مهرجانات وتسوُّق وتذوُّق… هذا ما ينتظرنا في جبيل

ميريام بلعة

من أيار حتى أواخر أيلول 2024 برنامج سياحي بامتياز يتوزّع بصَخب على مساحة جبيل الواسعة التي لا حدود فيها للذوق والفنّ والرقيّ… ولا مكان فيها لليأس والإحباط والاستسلام.

مدينة الحَرف تضيء اليوم كعادتها نور الأمل، تُضفي أجواء التفاؤل في نفوس مَن يقصدها من الزوار والروّاد والسيّاح… وما أكثرهم!

بشواطئها، ومطاعمها، ومقاهيها، وأسواقها التجارية، تفتح جبيل يدَيها واسعاً لاستقبال اللبنانيين المغتربين والمقيمين من المناطق كافة من دون استثناء، كما السياح العرب والأجانب على وقع العدوان الإسرائيلي على الجنوب.

فالوضع الأمني على خطورته والمستعِر بالتهويل بالحرب الشاملة، لم يَردع جبيل على امتداد قضائها، عن ضَخّ الفرح والأمل في النفوس كعادتها كل عام في خلال موسم السياحة والاصطياف، وكَم بالحري هذا العام إثر تصنيف شاطئ جبيل من بين أنظف الشواطئ في لبنان، حتى باتت المدينة تستقبل 50 ألف شخص أسبوعياً في شواطئها التي يحرص المعنيون على التزام النظافة كعامل أساس لاستقطاب الروّاد للتمتّع بطبيعتها من جهة، وللحفاظ على سلامتهم من جهةٍ أخرى.

واليوم، حدث يتكرّر سنوياً، لكن لكل عامٍ طعمه ولذّته… هذا المساء المدينة على موعد مع “مهرجان النبيذ” الذي سيقام بعنوان BYBLOS EN BLANC ET ROSÉ… قبل أن تنطلق فعاليات مهرجانات جبيل الدولية 2024 في 18 تموز المقبل.

وبما أن برنامج جبيل السياحي لهذا العام، بدأ منذ أيار الفائت بـ”مهرجان الربيع”، فلا يزال حتى اليوم يضجّ بالنشاطات الثقافية المختلفة والأعمال الفنيّة اليدويّة كالنَحت والرّسم وغيرهما. حتى أنه لم يغفل تنظيم مباراة دولية في “الشطرنج” الأحد 23 حزيران الجاري برعاية الاتحاد الدولي للعبة “الشطرنج”، وبمشاركة 85 مُتبارٍ.

ولمشاريع “التوأمة” حصّتها… فبالتعاون مع سفارة الدومينيكان سيقام في 31 آب المقبل Dominican Festival وهو مهرجان موسيقي سيجذب محبّي “السيغار” على وجه الخصوص. فضلاً عن Mexican Festival الذي سيُقام في 13 أيلول المقبل في ميناء جبيل، والمتوقَع أن يستقطب محبّي الطعام المكسيكي والموسيقى المكسيكية. هذان الحدثان الفنيّان معطوفان على مهرجان “التانغو”Tango الذي سيقام بالتعاون مع سفارة الأرجنتين.

وتُستَكمَل روزنامة الموسم السياحي في جبيل بتنظيم Beach Festival على شاطئ البحصة في آب المقبل، الذي يبدأ عند غروب الشمس ويمتدّ حتى ساعات الصباح الأولى.

“الاستقطاب كبير… يفوق معدلات صيف 2023!” القول لرئيس بلدية جبيل وسام زعرور، مستشهداً بـ”مهرجان الربيع” الذي أقيم في أيار 2024 والذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار فاق العدد الذي سجّله المهرجان نفسه في العام الفائت.

وإذ يؤكّد “تمسّك جبيل الدائم بالفرح والأمل على رغم جراح الوطن النازفة مخاطرَ أمنية وضيقة اقتصادية ومآسٍ اجتماعية، يراهن زعرور “على المغتربين اللبنانيين وعلى شريحة المقيمين التي آثرت البقاء في لبنان هذا الصيف وفضّلت عدم السفر لأسباب عديدة”، لكنه يأسف “لكون العدو الإسرائيلي يؤثّر على السياحة هذا العام، إذ إنه عدا عن قصف الجنوب بالصواريخ والقذائف الفوسفورية، فهو يسعى إلى ضرب موسم السياحة والاصطياف في لبنان لأن السياحة معدومة في إسرائيل هذا العام بفعل الحرب الدائرة في غزة ورفح وجنوب لبنان”.

…”مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ” هذا ما يترجمه زعرور في اعتماد قضاء جبيل كوجهة سياحية أولى وأساسية هذا العام من قِبَل السياح العرب والأجانب، بعدما كانوا ينطلقون من بعلبك وبيت الدين والجنوب لتكون جبيل محطتهم السياحية الأخيرة… أما اليوم فالعكس هو الصحيح”، مطمئناً إلى أن السائح سيَجد في جبيل كل ما يتوق إليه من المقوّمات السياحية كالسهر والبحر والتسوّق والمطاعم والمقاهي والفنادق…إلخ.

في ظل الواقع الأمني الذي تعيشه البلاد، لم يغفل الإشارة إلى نزوح سكان الجنوب وبعض سكان بيروت إلى قضاء جبيل، “تلك البيئة الحاضنة دائماً لكل قاصدٍ مهما اختلفت ظروفه ودوافع نزوحه”، فهؤلاء بحسب زعرور شكّلوا عدداً إضافياً على قائمة الروّاد والزوّار لهذا الموسم.

إن سوق جبيل كبيرة وأساسية في القطاع التجاري اللبناني، فاستقطاب هذا الكَمّ من الزوار سيدرّ على خزائنها أموالاً تعوّض عليها خسائر الركود الذي أصاب مفاصلها في موسم انتشار جائحة “كورونا” والانهيار النقدي المفاجئ…
هذا ما يؤكده زعرور كاشفاً عن 3500 محل تجاري في سوق جبيل وتشمل كل القطاعات كالذهب الذي يشهد إقبالاً لافتاً هذا العام، ثم الألبسة والأقمشة والتُحَف وغيرها.

وعن مشاريع التوأمة التي درجت جبيل على إقامتها، يقول: في الوقت الراهن، نستكمل نشاطاتنا هذا العام مع الدول التي وقّعنا معها مشاريع توأمة، والتي ذكرناها آنفاً.

مؤتمر روما…

وهنا يكشف زعرور عن مشاركته في مؤتمر سيُعقَد في روما في 11 تموز المقبل والمتخصِّص بأسواق المنتجات الزراعية، و”تأتي هذه المشاركة لتشجيع المُزارع اللبناني على تسويق منتجاته في الخارج، فهو على سبيل المثال لا الحصر المستفيد الأول من “مهرجان النبيذ” و”مهرجان الزهور” و”مهرجان التفاح” وكل النشاطات التي ننظمها ونعرض فيها المنتجات اللبنانية”.
ويُضيف: خلال مؤتمر روما، سنتبادل الخبرات في هذا المجال بما يصبّ في تطوير المنتجات الزراعية في لبنان ودعم المُزارع اللبناني وتأمين أسواق بديلة له في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها لا سيما إقفال عدد من الأسواق أمام منتوجاته ولا سيما السوق السعودية.

في الخلاصة، يجهَد القيّمون على الأداء السياحي والإنمائي في جبيل، لتلقف المواسم الفصليّة والمحطات السنوية والمؤتمرات الدولية… علّ المبادرة الفردية تحافظ على ديمومة الحياة… حتى إشعارٍ آخر.

المصدر:المركزية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى