يستعد متحف اللوفر أبوظبي يوم غد الأربعاء الموافق 13 سبتمبر 2023 لافتتاح أحدث معارضه “حروف من نور”، بالتعاون مع المكتبة الوطنية الفرنسية، ومؤسَّسة متاحف فرنسا، ليعرض مجموعة من أقدم النصوص المقدَّسة في الأديان الثلاثة، ويسلِّط الضوء على سياق ظهورها التاريخي، ويوضِّح طرق تناقلها من جيل إلى جيل، إضافةً إلى ما ارتبط بها من طقوس روحانية وتعبُّدية، ودورها المحوري في التاريخ الفكري والفني العالمي.
وبحسب مكتب أبوظبي الإعلامي فقد أشرف على اختيار معروضات “حروف من نور” لوران إريشيه، رئيس قسم المخطوطات الشرقية في المكتبة الوطنية الفرنسية، والدكتورة ثريا نجيم، مدير قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر، والمدير السابق لإدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي.
240 عملاً فنيًّا
يذكر أنّ زوّار المعرض سيحظون بفرصة لاستكشاف أكثر من 240 عملاً فنيًّا من أهم مخطوطات القرآن الكريم والإنجيل المقدَّس والتوراة، إضافةً إلى تحف فنية من مجموعة مقتنيات المكتبة الوطنية الفرنسية، ومتحف اللوفر في باريس، ومتحف اللوفر أبوظبي. وتتضمَّن المجموعة المعروضة مخطوطاتٍ، وصوراً فوتوغرافية، وفنونًا تصويرية، وأعمالاً فنية ثلاثية الأبعاد، ومنسوجاتٍ ولوحاتٍ من جميع أنحاء العالم. ويقدِّم المعرض أيضًا رؤية معاصرة من خلال عمل فني باسم “اللامرئيّ” للفنان التشكيلي السعودي “مهنّد شونو”، وهو عمل تركيبي تلتقي فيه خيوطٌ تمثِّل الأديان الثلاثة ليمنح المشاهد تجربة تأملية.
أعمال نادرة
يشار إلى أنّ معرض (حروف من نور) يجسد لحظة استثنائية لتأمُّل مجموعة من الأعمال النادرة المتمثّلة في الكتب التوحيدية المقدَّسة وما يُعرض بجانبها من أعمال فنية أخرى. وتشمل تلك الأعمال الفنية قِطَعًا أثرية مثل:
• (صحيفة من المصحف الأزرق)، التي تعود إلى أحد أفخم المصاحف القديمة، حيث يظهر تفسير عنوان المعرض (حروف من نور) بين سطورها. وقد خُطَّت كلمات هذا العمل الحديث بحروف ذهبية تتميَّز بتباينها مع الخلفية الزرقاء الداكنة، ما يبعث الرائي على التأمُّل. ويتكوَّن المصحف من سبعة مجلدات يُحتمَل أنها كُتِبَت في مدينة القيروان في تونس بين القرنين التاسع والعاشر. ويرمز لون الخلفية الأزرق إلى الكون السماوي، بينما ترمز الحروف المذهَّبة إلى النور الإلهي الذي ينشره كلام الله. ومن المقرَّر تضمين مقطع مخصَّص لإعادة تجميع 6 صفحات متفرِّقة من المصحف الأزرق في إطار سرد قصة المعرض.
• صفحةُ طِرسٍ من القرآن الكريم (الخط الحجازي)، إذ يُعرَف الخطُّ الذي كُتِبَ به النصُّ في هذه الصفحة باسم “الخط الحجازي”، وخطَّه الكاتب البغدادي ابن النديم منذ القرن العاشر الميلادي، ونسبه إلى منطقة الحجاز في شبه الجزيرة العربية، ليرتبط اسم “الخط الحجازي” بأصوله الجغرافية.
• العذراء والطفل، للفنان جيوفاني بيليني، وهي قطعة فنية مهمَّة تمثِّل بدايات عصر النهضة في البندقية، وتجسِّد المنظور الفني لجيوفاني بيليني. وكانت تقنية الرسم بالزيت في إيطاليا في تلك الفترة أحد الابتكارات التي ميَّزت البندقية عن مراكز الفن الإيطالي الأخرى. وتتعمَّق كثافة اللون من خلال استخدام بيليني خلفيةً سوداءَ أحاديةَ اللون بدلاً من المشهد المعتاد، وكان ذلك أسلوبًا نادراً ما استخدمه بيليني.
• الكتاب المقدّس، نسخة سوفينيي (اللاتينيّة) في كنفِ سيّدنا إبراهيم، نهاية القرن الثاني عشر.
• مخطوطات البحر الميّت (أقدم المخطوطات المعروفة من الكتاب المقدَّس العبري)، أوائل القرن الأول، طبعة غوتنبرغ للكتاب المقدّس نحو 1455-1456.
• مفتاح الكعبة باسم السلطان الملك الناصر فرج بن برقوق، 1399-1412.
• مجموعة صلوات مع صحائفَ سداسيّة مربوطٍ بعضُها ببعضٍ بدقّةٍ، ومغطّاةٍ بنصٍّ ينكشف من المطويّات السفليّةِ 1744.
مقتنيات أثرية
كما سيتمكَّن زوّار المعرض من رؤية أصغر نسخة من الكتاب المقدَّس في العالم سافرت عبر الفضاء، وهي “نسخة مُصغّرة من الكتاب المقدَّس” أحضرها رائد الفضاء إيتان ستيبي إلى محطة الفضاء الدولية في إبريل 2022. إضافةً إلى ذلك سيتعرَّف الزوّار على اكتشاف أثري نادر هو “شاهد قبر من رأس الخيمة يحمل نقوشاً عبريّة”. اكتُشِف هذا اللوح الحجري في سبعينيات القرن الماضي، وقد نُقِشَت عليه مرثيّةٌ ليهوديٍّ تُوفِّي في رأس الخيمة.
جلسات حوارية
سيستضيف متحف اللوفر أبوظبي على هامش برامجه الثقافية جلسةً حواريةً مع مُنسِّقي المعرض يوم 12 سبتمبر من الساعة 5:00 مساءً حتى 6:00 مساءً، ويسلِّط خلالها لوران إريشيه، والدكتورة ثريا نجيم الضوء على الجهد المبذول لإقامة هذا المعرض.
أمّا الجلسة الحوارية الثانية، فهي بعنوان “علم الآثار والهندسة المعمارية” من الساعة 6:30 مساءً حتى 7:30 مساءً، وتشهد مشاركةً مميِّزةً من: الدكتور تيموثي باور، والدكتور مارك جوناثان بيتش، ومنال عطايا.
وتشهد الجلستان مشاركة متحدثين محليين ودوليين من تخصُّصات متعددة، ما يتيح لزوّار المتحف فرصة للتعمُّق أكثرَ في تأمُّل وقراءة أعمال التراث الفني والنصي المختارة للعرض، انطلاقاً من دور اللوفر أبوظبي بصفته متحفاً عالميًّا. وتسلِّط الجلستان الضوء أيضاً على التقاليد الحية للأفكار والممارسات التي تنسجم مع الكتب المقدَّسة وموروثاتها في السياقات المعاصرة.
وسيُعلَن لاحقاً عن تفاصيل البرنامج الثقافي والتعليمي الحافل المصاحِب للمعرض.