تحذير من موجة كورونا الصيفية مع متحور FliRT الجديد… ما مدى خطورته؟

يبدو العالم على موعد صيفاً مع متحور FLiRT من فيروس كورونا الذي يحقق انتشاراً واسعاً في مختلف دول العالم، مع زيادة معدلات السفر والرحلات من دول تزيد فيها معدلات انتشاره، ما يساهم في ارتفاع نسب الإصابات. وأكثر بعد، يحذّر الخبراء من أن هذا المتحور يتميز بزيادة قابليته للانتشار، خصوصاً أنه في موسم الصيف تزيد الحفلات واحتمالات نقل العدوى عبر الاختلاط الاجتماعي، فيما يمكن للفيروس أن ينتقل بالعدوى بسهولة في الأماكن المزدحمة، خصوصاً في غياب إجراءات الوقاية التي كانت معتمدة في فترة انتشار الجائحة، مثل استخدام الكمامة. في مثل هذه الظروف، تُطرح علامات استفهام حول مدى خطورة هذا المتحور الجديد، وما إذا كانت اللقاحات المتوافرة قادرة على توفير المناعة منه.

هل تختلف أعراض المتحور الجديد عن تلك المرافقة لباقي متحورات فيروس كورونا؟
يبدو المتحور الجديد مشابهاً إلى حدّ ما لباقي متحورات كورونا. فمنذ بداية ظهور فيروس كورونا، كان الأطباء قد حذّروا من إمكان ظهور متحورات عدة في مختلف المراحل، كما يحصل عادةً مع مختلف الفيروسات. وفق ما توضحه طبيبة الأمراض الجرثومية الدكتورة رولا حصني سماحة، من المتوقع أن يحقق أي متحور جديد انتشاراً بوجود إمكانية السفر. وفي مختلف المراحل، هناك احتمال لوجود متحورات عدة مع سيطرة لأحد المتحورات دون غيرها. ويبدو متحور FliRt ذاك المسيطر حالياً، ومن الطبيعي أن يكون موجوداً في لبنان حالياً، نظراً لانتشاره الواسع في مختلف دول العالم وقدوم الكثير من المسافرين. ففي مثل هذه الظروف، من الطبيعي أن ينقل القادمون من بلاد أخرى العدوى إلى ذويهم وأصدقائهم بغياب إجراءات الوقاية. وتشير سماحة، أن المرضى الذين يثبت الفحص إصابتهم بالفيروس يؤكّدون بالفعل مخالطتهم لأحد القادمين من السفر. علماً أن ما من فحص خاص يُجرى حتى اللحظة، لتأكيد ما إذا كانت الحالات ناتجة من الإصابة بمتحور جديد أو أي متحور آخر، لكن من المتوقع أن يكون المتحور الجديد منتشراً ايضاً في لبنان كما في باقي الدول.

من جهة أخرى، تشير سماحة إلى أنه في مقابل ارتفاع قابلية المتحور الجديد للانتشار، يبدو أن معدلات الوفيات تنخفض إلى حدّ كبير فيه. فتؤكّد أن وجوده لا يدعو للهلع، لاعتباره لا يسبّب مضاعفات خطيرة، ويتطلّب اتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية من المسنين ومن يعانون ضعفاً في المناعة وحدهم، لاعتبارهم الأكثر عرضةً للخطر. أما بالنسبة لأعراض المتحور الجديد، فلا يبدو أنها تختلف عن تلك المرافقة لباقي المتحورات إلى حدّ كبير، بل هي مشابهة لها، باستثناء أن المتحور الجديد قد يسبب المزيد من الإحساس بالتعب وارتفاعاً أكبر في الحرارة.

هل يُعتبر اللقاح قادراً على تأمين الحماية من المتحور الجديد؟
لا يُعتبر اللقاح الأصلي قادراً على تأمين الحماية من المتحور الجديد، ما لم تجر الجرعة التذكيرية منه، التي تمّ تطويرها لتؤمّن الحماية من المتحورات الجديدة. أما الحصول على اللقاح الأصلي فلا يفيد في هذه الحالة. ووفق ما توضحه حصني، من المتوقع أن تؤمّن شركة “فايزر” لقاحاً جديداً للكبار في السن ومن يعانون ضعفاً في المناعة، يؤمّن الحماية من المتحور الجديد.

في المقابل، تشير الدكتورة حصني إلى أن الشباب الذين يلتقطون الفيروس، وتأمّنت لهم المناعة لمدة ثلاثة أشهر إلى ستة، هم الذين ساهموا في تأمين مناعة القطيع في المجتمع. فهم يصابون بالفيروس من دون أن يسبّب لهم مضاعفات تدعو للقلق بشكل عام، خصوصاً في ما يتعلق بالمتحورات الجديدة. 

 

هل من إجراءات خاصة لا بدّ من اتخاذها مع المتحور الجديد؟
-في حال إصابة أحد الاشخاص بأعراض كورونا من المهمّ الحرص على الحَجر المنزلي لأيام قليلة تجنّباً لنقل العدوى إلى الآخرين.
-على المسنين ومن يعانون ضعفاً في المناعة بشكل خاص، أن يحرصوا على إجراءات الوقاية، كاستخدام الكمامة في الأماكن التي يمكن أن يلتقطوا فيها العدوى، أو بوجود قادمين من السفر. هذا، ومن الأفضل أن تكون التجمعات بالنسبة لهم خارجاً وليس في الداخل. علماً أنه بالنسبة لمن يعانون ضعفاً في المناعة كمرضى السرطان مثلاً، من الممكن ألّا يشكّل المتحور الجديد خطورة عليهم، إنما على الأقل سيساهم حتماً في تأخير علاجهم لمدة أسبوعين أو أكثر بحسب الحالة. هذا ما يستدعي المزيد من الحرص تفادياً من التقاط العدوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى