه ضد رانهايم إيل. لقد أثار إعجاب مدرب مسقط رأسه آنذاك أولي غونار سولشاير بما يكفي لتأمين انتقاله إلى الدرجة الأولى. وفي غضون عام من الانتقال إلى مولده ، غادر مرة أخرى حيث وقع مع بطل النمسا، ريد بول سالزبورغ قبل أن ينتقل إلى بروسيا دورتموند في ألمانيا ثم إلى مانشستر سيتي.
هل يمكن أن يلعب لانجلترا؟
ولد هالاند في ليدز، وهو يحمل الجنسية البريطانية وهذا يعني أنه مؤهل للعب لانجلترا . ولكن سبقتها النرويج إليه وحصلت على خدماته، وبالتالي ليست له فرصة لقيادة انجلترا للفوز بكأس العالم في المستقبل.