جال وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض في مراكز الرعاية الصحية الأولية ومراكز الإيواء في منطقة إقليم الخروب، واطلع على أوضاع المواطنين النازحين بهدف التأكد من تلبية احتياجاتهم من الخدمات الصحية والإستشفائية التي يقدمها القطاع الصحي.
وشملت الجولة مركز الإيواء في الجامعة الإسلامية في بلدة الوردانية ومركز إيواء كترمايا ومركزي الرعاية الصحية الأولية لكل من جمعية “الوعي والمواساة” والجمعية الاجتماعية شحيم ومركز إيواء المطلة.
وكان الأبيض استهل جولته من مستشفى سبلين، حيث عقد اجتماعا مع خلية الأزمة تخلله تقييم الأوضاع الصحية في ظل تفاقم أزمة النازحين والبحث في تغطية الخدمات المقدمة لهم داخل المستشفيات وخارجها، وذلك بحضور النائب بلال عبد الله ورئيس مجلس ادارة المستشفى الدكتور احمد سراج والمدير الدكتور ربيع سيف الدين ومدير خلية الازمة المركزية في اقليم الخروب رئيس بلدية كترمايا المحامي يحيى علاء الدين ورئيسي بلديتي سبلين محمد يونس والوردانية علي بيرم وطبيب قضاء الشوف الدكتور بيار عطالله ومدراء المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الاولية في اقليم الخروب.
وفي مؤتمر صحافي أعقب الإجتماع، أعلن وزير الصحة أنه “جار تنفيذ الخطة التي وضعتها الوزارة لموضوع النزوح بالتعاون مع خليات الأزمة في المناطق”، لافتا الى أن “الإستعدادات التي كانت قائمة في منطقة إقليم الخروب أثبتت فائدتها حيث يتخطى عدد النازحين في المنطقة مئة ألف شخص”.
وأوضح أن “النقاش تركز على الخدمات الإستشفائية التي يتم تقديمها للنازحين بهدف عدم زيادة الأعباء عليهم في ظل الأوضاع المادية الضاغطة”، مشيرا إلى “التغطية التي تقوم بها وزارة الصحة العامة وجهات ضامنة أخرى، إضافة إلى ما يقدمه الشركاء من تغطية لفروقات تحصل على عدد من العمليات مثل عمليات الولادة أو العمليات الطارئة مثل عمليات العظم والدخول إلى العناية المركزة”.
وأعلن الأبيض أن “وزارة الصحة العامة بصدد الإطلاق خلال يومين، لبرنامج من شأنه تغطية خدمات الطوارئ للنازحين في المستشفيات، ما يجيب على الكثير من التساؤلات المطروحة في هذا المجال”.
ولفت إلى مسألة “تغطية المرضى من غير اللبنانيين سواء السوريين مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أم الفلسطينيين مع الأونروا”، موضحا أن “الموضوع في طريقه إلى الحل”.
وأكد أن “مستشفى سبلين يبذل جهدا مميزا حيث يستقبل في قسم علاج الأمراض الكيميائية وقسم غسيل الكلى من يحتاج إلى هذه الخدمات من الأهالي النازحين، معلنا عن “برنامج يتم تنفيذه بالتعاون مع أطباء بلا حدود لإنشاء جناح جديد في المستشفى يتضمن عشرين سريرا، لرفع الجهوزية في حال ازدادت احتياجات النازحين”.
واشار إلى أن هناك “ثلاث مستشفيات أساسية في الإقليم هي: سبلين الحكومي ومزبود المركزي وعين وزين، وحاجتها إلى الدعم مؤكدة تحت وطأة الحمل الكبير”، مشددا على أن “وزارة الصحة العامة ستقدم الدعم اللازم”.
وأبدى ارتياحه “لقيام القطاع الخاص بواجباته على أكمل وجه على غرار القطاع الحكومي، ما يظهر المستوى العالي من التضامن في مواجهة العدوان”.
وتناول وزير الصحة الدور الذي تؤديه مراكز الرعاية الصحية الأولية، مؤكدا أنها “خط الدفاع الأول في القطاع الصحي مع الأهالي النازحين لتأمين الدواء والمستلزمات إلى جانب العيادات النقالة”.
ولفت إلى أن هناك “الكثير من التحديات، كالحاجة الى تأمين كميات أكبر من أنواع محددة من الأدوية ولا سيما أدوية الأمراض الحادة على عتبة حلول فصل الشتاء، وهو ما تعمل الوزارة على تأمينه”.
وأعلن أن “المساعدات التي يتسلمها لبنان تقدم الدعم، ولكن القطاع الصحي بحاجة إلى مساعدة أكبر خصوصا أن لبنان يمر بأزمة اقتصادية حادة وهي تشكل عائقا كبيرا”.
وعوّل على “التخطيط الجيد الذي تقوم به خلايا الأزمة في المناطق، ولا سيما في منطقة الإقليم، والذي يساعد على القيام بالواجب”.
وشدد على “أهمية التواصل على الخطين الساخنين اللذين أنشأتهما وزارة الصحة العامة: 1787 و1214″، متمنيا “عبور الأزمة الراهنة على غرار ما عبر غيرها من أزمات كثيرة”، مؤكدا “أهمية التضامن الذي أظهرته هذه الأزمة والذي يشكل ذخرا للبنانيين”.