الآلاف الذين وثّقتهم الكاميرات في حفل المغني المصري تامر حسني في “الفوروم دي بيروت”، يثبتون أن وسم لبنان كبلد منهار، هو استنتاج مشكوك به. لا يمكن تعميم الانهيار على كامل اللبنانيين، ولا حتى نصفهم. البلاد تأقلمت مع الازمة الاقتصادية، وبحث كثيرون عن البدائل، فخرجوا منها منتصرين، باتجاه حفل حسني.
تتكرر الاسئلة في مواقع التواصل الاجتماعي عن الانهيار في لبنان، وعن طبيعة أزمته. هل يعقل لبلد منهار، ويقع ثلثا سكانه تحت خط الفقر، أن يدفع الملايين لحضور حفلة موسيقية؟ وتُعاد الاسئلة بسياق آخر: من اين يأتي الناس بالمال لحضور حفلة موسيقية؟ هل كان تامر حسني ليغامر بحفلة في بلد موسوم بالانهيار، من دون أن يكون واثقاً بأنه سيتقاضى أتعابه بالكامل؟
من الصبح فايقة حابّة اتفلسف
بغض النظر اذا حلال او حرام ما دخلني بالعالم
كل الاشخاص ليبعرفن عالإنستا ومبارح كانوا بحفلة تامر حسني لي هنّي كتير كتار طب من ستورياتن مبينين ادّيش بعاد، كتير كتير، لدرجة هوي مش مبيّن، محرزة يروحوا ويدفعوا ويقعدوا ورا!كانوا سمعوا اغانيه بالبيت نفس الشي
في الواقع، لا دليل على مغامرة. ما لاقاه حسني في بيروت، يثير العجب، بدءاً من تجمهر معجبيه أمام فندق فينيسيا، وصولاً الى “فوروم دي بيروت” حيث غصت المقاعد، وامتلأت المدرجات بنحو عشرة آلاف شخص، حسب تقديرات الجهة المنظمة. ودفع ذلك حسني للقول في تغريدة: “حفل لبنان حقاً.. حفل للتاريخ”.
امتدت السهرة الى ما بعد منتصف الليل. وثّقت التقارير التلفزيونية حالات اغماء، ووثّقت المقاعد المصورة في قصص “انستغرام”، تمايل الآلاف وهتافاتهم للنجم الشاب. غنى تامر، وبقي النقاش في مواقع التواصل قائماً: “اين فقراء لبنان؟” يسأل مغرد، وتُقابل أخرى تتحدث عن أزمة في أدوية السرطان، بالاستخفاف، وتُحال الى صور حفل تامر حسني التي أنفق فيها اللبنانيون ملايين الدولارات. ستكون الحفلة “بروفا” أمام حفلة عمرو دياب المنتظرة في لبنان واقع بين طبقتين اجتماعيتين.
https://twitter.com/tamerhosny/status/1677952293356937216?s=46
هلاء هيدا هوي الشعب اللي البنك سرق مصرياته وثرواته وجنى عمره وما معو يشتري علبة حليب لأطفاله؟ #تامر_حسني_في_بيروت #تامر_حسني pic.twitter.com/1gv8SEM4wU
— Saleem Nasser | سليم ناصر (@saleemnasserlb) July 9, 2023