قال الله تعالى في محكم كتابه: (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا)، وقال أيضا: (يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما)، وقال أيضا: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل).
وقد أوصى رسول الله بأن يحب المؤمن لأخيه المؤمن ما يحبه لنفسه وأن يكرمه ويحسن إليه، فقد قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه».
وقال أيضا: «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به».
إخواني وأخواتي ومن يقرأ سطوري هذه، أين نحن من إخواننا «البدون» الذين يعيشون بيننا ونراهم يصارعون ظروف الحياة ولا نحرك ساكنا ولا نمد لهم يد العون، وإنه ليندي الجبين ويعصر القلب ويجرح الشعور رؤية إخواننا من البدون وهم يعانون من ضيق ذات اليد ومنهم من لا يجد مسكنا كريما يعيش به وأولاده، ومنهم العديد من لا يجد العمل ولا لقمة العيش التي تحفظ له كرامته وأسرته.
فأين نحن من هذه الآيات والأحاديث بالحث على إكرام المسلم لأخيه المسلم والحرص على أن يكون بخير مكرما لا جائعا ولا خائفا على لقمة عيش؟ وكيف نرضى بأن نرى إخواننا من البدون من هم يعانون من ضيق ذات اليد ومنهم الكثير والكثير ممن لا يجد مسكنا أو مأوى له؟، وهناك العديد من الحالات والعوائل التي سكنت البر والإسطبلات التي تربى فيها الحيوانات لأنهم لا يجدون المال لدفع قيمة الإيجار، ولا يخفى على الجميع ارتفاع أسعار الإيجارات والتي يعاني منها الجميع الكويتي وغير الكويتي.
وإنني عبر هذا المقال أدعوكم إخواني وأخواتي بمد يد العون لهم، وذلك بإنشاء صندوق تكافلي لهم بأن يتبرع كل شخص كريم يعيش على هذه الأرض بمبلغ دينار كويتي واحد، لجمع مبلغ من المال بعدد من يعيش على هذه الأرض الطيبة لبناء مدينة سكنية متواضعة لهم تكفل لهم العيش بكرامة وإنني أتعهد بقدرتي على إدارة هذا المشروع بالتعاون مع إخواني وأخواتي من المسؤولين في المؤسسة العامة للرعاية السكنية وفق رؤية مدروسة وواضحة للجميع وإنني بذلك لا أريد جزاء ولا شكورا.
وإني لأرجو رضى الله وجنة عرضها السماوات والأرض يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
دمتم في حفظ الله ورعايته.