قداس في كنيسة سيدة لبنان – حريصا لمناسبة عيد ارتفاع الصليب

ترأس المرسل اللبناني الأب فادي تابت قداسا في كنيسة سيدة لبنان – حريصا، لمناسبة عيد ارتفاع الصليب، عاونه فيه لفيف من كهنة جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، بحضور مؤمنين وأصدقاء الجمعية.

بعد الانجيل ألقى عظة تحدث فيها عن أهمية العيد. وقال: “الصليب في الماضي لم يكن إلا رمزا للازدراء والانكسار والموت يعاقب به المجرمون حيث اعد يسوع بينهم كما يقول اشعيا النبي. أما اليوم وبعد صلب المسيح تحول هذا الانكسار إلى انتصار على الذات وعلى الشر والخطيئة والموت أيضا. هذه الانتصارات التي حققها يسوع جعلت من علامة الصليب التي نضعها حول اعناقنا شهادة ليسوع المسيح ورمزا للفداء”.

وقارن بين العهدين القديم والجديد في الكتاب المقدس وقال: “عندما خلق الله آدم وحواء ووضعهما في الجنة. يقول لنا الكتاب المقدس أن ربنا زرع شجرتين الاولى لمعرفة الخير والشر والثانية شجرة الحياة وقال لهما تأكلون من كل ثمار الأشجار التي هنا في الجنة إلا من هذه الشجرة اي شجرة الشر والخير. إلا أنهما اكلا منها مخالفين كلامه. فكان أن طردهما واقفل ابواب الجنة امامهما مانعا ايهما الوصول إلى شجرة الحياة. وبعد الطرد كان لابد من خلاص والخلاص يحتاج إلى شخصيتين في العهد الجديد يسوع الذي هو ادم الجديد وكانت مريم التي هي  حواء الجديدة وخشبة الصليب التي أصبحت جسر العبور التي تنقل الإنسان من الخطيئة إلى الحياة اي من حالة الموت إلى حالة النعمة التي يريد عيشها الانسان مع الرب يسوع”.

أضاف: “في المشهد الاول كان هناك حياة ونتيجة الحياة كان الموت، وفي المشهد الثاني كان الموت ونتيجة الموت كانت الحياة. في المشهد الاول مع آدم وحواء الإنسان الذي كان مخلوقا على صورة الله ومثاله كان مدعوا لعيش الحياة مع الله إلا أنه قرر أن يعيشها من دون الله. وفي المشهد الثاني الإنسان الذي كان محكوما بالموت مع يسوع المسيح قرر أن يعيش الحياة الأبدية من اجل ذلك يقول يسوع: انا القيامة وانا الحياة”.

وتابع: “علينا أن ندرك أن الصليب الذي نحمله ليس علامة انكسار لنا بل علامة انتصار مع يسوع المسيح القائم من بين الاموات. في سنة ٣١٣ في عهد الملك قسطنطين الذي كان يضطهد المسيحيين وأمه الملكه هيلانة التي كانت تدعوا الرب لرد الملك إلى الدين القويم. وفي إحدى الحروب التي كان يخوضها الملك كان خسارنها. وفي ساحة القتال تظهر له علامة الصليب في السنماء بشكل نار ويسمع صوتا يقول له بهذه العلامة تنتصر. فيدعوا الملك جنوده ويضع علامة الصليب على ثياب ومعدات كل جيشه..ويستمر في معركته فتتحول المعركة الخاسرة إلى معركة رابحة وينتصر. وبعد انتصاره يعلن الملك قسطنطين إيمانه بيسوع المسيح ويعتمد ويعلن القسطنطينية مدينة مسيحية”.

وقال: “في الجيل الرابع وبعد ارتداد الملك قسطنطين تطلب الملكه هيلانة من ابنها البحث عن خشبة الصليب الذي صلب عليه يسوع وبسرية تامة. ومن يجده يعطي إشارة للآخرين باشعاله نارا ( اي قبوله كما يقال بالعامية ) على قمة الجبل أو المكان الذي وجد فيه الصليب ، وبعد وصول الملكة هيلانه إلى جبل الجمجمة المعروف بجبل الجلجلة يكتشف الباحثون ثلاثة صلبان – فبحسب الكتاب المقدس صلب مع يسوع شخصين ولمعرفة اي صليب من هذه الصلبان هو ليسوع المسيح فاستعانو بأمرأة مريضة كانت على شفير الموت وامروها بالمرور امام الصلبان الثلاثة. وفي مرورها أمام الصليب الاول لم تشعر المرأة بشيء أما أمام الصليب الثاني فشعرت المرأة بتحسن والشفاء التام. فاشعلت النيران على قمم الجبال حتى وصل الخبر إلى الملك قسطنطين من اجل ذلك نحن في هذا العيد عيد الصليب نشعل النار إعلانا بهذا الحدث الكبير والتزامنا بايماننا المسيحي. وبعد اكتشاف الصليب المقدس يبني الملك قسطنطين وأمه الملكه هيلانة كنيسة القيامة التي لاتزال قائمة حتى اليوم”.

وشدد على أن “الصليب لدي المسيحيين هو دعوة لكي نحمل همومنا وصعوباتنا ومشاكلنا مع يسوع القائم من بين الاموات.ومن أجل يقول لنا يسوع: من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ويتبعني.

وفي ختام عظته روى عن “أحد الملوك الوثنيين الذين لا يؤمنون بالمسيح استدعى بطريركا من البطاركة يشهد له النجاح في ارتداد الكثيرين من الوثنيين إلى طريق الحق والايمان مجاهرا في مسيحيته وقربه إلى يسوع، استدعاه إلى قصره ليطلب منه التوقف عن المجاهرة برسالته المسيحية ودعوة الناس لطريق الحق. ولدى وصول البطريرك. إلى قصر للقاء طلب منه السير على سجادة حمراء رسم عليها صلبانا. ولدى وصول البطريرك امام الملك بادره الملك متهكما بالقول: جعلتك تمشي على الصليب الذي تعلق مثله على صدرك وعلى راسك ، في انتباه منك او دون انتباه فأنت اهنت الصليب الذي تتحدث عنه وتدعوا الناس إلى الايمان للخلاص به. فيجيبه البطريرك قائلا: يا جلالة الملك هناك ثلاثة أنواع من الصلبان. في صليب يداس عليه وهو يرمز إلى اللص الشمال الذي لم يؤمن بيسوع المسيح ، وفي صليب بينباس وهو يرمز إلى اللص اليمين الذي آمن بيسوع المسيح وقال له: اغفر لي متى اتيت في ملكوتك. وفي صليب يوضع على الراس، هذا هو صليب الرب الذي افتخر به ادعو لأجله”.

بعد القداس كان تطواف بالصليب في الساحة الخارجية للبازيليك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى