القبس الكويتية –
أسدل الستار على مشهد ديموقراطي جديد في الحياة السياسية الكويتية، استطاع خلاله خمسون نائبا ان يصلوا للبرلمان، بثقة الناخبين واصواتهم، ليشكلوا السلطة التشريعية في فصلها الجديد.
وإذ ترافق امنياتنا، رحلة النواب الجدد التشريعية والرقابية، نود ان نلفت انتباه، السلطتين التشريعية والتنفيذية الى أمر، رغم اهميته، فإنه يغيب عن بال الكثيرين مع اعلان نتائج الانتخابات.
فالانتخابات البرلمانية، ليست مجرد ممارسة ديموقراطية للادلاء بالاصوات وفوز نواب فحسب، بل يمكن اعتبارها، مصنعا لخلق الابتكار والابداع في الرؤى والبرامج والخطط بشتى مجالات الحياة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية وغيرها. فكل انتخابات، تزخر بعدد لا بأس به من مرشحين، يحملون فكرا مستنيرا، وطاقات ابداعية في طرح البرامج والرؤى، كل في مجال ما، ويقدمونها كبرامج انتخابية للناخبين، لكن قد لا يحالفهم الحظ في النجاح وايصال هذه البرامج لمطبخ التشريع في قاعة عبدالله السالم.
وهذه الانتخابات التي عشناها خلال الايام الماضية لم تكن استثناء، فالعديد من المرشحين والمرشحات، وخاصة الشباب منهم، طرحوا آراء مهمة للغاية، وقابلة للتطبيق، ومفيدة في نهضة الكويت وتطورها، الا ان الحظ لم يكن حليف أغلبهم للاسف، ولم يتمكنوا من حجز مقعد لهم في البرلمان.
وهنا أدعو كلا من الحكومة والمجلس ان يتبنيا هذه الافكار والرؤى والبرامج، فما الضير مثلا ان يتعاون نواب مع مرشحين سابقين في طرح بعض القوانين، وما الاشكالية ان استطاعت الحكومة ان تستمع لصوت هؤلاء الشباب وتلتفت لرؤاهم التي اطلقوها خلال ندواتهم ولقاءاتهم ونشاطهم الانتخابي، وان تتبنى ما تراه مناسبا منها، أليس الهدف نهضة الكويت وازدهارها؟!
بهذه الصورة فقط، يمكن ان نوسع دائرة استفادتنا من الحياة الديموقراطية، ونثبت ان مساحة الحرية التي كفلها الدستور لنا، وخولت مرشحينا طرح البرامج والافكار، مفيدة لتطور البلد وتنميته.
وايضا، أدعو جمعيات النفع العام، او حتى المتطوعين الشباب، ان ينشئوا قاعدة بيانات، تضم هذه البرامج التي طرحت خلال هذه الانتخابات، بل وحتى سابقاتها، لتكون مرجعا لمن يريد ان يتبناها من النواب او الحكومة، لنتعاون لاجل ارتقاء الكويت.