اميرة سكر- ورقة التوت

 

في غرفة بلا ستائر تفضح كل من بداخلها.. قرر ان يلتقيها ويتلقفها .. ويستفرد بها ..

رصد كل تيليسكوباته ومناظيره وعساكر احتياطاته ورمقها بعيونه العسلية..

ما بين عيونه وعيونها سقطت البندقية ..

ارتمت في شعيرات شرايينها الدموية

شعرت أنها تتعرى امام نفسها تبحث عن أي شيء تستر به خوفها ودفاتر شوقها وعزائم أمرها..

ربما تجد ورقة توت أو أي لوح وقلم لتكتب وتسجل ما بينه وبينها عندما لم يكن بينهما ثالث…. الا نيترات الامونيا التي كانت مخبئة بجدارة في عنابر موانئها .. ننتظر صاعقا لتتفجر ..

هل كان عليها المضي قدما ام كان يكفي ان تمضي على اوراقه القديمة لتجدد العهد الذي سطرت انامله قصتهما ورسم القدر لقاءهما..

 

ترجلت انفاسها وقررت ان تخبره بكل شيء

كان جل الحديث عتبا وعتابا.. احيانا تشتبك المواقف والأحداث وتتشابك محدثة خوارزميات لا نحصي بدايتها من نهايتها..

كان حديثها ينفرج عن ذبذبات نفسها.. وكانت تعاتب نفسها .. كيف استهان بها حتى بعدما قرر الرجوع والعودة .. حتى انه نسي الستائر .. قال ببساطة اطمئني .. لن يرانا أحد..

لكنها كانت ترى نفسها…

هذه المرة كانت ترى كل الامور بوضوح أنيق.. ها هو يقف مجدداً أمامها .. لم يكلف نفسه عناء الاغتسال من ماضيه في نهر التوبة .. كان الأبدى ان يتعرى امام نفسه و يخلع كل ما يعيق وصوله الى ذاته.

احيانا يكون افضل ما نعبر عنه في حضرة الحقيقة .. هو الصمت

واحيانا يكون أفضل ما يمكنك ان تقوم به في حضرة الصمت هو البوح بالحقيقة

كان الانتظار اطول من مجرد وقت .. اصبح الوقت معركة بين المضي والماضي .. الحقيقة والباطل .. الغد والمستقبل

كان افضل الامور حينها الانسحاب من حبكة اللعبة .. والعودة إلى النقطة الاولى في دستور حياتها دون اي مقدمات او شروحات ..

 

قال لها بيقين العارف انها لن تبرح مكانها .. بيقين العابث في خيطان قدرها .. يمكنك الذهاب .. لا يمكنني ابقاؤك دون رغبتك .. هل اطلب لك المصعد؟

توجهت نحوه طبعت قبلة على جبينه .. وقالت كنت اعتقد انني لن يمكنني المثول أمامك دون ان اركع بين يديك..

نظرت الى الباب.. فتحت قلبها غمرت إحساسها .. ضغطت على ازرار المصعد .. انطلقت عائدة …. بكل حرية

عندما يصبح كل ما كنت ترغب به وتتمناه في الماضي هو آخر ما تطلبه اليوم تتحر .. !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى