عبدو جرجي شرفان “لقد قبلنا التحدي”

 

 

كتبت الاعلامية ميراي عيد.

انها محبة الناس، لا تشترى ولا تباع. إجابة مقتضبة يرددها ابن بلدة الحدث عبدو جرجي شرفان عند سؤاله عن وقوف الأهالي بجانبه ومساعدته في حملته للانتخابات البلدية المزمع اجراؤها قريباً.

ما أن دخلنا الى مكتب الحملة الانتخابية في بلدة الحدث شارع الحمرا، حتى رأينا خلية نحل من الناشطين تعمل وتحلل المعطيات وتسحب أوراق الشطب وتدقق بالمعلومات والداتا تحضيراً لإجراء الانتخابات البلدية. فمن هو عبدو جرجي شرفان، ولماذا هذه المحبة التي ترافق ذكر اسمه “منحبو”؟

انه ابن بلدة الحدث الاصيل، ناضل ودافع عن بلدته في أصعب الظروف واستشهد رفاقه بجانبه دفاعاً عن العرض والأرض، من أجل أن تبقى الحدث أبية عزيزة ومصانة فلقبت بقلعة الصمود وضيعة 1000 شهيد. انتهت الحرب الأليمة وانتقلت المعركة من الجبهات الى الوقوف قرب الأهالي والسكان وبناء المجتمع المحلي على المحبة والالفة والعيش المشترك ، فكان عبدو شرفان الأب والأخ والصديق لكل أبناء الحدث والساكنين فيها مسيحيين ومسلمين، يساند ويدعم ويساعد ويخدم دون تمييز او تفرقة ولم يتكدّر يوماً وباب منزله ومكتبه مفتوح ليلاً نهاراً، فقد خاض غمار الانتخابات البلدية وكان عضواً في المجلس البلدي من العام 1999 وحتى تاريخه، عضواً يشارك ولا يبصم، يناقش ولا يقبل بالأمور المعلبة، ويرفض القرارات العشوائية غير المبنية على المصلحة العامة.

ونسأل عبدو لماذا قررت خوض غمار الانتخابات البلدية مقدماً ترشيحك لرئاسة بلدية الحدث _ سبنيه _ حارة البطم وانت عضواً في المجلس البلدي منذ 24 سنة تقريباً؟ جوابه الصريح بأنه آن الآوان لإنماء البشر قبل الحجر، “الناس جاعت، ومرضت، وتهجرت، والمسؤولين غايبين عن الساحة”، ترشحنا لنقول كفى لإهمال البشر ونعم للوقوف الى جانب الأهالي في هذه الظروف الصعبة، الساحة ساحتنا وأهل الحدث والساكنين فيها أهلنا وناسنا. ان عضو المجلس البلدي له صفة تقريرية انما السلطة التنفيذية لرئيس البلدية، قررنا خوض الانتخابات لرئاسة المجلس البلدي ليكون لنا السلطة التنفيذية من أجل أن نقرن القول بالفعل من أجل تنفيذ برنامجنا الانتخابي الذي يتمحور حول انماء البشر وتأمين الدواء والبطاقة الصحية وانشاء ودعم المستوصفات الطبية وغيره. ونقولها علنا نحن أطلقنا شعارنا ” ان قلنا فعلنا … وان وعدنا وفينا”. لن نغري الأهالي بوعود انتخابية فارغة بل سنطبق ما وعدنا به ببرنامجنا الانتخابي بحذافيره، اننا لائحة الفريق والبرنامج وسنعمل يداً واحدة وقلباً واحداً وفكراً موحداً.

نعم قالوا لنا ستفشلون كما فشلنا ولا مال في البلدية من أجل تنفيذ مشاريعكم التي تتكلمون عنها ونتحداكم خوض الانتخابات البلدية لان المحبة وحدها لا تكفي للفوز، ونحن نقول بأننا قبلنا التحدي وسنفوز بمحبة الأهالي وحتماً سنكون على قدر ثقتهم.

تركنا عبدو في مكتبه وجلنا في شوارع بلدة الحدث وسألنا الأهالي عنه، فاندهشنا من معرفة الناس له وعن احترامهم وتقديرهم له وعن محبتهم لشخصه فسمحنا لنفسنا أن نكتب له بعض السطور من القلب: حيث تمر الايام ويتعاقب الليل والنهار ويظل هذا الأنسان في مكانه ساطع الانوار مثل النجم الزاهر في كبد السماء في ليل حالك الظلام على أمل أن ينجلي هذا الليل عن وطننا لبنان، هو يرسم الابتسامات ويوزع الفرح والسرور، وهو رجل الخير والإنسانية الذي سخره الله لمساعدة المحتاجين وخدمة الانسان بمحبة، صحيح خسر أمواله في المصارف بفعل الازمة الاقتصادية ولكنه ما زال يساعد بفلس الأرملة بصمت ودون دعايات انتخابية كما يفعل غيره.

أنه عبده شرفان الرجل الذي بدأ العمل في الشأن العام في سنّ مبكر وانتخب عضواً في المجلس البلدي في بلدية الحدث الذي لطالما عاش لخدمتها وابنائها. إنه صاحب الأيادي البيضاء وأنه لا شك يستحق منا كل تقدير ووقفة إجلال وإكبار على ما يقوم به.

عبدو شرفان، اننا نفتخر بأمثالك، بأمثال الذين يعملون بصمت بهدف رفع الظلم عن أناس منسيين ومهمشين ورسم الابتسامات والفرح والسرور على وجوههم والبناء والمساهمة في المشاريع الخيرية ، انه نعم الرجل ونعم الإنسان المتقي المحب للخير دائما في السراء والضراء ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى