في اكثر من اطلالة له في لبنان بعيد انفجار مرفأ بيروت، برز الى جانب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شاب فرنسي من أصل لبناني، وكانت اطلالاته تلك من المرات القليلة اعلامياً. فسليل عائلة سعادة ونجل مؤسس مجموعة CMA CGMجاك سعادة اللبناني الاصل الذي قال يوما ” أردت البحر، مرسيليا جميلة والبحر بها يُشبه إلى حد كبير شواطئ بيروت”، ورث التواضع من والده تماما كما شقيقته الكبرى تانيا سعادة التي تدير المؤسسة المتخصصة بالمساعدات الإنسانية والتعليمية التربوية في لبنان وفرنسا.
هو رودولف سعادة رئيس المجموعة الفرنسية الثالثة عالمياً للنقل البحري والحاويات، وقد بلغت أرباحها الصافية عام 2022 ، 24.9 مليار دولار مقابل حجم تداول وصل إلى 74.5 مليار دولار، وهو رقمٌ غير مسبوق في تاريخ الاقتصاد الفرنسي، اذ تفوقت على اهم الشركات الفرنسية لا سيما TotalEnergies التي حققت 19.5 مليار دولار أرباح، ومصنع سيارات Stellantis الذي حقق 16.8 مليار دولار، ومجموعة لويس فيتون التي حققت 14.1 مليار دولار، وبنك BNP Paribas الذي حقق 10.2 مليارات دولار أمريكي.
الشاب الرصين الذي تدرج في شركة والده في مرسيليا تماما كما شقيقته، وبات علامة فارقة في تاريخ الانتشار اللبناني وحكايات نجاحه وتألقه في العالم وقد ضجت بأخباره الصحف الفرنسية، استحق عن جدارة ترؤس المجموعة العملاقة التي باتت رمزا لكل طامح وساع الى النجاح، بعدما تمكن من تجاوز اكثر من ازمة عصفت بها في اعقاب وفاة والده المؤسس ،ماديا وابان جائحة كورونا التي فرملت مسار الاعمال العالمي على مدى اكثر من سنتين، وتمكن بعيد انفجار مرفأ بيروت من الحصول على عقد تطوير العمل داخل المرفأ، نسبة للجهود الاغاثية الجبّارة التي بذلتها الشركة آنذاك.
في برج مقر المجموعة البالغ ارتفاعه 147 مترًا والمكون من 33 طابقًا في مرسيليا وقد بناه والده عام 2011 وصممته المبدعة في عالم الهندسة المعمارية زها حديد، يعمل نحو 3000 موظف. ومن هناك تدار المشاريع حول العالم . في حزيران العام 2013، افتتح رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند آنذاك أحد مشاريع الشركة الجديدة، ثم آخر في ميناء لوهافر في عام 2015.بعدها وتحديدا في عام 2017 تولى ابنه رودولف سعادة إدارة الشركة، وتوفي جاك في 24 حزيران 2018 .
الى مزيد من حكايات النجاح حمل الوريث ارث ابيه، فلم تحد الازمات من طموحه بل زادته اندفاعا وتوسعا بحرا وبرا وجوا ومواكبة لكل تطور في عالم التكنولوجيا، وللبنان النصيب اذ تضمن المجموعة 55 في المئة من نشاط الحاويات في مرفأي بيروت وطرابلس. فيما قادت شقيقته تانيا المسيرة الانسانية الاجتماعية والتربوية . وعلى توسع المجموعة في العالم توسعت مساعدات المؤسسة حيث الحاجة من افريقيا الى الشرق الاوسط عبر منح تعليمية كان أخرها لبناني مع اطلاق برنامج منح دراسية لدعم المواهب اللبنانية بالشراكة مع L ecole Polytechnique الى جانب منح اخرى توزعت على جامعات في لبنان في اختصاصات معينة عدة ضمن اطار خطة تعليم شملت ايضا تلامذة مدارس.
منذ العام 1983 ، حينما اتخذ جاك سعادة قراراً بتوسيع نشاط الشركة والشحن عن طريق عبور قناة السويس، وتمدد خطوطها إلى ميناء قابوس في خليج عمان، و توسيع نشاطها ليصل إلى “الشرق الأقصى”، كان له ما اراد واكثر وصولا الى الصين، حيث استحوذ على شركات صينية واميركية، وها ان رودولف يستكمل اليوم مسيرة نجاح امبراطورية النقل البحري ، في ثناياها جهد وتعب، ولكن ايضا انجازات تشهد على الابداع اللبناني في العالم.
المصدر:المركزية
