كتب يوماً الشاعر اللبناني الراحل “يونس الابن” أغنيته الشهيرة “يار رايح عضيعتنا” التي تختزن كماً كبيراً من المشاعر المتضاربة حول الحنين والحب للبلدة او الضيعة ومسقط الرأس، واليوم نستعير بعضاً من كلماتها لنقول “يا رايح على كل بلدة من بلدات لبنان حوّل فترى عناوين الفرح والاصرار والرغبة في الحياة التي لا يمكن ان تسرقها أزمات الحاضر الكثيرة والمتعددة”.
وفي المشوار على ضيعنا وبلداتنا، تبدو “وردة الجبل” بلدة حصرون الشمالية التي غالباً ما تخاطب جارتها بشري وتصلي مع الديمان الجارة الاخرى، كواحدة من البلدات اللبنانية التي تأبى الا ترقص حتى لو كان كل ما يجري من حولها يدعو الى الصمت والحزن.
في حصرون تجدد هذه السنة وللمرة الخامسة على التوالي، “مهرجان الزهور” الذي انطلق في الثامن من الشهر الجاري، والذي زيّن السوق الأثري في البلدة وحوّله الى قالب نابض بالحركة والنشاط وأصوات الحياة التي لا يعلوها اي صوت.
واللافت ان هذا السوق الأثري الذي يتضمن مجموعة من المحال المختلفة، يرتدي مع بداية كل صيف حلّة ” الشماسي الملونة” التي تغزل بين زواياها أشعة الشمس خيوطاً من روائح الصيف، فبتحوّل الشارع الى مشهدية جمالية لا يمكن عدم التوقف عند مختلف تفاصيلها.
ومهرجان الزهور السنوي الذي افتتح في الثامن من الجاري في حصرون استمر حتى ليل السبت 9 تموز.
وتخلل المهرجان مجموعة عروض أحيتها فرقة “Samra Entertainment”، بالإضافة إلى انتشار أكشاك من المأكولات التراثية اللبنانية، الحرف اليدوية والمونة.
ولمحبي المطبخ كانت حصة مميزة في المهرجان، اذ حضرت “الشيف” إيزابيلا الدويهي وشاركت الجميع بجلسة مطبخ وأسرار، كما كان عرض لمجموعة “Eredita’s” للمصمّمة ريتا ليشع، تم تخصيصه لمتابعي صيحات الموضة.
وفي تفاصيل المهرجان أيضاً، عاش اهالي حصرون والمشاركون في المهرجان لحظات من الفرح برفقة الفنان رودولف الخوري وفرقته.
وتميّز المهرجان بعرض لسائقي درّاجات “Vespa”، بالاضافة الى مروحة واسعة من الأنشطة المخصصة للأطفال.
وعلى الرغم من انتهاء فعاليات مهرجان الزهور، الا ان بلدة حصرون تستمر في استقبال السيّاح من مختلف الجنسيات الذين غالبا ما تبهرهم طبيعتها وجمال مناخها وطيبة أهلها.