استضافت الإعلامية السيدة” جويل عزيز” سفير الجمهورية التونسية في لبنان السيد “بوراوي الامام” وتم التطرق الى موضوع العلاقات المشتركة بين لبنان وتونس وضرورة تعزيزها بهدف تنمية التبادل التجاري والإقتصادي من جهة وتعزيز التعاون الثقافي والسياحة بين البلدين من جهة أخرى ، وقد تم تناول أبرز المعالم والمقومات التي تميز دولة تونس.
تونس هي بلدٌ ساحر يقع في شمال أفريقيا على سواحل البحر الأبيض المتوسط . تتميز بتاريخٍ عريقٍ امتدّ لآلاف السنين جعلها جوهرةً مخفيةً بل هي محمية في قلب المنطقة المتوسطية.
تعتبر تونس من أجمل الوجهات السياحية في المنطقة ولا يقتصر جمالها على شواطئها الرملية البديعة ومناظرها الطبيعية الخلابة، بل يمتد إلى عمق تاريخها وتنوع ثقافاتها وتراثها الفني.
تاريخها يعود إلى القرون القديمة، حيث كانت شهدت ازدهارًا ثقافيًا واقتصاديًا تحت حكم القرطاجيين والرومان. ومنذ ذلك الحين، واكبت العديد من التغيرات السياسية والثقافية التي تركت بصماتها الخاصة على البلاد.
في ظل الحضارة العربية، ازدهرت العلوم والفنون والأدب ، واستمر التأثير العربي في شكلها الحضاري حتى يومنا هذا. ومع توسع الإسلام في المنطقة، أصبحت تونس مركزاً للحضارة الإسلامية، وقد تركت العديد من الجوامع والمساجد الجميلة أثرها حتى يومنا هذا.
فيما يتعلق بالثقافة، في تونس مجموعة متنوعة من الفعاليات والمهرجانات التي تُظهِر التراث الثقافي الغني للبلاد في مختلف المجالات، المسرح والسينما والرسم التشكيلي… ويُعَدُّ مهرجان قرطاج الدولي من أبرز المهرجانات الثقافية في المنطقة، حيث يجتذب العديد من الفنانين والموسيقيين من جميع أنحاء العالم.
عاصمة الجمهورية التونسية هي مدينة تونس، والتي تؤنس كما تقال العلامة بن خلدون، وهي العاصمة وأكبر مدينة في البلاد وتعتبر أحد أهم المراكز السياسية والاقتصادية والثقافية في المنطقة المتوسطية.
تضم البلاد العديد من المواقع السياحية الرائعة التي تستحق الزيارة وقد ذكر سعادة سفير تونس في لبنان العديد منها، مثل المهدية اوعاصمة الفاطميين التي تعتبر واحدة من أجمل المدن الساحلية وتتميز بمعالمها التاريخية وبشواطئها الرملية البيضاء ومياهها الصافية و يمكن للزوار الاستمتاع بالأنشطة البحرية المتنوعة. أما مدينة “لجم” فيعود تاريخها للحقبة الرومانية وتشتهر بآثارها الرومانية الرائعة، مثل المدرج الروماني الشهير.
كذلك مدينتي طبرقة وعين دراهم تتميزان بجمال طبيعتهما الخلابة، حيث تحتضنان جبالًا جذابة وسهولًا خضراء ووديانًا ساحرة. وتعتبر حديقة اشكل الوطنية في شمال تونس واحدة من أشهر المواقع الطبيعية المسجلة في قائمة اليونسكو و التي يمكن زيارتها. كذلك تعتبر جزيرة جربة أو جزيرة الأحلام كما يحلو للتونسيين تسميتها واحدة من أشهر المنتجعات السياحية في تونس والمتوسط ووجهة مثالية لمحبي الشواطئ والترفيه المائي.
يمكن للزوار استكشاف العديد من المواقع الأثرية والسياحية الأخرى مثل الحمامات وسيدي بوسعيد، او قرطاج التي تقع على الساحل الشمالي الشرقي لتونس، على بُعد حوالي 15 كيلومترًا من العاصمة تونس، وتمثل واحدة من أهم مواقع التراث العالمي التي يجب زيارتها.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز تونس بجمال طبيعي ساحر يشمل الصحراء الرملية والشواطئ الساحرة على البحر الأبيض المتوسط. وتعد السياحة الصحراوية تجربة فريدة من نوعها حيث يمكن للزوار ركوب الجمال واستكشاف الصحراء الواسعة وثراء التاريخ البربري الامازيغي والاستمتاع بالمناظر الخلابة.
فيما يتعلق بالاقتصاد، يواجه اقتصاد تونس تحديات هامة بسبب تراكم الأزمات والتداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 وحرب أوكرانيا لكن العمل الجاد على تنفيذ إصلاحات هيكلية وتعزيز الاستثمار العام والخاص يساهم باستعادة نمو القطاع الاقتصادي. يعتبر القطاع الزراعي أحد أهم قطاعات الاقتصاد، حيث تمتاز تونس بزراعة الحبوب والزيتون والحمضيات والخضروات. بالإضافة إلى ذلك، تُنتج تونس الفوسفات والنفط والغاز الطبيعي وان بكميات قليلة، وتعتبر هذه الموارد الطبيعية جزءًا مهمًا من اقتصاد البلاد.وتعتبر الصناعة أيضاً اساسا للاقتصاد التونسي، حيث تنتج البلاد المنتجات النسيجية والملابس والأثاث والسيارات والأجهزة الإلكترونية. كما تمثل السياحة مصدرًا هامًا للإيرادات في تونس، حيث يتوافد السياح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجمال الشواطئ والتاريخ الغني والمناظر الطبيعية الخلابة.
على الرغم من التحديات الاقتصادية التي واجهتها تونس، أشار سعادة سفير تونس في لبنان الى الجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة في سبيل تعزيز الاستثمارات وتحسين بيئة الأعمال حيث يتعاون القطاع العام والخاص معًا لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين معيشة المواطنين ، اضافة الى السعي لتعزيز الروابط الوثيقة بين تونس ولبنان والاستفادة من التاريخ المشترك المميز الذي يجمع كلا البلدين ويمتد عبر العصور ويشمل العديد من القيم والتقاليد والتراث الثقافي. ان التعايش والاعتدال والانفتاح للشعب التونسي يمثل قوة حية للتنمية والتقدم وهو نموذجاً رائداً للتعايش والتقدم .
ان التعاون والتفاهم بين تونس ولبنان هو أمر حيوي لتحقيق التقدم والازدهار للمنطقة والعمل جاري لاستعادة الربط الجوي المباشر بين كلا البلدين مما سيساهم بدفع الحركة السياحية والاقتصادية نحو الامام وخلق روابط متنوعة بين مختلف القطاعات والمجالات.
بقلم ماري العلم حبشي
