“بعيدًا عن أنه بُني في موقع غير اعتيادي، يبدو كحصن رائع من بعيد.. وعند اقترابك منه، ستجد ما يُشبه قرية صغيرة خلف جدرانه المهيبة”، هذا ما قاله الثنائي النيوزيلندي، بيتر تشو وين ليم، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وسمع الثنائي النيوزيلندي عن دير “سوميلا” لأول مرة من والد تشو، الذي كان أيضًا محبًا للسفر والترحال. وعند مشاهدة صور المكان، أسر تشو وليم بجماله.
وبحسب ما ذكرته وكالة الأناضول، فإن الدير يُعد أحد المراكز الدينية المهمة في تركيا. ويشهد موسمًا سياحيًا نشطًا وإقبالًا كثيفًا من الزوار مع اكتمال مراحل ترميمه.
ويقع الدير على مشارف الجبل الأسود في وادي “ألتين دره” بمنطقة غابات ترتفع 300 متر عن الوادي، ويشتهر بين الناس باسم “دير مريم العذراء”.
وتم تجديد العديد من أجزائه في القرن الثامن عشر، وزُينت بعض جدرانه بلوحات جدارية، كما اكتسب مظهرًا رائعًا وعاش أبهى فتراته، مع إضافة العديد من المباني الكبيرة إليه في القرن التاسع عشر.
واتخذ الدير، شكله النهائي خلال تلك الفترة، حيث أصبح بمثابة مكان يزوره العديد من الرحّالة الأجانب، ويتخذون منه موضوعًا لكتاباتهم.
كيف يبدو من الداخل؟
وتتضمن الأجزاء الرئيسية من دير “سوميلا” الكنيسة الصخرية الرئيسية، والعديد من الكنائس الصغيرة، والمطابخ، وغرف الطلاب، ودار الضيافة، والمكتبة، والمنبع المقدس (شاهد مقطع الفيديو أعلاه).
وتوجد غرف حراسة بجوار مدخل الدير، الذي يتم الدخول إليه عبر سُلم ضيق وطويل، ومنه يتم النزول عبر سُلم آخر إلى فناء الدير.
وعلى اليسار، تتواجد أبنية مختلفة أمام الكهف الذي يشكل أساس الدير، وتم تشكيله على هيئة كنيسة، إلى جانب مكتبة وغرف للرهبان والضيوف على اليمين.
وأوضحت وكالة الأناضول أن تاريخ اللوحات الجدارية في الكنيسة يعود إلى بدايات القرن الثامن عشر، ويوجد بها ثلاث طبقات صُنعت في ثلاث فترات مختلفة، حيث تُعد الطبقة السفلى الأكثر جودة.
وتفاجأ العديد من متابعي الثنائي النيوزيلندي بوجود مثل هذا الدير في تركيا.
ويُنصح بزيارة الدير خلال شهر مايو/ أيّار أو شهر سبتمبر/ أيلول، تفاديًا لموسم الذروة خلال شهري يونيو/ حزيران وأغسطس/ آب، حيث يكون الجو حارًا عادة.
ورغم إقامة الثنائي في تركيا لحوالي 3 أشهر، إلا أنهما يأملان بالعودة مجددًا لاستكشاف بعض الأماكن التي فاتتهما، وتحديدًا في شرق البلاد.
ويُذكر أن الثنائي قد فتحا قناتهما عبر “يوتيوب” منذ بضع سنوات، حيث كانت تتمحور غالبية مقاطع الفيديو التابعة لهم حول الطعام.
وعندما جرّبا السفر، كانت التجربة ممتعة حقًا، ودفعت تشو ولين إلى إنشاء مدونات فيديو ومشاركتها مع متابعيهما عبر “يوتيوب” ووسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الثنائي إن “أفضل ما في الأمر أنه كانت لدينا القدرة على التقاط ذكرياتنا بطريقة لا يمكن فيها للصور وحدها أن تكون كافية.. وسمحت لنا بإعادة مشاهدة مغامراتنا ومشاركتها مع الآخرين أيضًا”.