وجه نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار كتاباً لنقابات المحامين في عدة دول، دعاها فيها للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في كل ما يتعرّض له، وجاء فيها:
«بعد التحية،
إن نقابات المحامين في جميع دول العالم، هي نقابات الحق والقانون. والمدافعة عن الحريات العامة وحقوق الإنسان. هذه الحقوق، تنتهك في كل دقيقة في فلسطين المحتلة، وخصوصاً في قطاع غزة. لقد توسعت الإعتدءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الآمن، وخصوصاً ما حصل مؤخراً في المستشفى المعمداني، بحيث أصبحت أكبر من جريمة حرب، وأكبر من جريمة ضد الإنسانية، وأكبر من مجزرة. بل أصبحت إبادة جماعية لشعب بكامله.
لـــــــــــــــــــــــــــــــذلك،
فإننا نتمنى عليكم، الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في كل ما يتعرض له من قتل وجرح وتهجير وأسر، وما تتعرّض له المؤسسات والإدارات والمنازل من تهديم مباشر فوق رؤوس قاطنيها وشاغليها.
آملاً منكم التجاوب السريع حفاظاً على مبادئ الحق والعدالة.»
وفي بيت المحامي، عقدت دورة تدريبية عند الساعة التاسعة صباحاً بدعوة من معهد حقوق الإنسان وبالتعاون مع اليونيسف حول الأطفال على تماس مع القانون. وبعد الوقوف دقيقة صمت حزناً وحداداً على ضحايا مجزرة فلسطين، تكلمت رئيسة معهد حقوق الإنسان المحامية اليزابيت زخريا سيوفي، وأثنت على دور النقابة في الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان.
من جهته قال النقيب كسبار: إزاء ما نشهده في فلسطين المحتلة من قتل وتدمير ممنهج. أين أصبحت حقوق الأطفال بالعيش. الحروب تلاحقهم وليس لهم من مأوى. إلتجأووا إلى مستشفى وكنيسة فتم تدميرهما على رؤوسهم. فعن أي حقوق نتكلّم؟
هذا وأرجأ النقيب كسبار الندوة التي كانت ستعقد عند الساعة الواحدة بعد الظهر حول تعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية إلى موعد يحدد لاحقاً .
وعند الساعة العاشرة والنصف، عقد مجلس النقابة جلسة إستثنائية وطارئة برئاسة النقيب كسبار وحضور الأعضاء وتم التداول في موضوع الإعتداء على غزة، وحضروا مشروع بيان لعرضه على إتحاد نقباء المهن الحرة.
وعند الساعة الواحدة، إجتمع نقباء المهن الحرة في بيت المحامي بصورة طارئة، وبعد التداول أصدروا البيان الآتي:
«بتاريخ 18/10/2023 عقد إتحاد المهن الحرة اجتماعاً طارئاً في بيت المحامي في حضور كل من نقيب المحامين في بيروت الأستاذ ناضر كسبار ونقيب المهندسين في بيروت عارف ياسين، نقيب محرري الصحافة جوزف قصيفي، نقيب أطباء الأسنان في بيروت د. رونالد يونس، نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان ريما ساسين قازان نقيبة المعالجين الفيزيائيين سيدة ساسين صهيون، ممثل نقيب أطباء لبنان في بيروت المحامي ميشال ريشا، أمين سر نقابة صيادلة لبنان محمد حسين جابر، نائب نقيب مهندسي طرابلس المهندس أنطوان خواجة، وأعضاء من نقابات المهن الحرة، على ضوء الإبادة والمجزرة التي أقدم عليها العدو الإسرائيلي بقصفه عن سبق إصرار وتصميم الآمنين، من أطفال وشيوخ ونساء وعُزّل في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، وأصدر البيان الآتي:
أولا:
أكد المجتمعون على أن الإستنكارات والمواقف الخجولة لم تعد تنفع أمام هول هذه المجزرة، إذ أن الإحتلال الإسرائيلي يقوم بإرتكاب المجازر في فلسطين المحتلة وفي جنوب لبنان منذ العام 1948، ومن الضروري الآن وقف الحرب فوراً وفك الحصار عن غزة وإغاثة المصابين وإدخال المواد الغذائية والإغاثة الطبية.
ثانياً:
يدين إتحاد المهن الحرة الإبادة التي تستهدف شعباً ذنبه الوحيد أنه يتشبث بأرضه ويدافع عن تاريخه لا سيما ما حصل في غزة، في المستشفى المعمداني حيث ظهر في فيديو قبل عدة دقائق من وقوع المجزرة مئات الأطفال يلعبون ببراءة في ساحتها، بعد أن أحسّوا بالأمان في مكان محظّر دولياً ضربه وقصفه عملاً بالمواثيق الدولية، ولا سيما إتفاقية جنيف التي تحظّر الهجوم على المستشفيات المدنية والمدارس ودور العبادة، وطواقم الصليب الأحمر الدولي وفرق الإغاثة والصحافيين الذين يتولون تغطية الحروب والأحداث، في ظل صمت غير مسبوق لقادة العالم الذين ينادون بحقوق الإنسان والعدالة والذين يكيلون بمكيالين وأضحت العدالة عندهم غائبة ومغيبة.
ثالثاً
يدعو إتحاد المهن الحرة الحكومات ومؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى إتخاذ المواقف الصارمة لوقف آلة القتل الإسرائيلية وحرب الإبادة بحق الأبرياء والعزّل، ويحث مفوضية حقوق الإنسان على القيام بدورها.
رابعاً:
يطلب الإتحاد من حماة العدالة والقانون ونقابات المحامين في العالم إلى الإسراع في ملاحقة مرتكبي مجزرة مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، وجميع المجازر التي إرتكبوها أمام المحكمة الجنائية الدولية بجرائم الحرب والإبادة الجماعية.
كما الذين اعتدوا على الصحافيين والإعلاميين والمصورين والطواقم الطبية والصحية في غزة ولبنان. واسقطوا من بينهم شهداء وجرحى.
خامساً:
يرفض إتحاد المهن الحرة المخطط الإسرائيلي الرامي إلى تهجير الفلسطنيين بشكل جماعي من غزة بكاملها بهدف إفراغها من أهلها وتغيير هويتها.»
وبسبب الأوضاع الراهنة، أرجأ النقيب كسبار وأعضاء مجلس النقابة زيارتهم إلى مركز النقابة في جونية، للإطلاع على الأعمال التي أنجزت، وتلك التي بدأ إنجازها ومنها تركيب الألواح ومعدات وآلات الطاقة الشمسية، بتبرع من مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية.