
تحوّلت منصة الألعاب الإلكترونية “روبلوكس” إلى ظاهرة عالمية تجذب ملايين الأطفال والمراهقين، لكنها في الوقت نفسه أثارت موجة قلق واسعة لدى الأهالي والجهات التنظيمية بسبب مخاطر المحتوى غير المناسب والتنمر والاستغلال.
تجمع المنصة بين اللعب والتصميم والبرمجة والتفاعل الاجتماعي، حيث تتيح للمستخدمين إنشاء عوالمهم الخاصة والتربح منها باستخدام عملة “روبوكس” الافتراضية، كما توفر أدوات رقابة أبوية وخاصية دردشة يمكن تعطيلها أو تقييدها. ويبلغ عدد مستخدميها النشطين يومياً أكثر من 111 مليون مستخدم، 36% منهم دون 13 عاماً.
غير أن القلق على سلامة القاصرين دفع عدداً من دول الشرق الأوسط إلى اتخاذ إجراءات صارمة. فبعد حظرها في عُمان وقطر والكويت، فرضت السعودية والإمارات قيوداً على الدردشة الصوتية والنصية وتشديداً على رقابة المحتوى. وأكدت “روبلوكس” التزامها بهذه الاشتراطات من خلال تعزيز أدوات الإشراف باللغة العربية وتوسيع ميزات الحماية.
تصاعد الجدل بعد حظر صانع المحتوى “شليپ” في أغسطس الماضي، إذ اتهم المنصة بالتقصير في مواجهة التحرش بالأطفال، فيما أطلقت منظمات مثل “كومون سينس ميديا” و”سايبر سيف كيدز” تحذيرات بشأن المحتوى العنيف أو العنصري والتفاعلات مع غرباء. كما حذّر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من مخاطر اللعبة على الأطفال والقيم الأخلاقية.
إلى جانب ذلك، تواجه “روبلوكس” دعاوى قضائية في الولايات المتحدة بتهم تسهيل الاستغلال الجنسي للقاصرين، بينها قضية في لويزيانا بعد توقيف رجل استخدم المنصة للتنكر واستدراج أطفال.
في المقابل، تقول “روبلوكس” إنها أطلقت أكثر من 40 ميزة جديدة خلال العام الماضي لتعزيز السلامة الرقمية، منها التحقق العمري بالوجه، أدوات الرقابة الأبوية عن بُعد، حظر التواصل بين بالغين وقُصّر مجهولين، ونظام ذكاء اصطناعي لرصد المؤشرات المبكرة على الخطر. وتؤكد الشركة أنها لا تسمح بمشاركة الصور أو الفيديو وأن سياساتها أكثر صرامة من منصات التواصل الاجتماعي.
ورغم كل ذلك، ما زالت المنصة تحتفظ بشعبيتها، إذ توفر فضاءً إبداعياً وتعليمياً يمكن أن يكون آمناً إذا فُعلت أدوات الرقابة الأبوية بشكل صحيح.



