لاحظنا مؤخراً توجّهاً جديداً من المرأة السعودية نحو الرياضات غير التقليدية، لا سيما رياضة الـ«ساندا» Sanda، أو ما يعرف بـ ووشو كونغ فو Wushu Kong Fu. ونراهنّ يسارعن للانضمام إلى هذه الحصص التدريبية، بخاصّة أنّه ظهرت عدة مدربات محليات تخصّصن في هذه الرياضة، التي تجمع بين فنون الدفاع عن النفس، ورياضة تفريغ الغضب، وتعزيز القوة العضلية واللياقة، بالإضافة إلى حرق الدهون. التقت «سيدتي»، في نادي «ألفا إيليت»، ملك أحمد مليباري، مدرّبة ولاعبة ساندا، حاصلة على الحزام الأسود في هذه اللعبة، والحائزة على ميداليتين برونزيتين، لتسليط الضوء على أهم فوائد الـ«ساندا».
ما هي رياضة ساندا؟
هي أحد فنون الدفاع عن النفس الصينية، وتتميز بالعديد من التقنيات الحركية والمهارات التي يتميّز بها اللاعب، من الهجوم والدفاع والإسقاطات. هي شبيهة برياضة الكيك بوكسينغ، ولكنّها تختلف بوجود المصارعة والإسقاطات. تعتبر من أقوى هل تناسب هذه الرياضة السيدات كما الرجال؟
يعتقد البعض أن رياضة الساندا تقتصر على الشباب فقط، وذلك لأنّها تبني العضلات. ولكن هذه الرياضة تستهدف كامل الجسم، والتخلص من كل التوتر والغضب الذي بداخل المرء. ظهرت رياضة الساندا للنساء للمرة الأولى في في المملكة العربية السعودية عام 2022، حين تم إحياؤها من قبل اللجنة السعودية للووشو كونغ فو. والجدير بالذكر أنه أقيمت بطولتان حتى الآن في مدينتي جدة والرياض، وواحدة أخرى مرتقبة في سنة 2023.
فوائد بالجملة
ما هي فوائد هذه الرياضة؟
- نمو العضلات الأساسية، وهو ما يساعد على تقوية الظهر والبطن.
- فقدان الوزن، حيث تستطيع السيدة حرق كمّية كبيرة من السعرات الحرارية عن طريق رياضة الساندا، خاصة وأنّ القيام بالتمرين لمدة ساعة بكثافة معتدلة يمكن أن يساعدك على حرق الكثير من السعرات الحرارية.
- الحفاظ على صحة وسلامة الجسم، إذ يزيد الووشو كونغ فو من قوة العضلات وزيادة القدرة على التحمل، كما يكسب الجسم خفة في الحركة وسيطرة على التوازن، بالإضافة إلى مساهمته في المحافظة على مظهر بدني مثالي، ووزن صحي، وإكساب القلب المزيد من الصحة.
- تهدئة الأعصاب وإراحة النفس وإخراج الطاقة المختبئة بالجسم، فضلا عن زيادة الثقة بالنفس.
- زيادة القدرة العقلية والتركيز ومهارات الاستيعاب وقوة الذاكرة، لأنها تعتمد على التناسق بين اليد والعين، حيث يجب على اللاعب حماية نفسه من الضربات. كما أنها تساعد على التركيز والتفكير بشكل إيجابي، بالإضافة إلى خلق روح التطلّع لاكتساب مهارات جديدة وأنشطة ممتعة.
- الشعور بالثقة والجاذبية، فممارسة هذه الرياضة يعدّ تحدّياً كبيراً بالنسبة للمرأة، بسبب قوة الحركات والالتزام بها. لذلك سيتولد شعور لدى المرأة بالقوة والثقة بالنفس، بالإضافة إلى زيادة هرمون السعادة.
- تقوية عضلات اليد والساقين، لأنها تعتمد على حركات سريعة ومتكرّرة. كما أنها تساعد في التخلص من الترهل في منطقة الذراعين والفخذين، وتساعد على تقوية الأوتار والأربطة، وتمنع الإصابة بمرض هشاشة العظام.
- بناء قلب صحي وقوي، حيث أنها تساهم في تحسين قوة عضلات القلب. إنّ جميع عضلات الجسم تتحرك أثناء ممارسة الملاكمة، ما يؤدي إلي زيادة ضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسم بشكل أفضل.
- هي وسيلة رائعة للدفاع عن النفس، كونها تعرّف ممارسها إلى مناطق القوة والضعف في الجسم، لكي يتمكن من حماية نفسه، ما يؤدي إلي زيادة الثقة في النفس.
اختيار الرياضة المناسبة
كيف أختار الرياضة القتالية المناسبة لي؟
يوجد بعض الرياضات القتالية التي تتطلب الوقوف أو الركل أو القيام بالركل، والتي تحتاج إلى جسم ذي سرعة في رّدة الفعل وتركيز عالٍ. هنا يمكن اختيار ممارسة الكيك بوكسينج، أو الكونغ فو، أو الكاراتيه. بينما تحتاج رياضات أخرى إلى جسم ذي لياقة بدنية فائقة، ويمكن الحصول عليها من خلال التدريبات. كما توجد رياضات تعتمد على قوة الاشتباك والالتحام بالخصم، مثل رياضة الوشوو كونغ فو (ساندا).
هل هناك عمر معين لممارسة مثل هذه الرياضة؟
لا يوجد عمر محدد، فالرياضة متاحة للجميع، وهي غير محصورة للمنافسة فقط، كونها تزيد القوة واللياقة والمرونة، وتعلم مهارة الدفاع عن النفس. لا بد للجميع أن يتعلموا هذه الرياضة حتى الأطفال بدءاً من عمر 6 سنوات. ولكنّ الأعمار المحدّدة في البطولات هي من 12-40 سنة.
هل رياضة ساندا تشكل خطراً معيّناً على النساء؟
يعتقد العديد من الأشخاص أنّ رياضة ساندا، سواء للرجال أو النساء، تسبّب إصابات كثيرة، لذا يخافون من ممارسة رياضة الملاكمة، فتكون احتمالات الإصابة نوعاً ما خطيرة فقط عند المشاركة في الفنون القتالية، أثناء البطولات. لذلك يشترط على اللاعبة لبس الواقيات (للرأس والأسنان والصدر والأرجل). ولكن من حيث الملاكمة، تقل شدة الإصابة، فتكون طفيفة ونادرة.