لم تكن رحلتهما إلى أنطاليا التركية هي الأولى، فلطالما سافر دوري وزوجته فيفيان وبناتهم الثلاثة إلى هناك، وإلى غيرها من المناطق، بل وثّقوا لحظاتهم الجميلة وذكرياتهم معاً. لكن ما قبل 22 تموز ليس كما بعده، فهذا التاريخ الأسود لعائلة مهنا سيبقى محفوراً في الذاكرة، وحرقة في القلب لن تُشفى منها العائلة أبداً.
مَن كان يتوقع أن دوري وفيفيان اللذين ذهبا مع بناتهما إلى أنطاليا سيعودان جثمانَين بعد أن غدرهما الحريق الذي اندلع في الفندق؟ من كان يتوقع أن تكتب الليلة الأخيرة في الفندق نهايتهما بهذه الطريقة المأساوية؟
كانت النيران تلتهم كلّ شيء بسرعة كبيرة، وكانت الساعة تشير إلى الثانية فجراً، حين أحدق الموت بدوري وفيفيان بعد أن تعذّر عليهما الهروب من الغرفة. كانت غرفتهما مجاورة للغرفة المحترقة، وأصبح الموت قريباً جدّاً منهما.
والمفارقة أنّها كانت ليلتهما الأخيرة قبل العودة إلى لبنان في اليوم التالي، وفق ما روى ابن خالة دوري لـ”النهار”. “لا أحد يصدّق ما جرى، جميعنا في صدمة كبيرة، لم يتمكّنا من الهروب أو إيجاد مخرج، خصوصاً أن الدّرج الخشبيّ المجاور لغرفتهما احترق بالكامل”.
عند الساعة الثانية فجراً، دوّى جرس الإنذار بعد اندلاع حريق في الفندق، سارع النزلاء إلى الخروج والصراخ “نار نار” وَفق ما أفاد به ابن خالة دوري، فحاول الجميع الهروب، وأسعف البعض أن غرفهم كانت بعيدة بعض الشيء عكس غرفة فيفيان ودوري. نجحت بناتهما الثلاث (يبلغن من العمر 18-19-21 سنة) من الخروج من الفندق، واتصلن بالدفاع المدني لإطفاء النيران وإنقاذ والديهما.
وبعد 4 ساعات على الحادثة، تبلّغت الفتيات بوفاة والديهما نتيجة اختناقهما، إذ كان الموت أسرع من كلّ محاولات الإنقاذ.
استيقظت البنات على أصوات الصّراخ. كانت غرفتهنّ بعيدة عن غرفة والديهما، فنجونَ من الموت فيما أحاطت النيران بفيفيان ودوري.
قضت العائلة أوقاتاً جميلة قبل أن تنتهي بمأساة كبيرة. في الطابق الثاني من فندق “الباشا” كان الوجع الأكبر؛ فهناك لفظت فيفيان، وكذلك دوري أنفاسهما الأخيرة، بعد أن كُتب لهما الموت اختناقاً قبل العودة إلى الديار.
فيفيان التي تبلغ من العمر 52 عاماً، وتعمل مهندسة ديكور، وزوجها دوري، الذي يعمل مهندساً كهربائياً، ويبلغ من العمر 53 عاماً، رحلا معاً في حادثة مؤلمة مخلّفيَن وراءهما عائلة مفجوعة وأصدقاء عاجزين عن تصديق ما حصل.