صدر العدد الأول من مجلة “الحمى” عن جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL لمناسبة مرور أربعين عاماً على تأسيسها. وتعمل الجمعية على إحياء نهج الحِمى، القائم على انخراط المجتمع المحلي في حماية الطبيعة والذي كان سائداً في المنطقة العربية لأكثر من 1500 عام، من خلال دمج المعارف والممارسات التقليدية مع البحث العلمي العصري. وقد تم حتى الآن تأسيس 28 حمى في أنحاء لبنان بالتعاون مع البلديات.
تم إطلاق المجلة خلال الورشة التشاورية لمشروع “اقتصاد أخضر أزرق نحو تأهيل الموارد الطبيعية للحد من تغير المناخ” التي نظمتها الجمعية بالتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والتجمع اللبناني للبيئة وجمعية أمواج البيئة والمصلحة الوطنية لنهر الليطاني. وقالت رئيسة التحرير راغدة حداد ان المجلة ستصدر مرتين في السنة بنسختين ورقية وإلكترونية، والهدف منها “إيصال رسالة الجمعية بصون الطبيعة ومواردها والتنوع البيولوجي عن طريق إقامة حمى، أي منطقة محمية، في كل قرية وكل بلدة في كل بلد عربي”. وقد تم تصنيف الحمى رسمياً كإحدى فئات المناطق المحمية في لبنان، كما أدخل في استراتيجية منظمة بيردلايف إنترناشونال والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، واعتبر من بين أهم 20 إنجازاً عالمياً في تاريخ الحفاظ على الطيور والموائل الطبيعية في العالم.
يعرض موضوع الغلاف أخطار تغير المناخ على بقاء الكائنات الحية، إذ يتوقع العلماء أن يتسبب في انقراض نحو أربعين في المئة من الأنواع مع نهاية القرن الحالي نتيجة ازدياد الأمراض وتدهور الموائل. وتتنوع مواضيع المجلة من لمحات تاريخية عن نظام الحمى في البلدان العربية منذ القدم إلى نماذج عصرية ناجحة في لبنان وبلدان أخرى، وبرامج ومشاريع يمكن أن تنفذها السلطات المحلية والشباب “حُماة الحمى”. وهي تلقي الضوء على وضع الحياة النباتية والحيوانية في العالم وفي المنطقة العربية من خلال تقارير دولية ومواضيع مصورة وقصص شائقة عن مبادرات لحماية الأنظمة البيئية والأنواع الحية. كما تعرض مشاريع وبرامج تنفذها جمعية حماية الطبيعة في لبنان بالتعاون مع المنظمات الدولية والشركاء المحليين.
وفي افتتاحية العدد بعنوان “إحياء الحمى يصنع وطناً” أشار أسعد سرحال، المدير العام لجمعية حماية الطبيعة في لبنان، إلى إشراك الشباب في القرى والمدارس والجامعات في نظام الحماية من خلال مبادرة “حُماة الحمى” حيث يتدربون على سبل الإدارة الرشيدة والمتوازنة للحمى والموارد. وأضاف: “يعزز هذا الخيار شراكة استراتيجية مع القطاع الخاص تسمح بتبادل التجارب وتعزيز الابتكار وفتح آفاق الاستدامة، في ظل انحسار المساعدات الدولية الخاصة بالبيئة عموماً وبحفظ الطبيعة بشكل خاص”.
تصدر “الحمى” بنسخة ورقية، ويمكن تصفحها إلكترونياً على الرابط: