من هو اللاّجئ الأخطر؟

يعيشُ أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان في ظروف صعبة جدّاً. في المقابل، لجأ أكثر من مليوني مواطن سوريّ الى لبنان في زمن الحرب السوريّة وفي وقت السّلم الى لبنان بحثاً عن حياة أفضل. وبين اللّجوئين، سنواتٌ وأحداثٌ أمنيّة وأسئلة حول مصير اللاّجئين بشكلٍ عامّ في وطنٍ أصبح كلّ من فيه يتسوّل حياة كريمة.

تزامن اشتعال فتيل الاشتباكات في مُخيََّم عين الحلوة في جولتها الثانية مع موجة النزوح السوري الجديدة والشّديدة، وانشغل اللبنانيّون بالتطوّرين، فعاد الهاجس الأمني الى الواجهة مُتقدّماً على كلّ الملفات المُلحّة الأخرى. فهل من رابط بين الحَدَثين؟ وأيّ لجوء هو الأخطر على مُستقبل لبنان؟

يُشير وزير الداخلية والبلديات السابق مروان شربل الى أنّ “الفلسطينيّين ينحصرون بالمخيّمات ولا يتوزّعون على كلّ الأراضي اللبنانيّة على عكس السوريّين الذين باتت أعدادهم عشرة أضعاف أعداد الفلسطينيّين”، مُعتبراً في مقابلة مع موقع mtv “ألا علاقة بين ما يحصل في مُخيّم عين الحلوة وموجة النزوح الجديدة، وبطبيعة الحال فإنّ اللّجوء السوري هو مضرٌّ أكثر للبنان، فالوجود السوري يُشكّل خطراً اجتماعياً واقتصاديّا في المستقبل إذا لم يُعالج، ولكنّ في الوقت الراهن، فإنّ النازحين السوريّين غير جاهزين للقيام بأيّ عملي أمني، وأيّ خللٍ على هذا الصعيد سوف ينعكس سلباً عليهم”.

وفي سيّاق مُتّصل، يقول شربل: “بالنّسبة لأزمة النزوح، هناك 3 أمور أساسيّة يجب أن تحصل، أوّلاً انتخاب رئيس وتشكيل حكومة تضع هذا الملف أولويّة بالنسبة إليها وتتواصل مع الحكومة السورية لاعادة النازحين، والمهمّ ألا يكون التواصل فقط بين وزير ونظيره بل أن يحصل على صعيد رسميّ أكبر وأشمل، فضلاً عن ضبط الحدود عبر التنسيق بين الجيشين اللّبناني والسوري بالإضافة الى الجمارك، وثانياً عبر إقناع الهيئات الدولية المانحة بإعطاء المُساعدات الماديّة للسوريّين في أرضهم بعد العمل على إعادتهم وليس في لبنان، وهنا يمكننا إعادة 800 ألف نازح، وثالثاً هناك معضلة القسم الأكبر من النازحين الذين فرّوا من النظام السوري وعودتهم ترتبط بتعديل النظام، والخارج يستعملهم كورقة سياسيّة”.

وفي الختام، يعتبر شربل أنّ “الخطر الحقيقي على لبنان هو ممَّن يُشكّلون طبقة السّارقين والفاسدين في الدّولة الذين هجّروا أبناء بلدهم”، ويقول: “لماذا لا يتصرّف لبنان كالأردن وتركيا في ملفّ النزوح؟ ينزح السوري الى لبنان لأنّ لا دولة ولا هيبة هنا”.

أصبح لبنان بلد اللاّجئين بامتياز، إلا أنّ اللاجئ “الأتعس” يبقى اللبناني الذي أصبح غريباً في وطنه وتائهاً يبحث عن وطن بديل يلجأ إليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى