كتبت الإعلامية ميساء عبد الخالق:
وسط هذا التخبط العالمي على المستويين الامني والاقتصاد، وحدهم مسؤولو لبنان ( اللا مسؤولين ) يغرقون في سباتهم العميق انتظارا لاشارة خارجية من مجتمع دولي بات لا ينظر لهم الا شحاذين للسير في سمساراتهم والمتاجرة بشعبهم المقهور في أسواق النخاسة الدولية الذي يشهد تغيراً في خارطة التحالفات بما ينذر بعالم جديد لا تسوده الأحادية القطبية المتمثلة بالولايات المتحدة الأميركية.
رغم اعلان مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا “إن عام 2023 سيكون عاما آخر مليئا بالتحديات مع تباطؤ النمو العالمي إلى أقل من 3 بالمئة بسبب تداعيات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا وتشديد السياسة النقدية لمكافحة التضخم، الا ان جهابذة السياسة في لبنان اختاروا دفن رؤوسهم في الرمال في ظل أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ لبنان بعد أن صنف البنك الدولي الازمة اللبنانية من بين العشر اسوأ أزمات ، وربما من بين الثلاث الاسوأ عالميا منذ القرن التاسع عشر ، في حين كشفت لجنة الأمم المتحدةالاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) في تقرير لها مؤخراً عن ارتفاع نسبة الفقر في لبنان إلى اكثر من ٨٢ بالمائة بين السكان. عجزت الألسنة ولا نجد الكلمات التي تليق بهذه ” الزمرة الحاكمة” لانه ووسط اعلان برنامج الأغذية العالمي قبل ايام عن ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في المنطقة بنسبة 20 في المائة على مدى السنوات الثلاث الماضية، ليصل إلى أكثر من 41 مليون شخص، وحدهم ولاة الأمر في لبنان ابتكروا الحلول لوضع حد للمخاطر بسبب انعدام الامن الغذائي لدى أغلبية الشعب اللبناني وبعد أن بات الماء والسكر حلاً لدى الامهات وبديلا للحليب لسد جوع اطفالهم ، فلجأوا الى تأجيل بدء العمل بالتوقيت الصيفي مما ادى الى استعار موجة جديدة من الأجواء الطائفية التي دمرت الحجر والبشر في تاريخ لبنان القديم والحديث ووصلنا الى القعر الذي نعيشه .
حبذا يا ولاة الأمر لو اجتمعتم على قرار وطني لخلاص لبنان من أزماته عبر السير في انتخاب رئيساً للجمهورية والبدء فورا في اصلاحات حقيقية وتعزيز القطاعات الانتاجية في بلد يستور 86 بالمائة من مواده الغذائية في ظل الارتفاع الجنوني للدولار. الثابت والمؤكد ان الشعب اللبناني في ” حالة قرف” و”حال اشمئزاز” من كل هذا المشهد المأساوي وبات يشعر انه متروك لقدره ويعيش في اللا دولة يتدبر أموره بنفسه ،وحده التكافل الاجتماعي والمساعدات الانسانية خاصة من المغتربين الى أهلهم وذويهم تخفف من وطأة هذا الكابوس داخل النفق المظلم.
يا ولاة الأمر أوقفوا مهزلة افتعال أزمات وهمية وفق ” استراتيجية الالهاء” ومنها أزمة توقيت الساعة لتحوير اهتمام الشعب من المطالبة بحقوقهم المعيشية والحياتية ومحاسبة الفاسدين وأصحاب الصفقات والسمسارات الى ايقاظ المشاعر الطائفية التي ما زالت متجذرة في مجتمعنا اللبناني ويتم استغلالها عند كل مأزق تعانيه الطبقة السياسية التي لم تشبع من مص دماء الشعب النازف بعد ان بات الوطن مقبرة لجثثنا المتحركة بدل أن يكون مقرا لاحلامنا.