لا يغيب مشهد ليبيا والمغرب المأساوي عن الاذهان، ولم يعد أي بلد بمنأى عن تلك الصورة القاتمة. فكل العناصر أمست متوفرة لحدوث تلك الكوارث في أي مكان في العالم.
ففيما واجه المغرب أخطاراً كبيرة من جراء التغيير المناخي، من جفافٍ الى فيضانات وصولًا إلى زلزال مدمّر، التي تفاقمت آثارها بسبب البنى التحتية المهترئة، كانت الفيضانات في ليبيا مع إعصار “دانيال” بمثابة فيلم رعب حقيقي، اذ حصدت آلاف الضحايا والمشردين وتسببت بخراب هائل.
ويؤكد معدّ نشرة الطقس في الـ “LBC” ومدير موقع “Weather of Lebanon” جو القارح لـ “ليبانون فايلز” إن “كمية التساقطات في ليبيا هائلة وهي بمعدّل ٤٠٠ ملم بـ ٢٠ ساعة، ما يوازي نصف الموسم في بيروت. فبالتأكيد لا يمكن لأي بلد أن يستوعب هذه الكمية من الامطار، وإذا حدث هذا الامر في لبنان سيتسبب بكارثة حتماً.”
واعتبر القارح ان التغيير المناخي يؤثر على كل العالم ولبنان من ضمنه. فموجات الحرّ في الصيف صارت شديدة وطويلة الأمد، وفي مواسم الشتاء المعتادة كان مستوى ارتفاع الثلوج لا يتخطى ١٢٠٠ متراً، أما الآن فيتراوح ارتفاعها بين ١٥٠٠ و١٧٠٠ متراً. وكل هذه التغيرات المناخية تحدث لأن معدل درجات الحرارة قد ارتفع بسبب الاحتباس الحراري، فتكرار هذه الظواهر يدعو إلى القلق.
وعن توقعاته لشتاء هذه السنة في لبنان، قال جو القارح إن التوقعات “تدخل في علم التنجيم والغيب” مع بداية كل موسم شتاء أو صيف، ومن يزعم أنه يستطيع توقع الأحوال الجوية لموسم شتاء كامل يكون شعبويا. فكل ما نستطيع فعله هو توقع حالة المناخ قبل اسبوع أو اسبوعين كحدّ أقصى، والتحضير لنشرة الطقس يتمّ عبر خرائط جوية وشركات “Satellite” تراقب الغلاف الجوي للكرة الارضية وتتوقع الطقس لبضعة أيام وهي في غاية الدقة.”