وصل فريق بي بي سي برا إلى مدينة حلب السورية قادما من العاصمة دمشق، بتصريح من الحكومة السورية، لرصد حجم الدمار الذي ضرب المدينة جراء الزلزال المدمر الأخير.
وجاءت الرحلة بعد السماح من الحكومة السورية، ليقطع الفريق 360 كيلومترا عبر خلالها العديد من نقاط التفتيش الحكومية حيث كان الجنود يفحصون بطاقات هوية الجميع.
وارتفع عدد ضحايا الزلزال إلى 23 ألف قتيل، منهم 19 ألفا و388 قتيلا في تركيا بحسب تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحولي ثلاثة آلاف و 377 قتيلا في سوريا.
بينما بلغ عدد الجرحى في سوريا 77 ألفا و700 جريح في تركيا، واعترف أردوغان في وقت سابق أن استجابة حكومته للأزمة لم تكن بالسرعة التي كان يأملها، لكنه أكد أن حكومته تعمل على تقديم كل مساعدة ممكنة للضحايا.
وقال عساف عبود مراسل بي بي سي، وصلنا إلى الجزء الشرقي من المدينة الأقرب إلى الحدود التركية وكنا من أوائل الصحفيين الدوليين الذين قدموا تقارير من حلب.
وعلى خلفية المباني متعددة الطوابق التي سويت بالأرض، تبذل جهود إنقاذ لمئات الذين ما زالوا مصابين ومحاصرين تحت الأنقاض.
أكثر من 400 شخص لقوا حتفهم هنا في حلب، المدينة التي لا تزال تحمل جراح أكثر من عقد من الحرب الأهلية.
وأضاف مراسل بي بي سي :”تقوم بعض فرق الإنقاذ بهدم المباني المتضررة خوفا من احتمال انهيارها لاحقا”.
وصل عدد القتلى إلى ما يقرب من 4000 في كل من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والمعارضة في سوريا. وأكثر من 7000 شخص أصيبوا أو في عداد المفقودين، وتقول التقارير إن أكثر من 60 ألف شخص فقدوا منازلهم وانتشروا في ملاجئ مختلفة في المدينة.
كيف وصلت بي بي سي
شاهدت بي بي سي عشرات الشاحنات والمركبات التي تحمل مساعدات إنسانية وطبية في الطريق إلى حلب.
عند دخول مدينة حلب، قد لا تدرك أن زلزالا قد ضرب المدينة لأن المباني الجديدة عند المدخل لا تبدو متضررة.
ولكن مع التوغل في الداخل كان من الصعب التمييز بين الدمار الذي سببته الحرب الأهلية التي دامت أكثر من عقد وما سببه الزلزال.
يقول المسؤولون إن عدد المباني المتضررة أكبر بكثير من عدد المباني التي انهارت.
وكانت مناطق الشعّار والصالحين وبستان القصر الأكثر تضررا من الزلزال، مما أجبر الآلاف من سكانها على النزوح إلى الملاجئ.
قطعة من الجحيم
وصف عامل إغاثة في مدينة حلب السورية الوضع هناك بأنه في “أعمق منطقة في الجحيم”.
تحدث الأب توني أوريوردان، من خدمة اللاجئين اليسوعيين إلى قناة بي بي سي، من داخل المدينة التي تسيطر عليها الحكومة، والتي دمرتها بالفعل الحرب الأهلية التي استمرت 12 عاما في البلاد.
ويقول إن المباني الجديدة انهارت بسبب الزلزال، وأصبحت أخرى غير آمنة “تشرد الناس في جميع أنحاء المدينة”.
وقبل الزلزال وصف أحد زملائه الوضع في حلب بأنه “جحيم”، “كان ذلك قبل وقوع الزلزال، لذلك إذا كنا في الجحيم قبل الزلزال، فنحن الآن في أعمق دركات الجحيم” ، كما يقول.
ويضيف أن هناك أكثر من 120 من ملاجئ الطوارئ في المدينة، وأن الناس أصيبوا بصدمة شديدة بسبب انهيار المباني بعد الزلازل لدرجة أن العديد منهم ينامون الآن في السيارات وفي الهواء الطلق في درجات حرارة دون الصفر.
الأمم المتحدة تدافع
حاولت الأمم المتحدة الدفاع عن تعاملها مع قضية إرسال المساعدة إلى سوريا بعد أن واجهت انتقادات بشأن إيصالها.
وكانت منظمة القبعات البيضاء، وهي مجموعة إنسانية تعمل في شمال غرب سوريا، قد اتهمت الأمم المتحدة بالتعامل “السيئ” في استجابتها للأزمة التي وقعت في الدولة التي مزقتها الحرب.
وفي حديثه إلى بي بي سي، قال المصطفى بن المليح، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لسوريا إن التعليقات التي تم الإدلاء بها حول استجابة المنظمة “ليست عادلة”.
وأضاف بن المليح: “هذه ليست دولة عادية، حيث لديك كل الوسائل التي تحتاجها – إنها حالة جغرافية معقدة ووضع أمني معقد”.
وأوضح أن الدخول إلى الشمال الغربي في سوريا أمر صعب، ليس مجرد مسألة ركوب سيارتك والقيادة. كما أن “نقص الوقود هو عائق آخر. والناس هنا يعملون بجد للغاية، على مدار الساعة”.