ترأس الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي هادي محفوظ احتفالاً بعبد مار يوحنا المعمدان في بلدة رشميا عاونه فيه رئيس دير مار يوحنا الاب انطوان بدر والأب الياس صيّاح بمشاركة مجلس المدبرين في الرهبانية ولفيف من الرهبان والراهبات تتقدمهم الرئيس السابقة للراهبات المخلصيات الأم منى وازن ورئيس مدرسة الراهبات الانطونيات الاخت رولا فغالي.
وحضر القداس النائب راجي السعد ورئيس بلدية رشميا منصور مبارك ونائبة رئيس البلدية سلوى خطار والمختارة جمال كنعان والمختار السابق دياب حبيقة والاعلامي سعد الياس ورئيس رابطة الشبيبة الرشماوية سليم ابي ضاهر ورئيس مركز القوات اللبنانية مارون وهبه وحشد من ابناء رشميا والجوار.
وألقى الاباتي محفوظ كلمة رحّب فيها بالحضور، وتحدث عن العلاقة المتينة والتاريخية التي تربط الرهبانية بآل السعد، وأبدى إعجابه “بجمال طبيعة الجبل وتاريخه والعلاقة الجيدة مع الآخرين”، وقال “نحن في دير تاريخي يتميّز بأنه أول دير في تاريخ رهبانيتنا ويحمل تاريخ العديد من الرهبان وتاريخ علاقة رهبانيتنا بهذه المنطقة، وإذا فكّرنا اليوم بهذا الدير وخصوصاً بشفيعه مار يوحنا يزداد تعلّقنا بالتأمل وبالغوص بفكرة جمال التاريخ”. وأضاف “اذا سمعنا كلمات الانجيل بإصغاء نفهم أن من كانوا يشهدون على مولد يوحنا وعلى موته قالوا ما عسى أن يكون هذا الصبي وكانت يد الرب معه، وهذا يعني أنهم بلا شك تذكروا كل تاريخ العهد القديم، يد الرب مع شعبه ويد الرب مع هذا المولود الجديد الذي له تاريخ خاص، فهو سيحضّر لمولد المسيح ويحضّر للمسيح وقدومه، وهذه الفكرة بالذات تنقلنا إلى تاريخ كل واحد منا، فإذا وعينا كيف يتدخل الله وكيف يد الله معنا دائماً من أول التاريخ لا يمكننا إلا القول هذا شيء جميل. طبعاً هناك صعوبات في الحياة ولا يود إنسان يقول أنا أهرب من الصعوبات أو لا أشعر بها وبالحزن، ونحن في لبنان أكثر من يمكننا التكلم عن هذه الامور وعن المصاعب والمصائب التي تعرّض لها لبنان خصوصاً في السنوات الاخيرة من ازمات اقتصادية واجتماعية وسياسية وانفجار المرفأ والوباء التي لم تنته ذيولها بعد، إنما كمؤمنين حقيقيين سنقول كانت يد الرب معنا كشعب وكانت يد الرب مع كل منا، وشغلنا الحقيقي كمؤمنين أن نكتشف كيف يد الرب معنا؟ وكيف هناك جمال في تاريخنا؟ ومثلما كان الله مع شعبه في العهد القديم ومثلما كان بشكل خاص مع يوحنا المعمدان الذي كان يحمل رسالة خاصة بالتهيئة لقدوم المسيح، نحن وربما بشكل لا ندري ماهيته كل واحد منا يقال عنه ما عسى أن يكون هذا الصبي وما عسى أن تكون هذه الفتاة وكانت يد الرب معه أو معها، وهكذا نكتشف أن الله معنا وهكذا نكتشف جمال الحياة وجمال التاريخ، وهكذا نعرف كيف لا ندع أنفسنا نغرق في نقطة مصاعب، فالتاريخ طويل والنقطة تبقى نقطة وستقطع وبالنتيجة نحن امام نظر الله سيد التاريخ قادرون أن نمشي ونكتشف جمال حياتنا، وهذه الرسالة التي يعطينا اياها مار يوحنا المعمدان”. وختم مستذكراً الرئيس العام السابق للرهبانية الاباتي باسيل الهاشم ابن رشميا الذي كما قال “هو شاهد على الحياة الجميلة وعلى جمال التاريخ وعلى المثابرة والنضال وارادة الحياة والذي يعرف كيف يتكلم ويعطي أمثولات وعِبر في رهبانيتنا والمجتمع، وهو فعلاً استقى من يوحنا المعمدان ومن هذه المنطقة ومن رهبانيتنا جمال التاريخ”.
من جهته، توجّه الاب أنطوان بدر بكلمة إلى الاباتي محفوظ قائلاً: “أن يزورنا قدس الاب العام السامي الاحترام مع مجلس الرئاسة العامة هو فرح كبير لدير مار يوحنا المعمدان في ليلة هذا العيد المبارك وبركة لأبناء رشميا وقرى المنطقة”. واضاف “قدس الاب العام أنتم أصحاب البيت ونحن أولادكم ولكم منا كل الطاعة والمحبة. ديرنا الذي جمعنا في ليلة عيد شفيعه بًني عام 1656 واستلمته الرهبانية سنة 1706 وكان أول دير بين أديارها. هذا الدير يحمل تراثاً عتيقاً وغنياً وشهادة رهبانية على مدى 317 سنة قام بها رهبان افاضل زرعوا كلمة الله في النفوس وعجنوا هذه الارض بعرق جبين والله يقدّرنا لنكمل مشوار قوافل رهباننا. الاحياء منهم ليكافئهم ربّنا بالنعمة ونخصّ بيننا قدس الاباتي باسيل الهاشم بركة ديرنا وكبيرنا وليقدم له الرب الشفاء، والذين رحلوا من اخوتنا الرهبان ربّنا يستضيفهم على مائدة ملكوته في السماء”.
ورحّب الاب بدر بإسم جمهور الدير بجميع الحضور، ولفت “إلى علاقة تربط النائب راجي بك السعد بالرهبانية وهي علاقة تاريخية وروحية عميقة تعود إلى البدايات ونحن لا ننسى علاقة متجذرة مثل سنديانة آل السعد”. وختم “مار يوحنا كان صوت الحق ونصلّي يا ابانا العام كي تبقى صوت الحق الصادح طيلة ايام حياتك ومسؤوليتك الرهبانية والكنسية وكذلك صوت الحق في برية وطننا لبنان”.