خيـــرالله ابي راشد.. من رِجالات زمن العلم والثقافة والاخلاق

رَحـــل الاستـــاذ خيـــرالله ابي راشد ، كلـّفني سعــــادة نقيـــب المحاميــــن الاستاذ فادي المصري المشاركة باسمه ونقابة المحامين، في مراسم وَداعه …
كان لتكلفتي وتشريفي بتمثيل نقيب المحامين في ” حفل ” الوداع الاثر البليغ في نفسي وعقلي وعاطفتي والضمير …

تعرّفت على الفقيد العزيز سنة 1976، وكنت في سنتي الاولى بكلية الحقوق، خلال زياراته المعتادة والمتكررة الى صديقه الوطنــي الشريف الدكتور اميل البيطار في كفيفان … كان الاستاذ خيرالله عميق الفهم القانوني، متوقّد الذهن، ظريف الحديث وحاضر الاجابة والتعليق، سُرَّ جدا ً عندما عرف بأنني أدرس الحقوق وأصرّ عليّ، منذ ذلك الحين ، اعتناق مهنة المحاماة بمعناها الرسالي وليس المهني فقط .

في اواسط الثمانينات عندما اشتدّت الحرب وأظلم الافق، كنتُ محاميا ً متدرجا ً أتحضّر للرحيل الى كندا حيث هاجر أخوالي منذ عقود، فكان الاستاذ خيرالله مُعارضا ً لفكرة الرحيل وكان ، كلما التقيته في باحة الخطى الضائقة في قصر العدل في بيروت، يقول لي :

” ايّاك يا استاذ حنا، ايّاك والتردّد، ايّاك والتخاذل، ايّــاك والخوف، ايّاك والرحيل … فنحن نريد محامين شبابا ً امثالك في بيت المحامين وعلى منابر المحاكم في قصور العدل ” .

يا استاذ خيرالله،
لا أنسى ما حَيَيت ذاك الدعم المعنوي العظيم في مسيرتي المهنية والرسالية .
فأنت يا استاذي ويا صديقي المحامي العالِم واللامع والقدير الذي حافظ مع زملاء يشبهونــك على راية المحامـــاة عالية ً مشعَّـة ً متوهّجة ً في سماء العدالة في لبنان وفي ” بيروت أم الشرائع ” بالرغم من صعوبة وخطورة تلك المرحلة الممتدة، للاسف، حتى الآن .

يا استاذ خيرالله،
لقد كنتَ، بحــق، خيـــرَ الله في قصور العــدل . سَـلـِّم على صديقَينـــا : المونسنيور العلاّمة سمير الحايك والرئيس القاضي الشريـــف حليم الحايك ، فكما اعتزّت بجدرفل بكم في حياتكم ستبقى فخورة ً بذكراكم . لروحك السلام في رِحاب الملكوت .
المحامي حنا البيطار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى