كشف مصادر خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” عن تفاصيل مثيرة حول وجود طوابق مخفية في السجون السورية، والتي أثارت استغراب الكثيرين بعد ظهورها في تقارير إعلامية، موضحة أن الهدف من بناء هذه الطوابق يعود إلى أسباب أمنية وعسكرية تتعلق بتعامل النظام مع المعتقلين ومراقبة السجون.
بحسب مصادر مطلعة، أكد ضابط كبير سابق أن الطوابق المخفية في السجون السورية كانت تهدف إلى استيعاب السجناء في حال حدوث طارئ، مثل استقبال لجنة تفتيش دولية أو زيادة الضغوط الخارجية على النظام السوري.
وأوضح المصدر أنه في حال زيارة مفاجئة أو تفتيش دولي للسجون، يُنقل السجناء إلى هذه الطوابق السرية لتجنب اكتشافهم.
وقال المصدر: “الطوابق المخفية كانت تبنى خصيصًا لتوفير مكان بعيد عن الأنظار يتمكن النظام من إخفاء السجناء تحت الأرض، بعيدًا عن أي مراقبة أو تدقيق خارجي”.
وأوضح المصدر ذاته أن الهدف الآخر لبناء هذه الطوابق السرية هو إخفاء السجناء ذوي الأهمية الخاصة، سواء كانوا معتقلين سياسيين بارزين أو أشخاص تم اختطافهم من قبل النظام السوري ولم يتم الإعلان عن اعتقالهم.
وأضاف المصدر، “هذه الطوابق كانت تستخدم لإخفاء الأشخاص الذين لا يريد النظام الاعتراف بوجودهم، ولإبعادهم عن باقي السجناء الذين قد يطلق سراحهم في وقت لاحق ويكشفون أسرارًا حول المعتقلين المهمين”.
وأشار المصدر إلى أن السجناء الذين يُحتفظ بهم في هذه الطوابق لا يتم إيداعهم مع الآخرين لتجنب تواصلهم مع أي شخص قد يخرج يومًا ما ويكشف عن وجودهم للعالم الخارجي.
في وقت لاحق، أعلن الدفاع المدني السوري، المعروف باسم “الخوذ البيضاء”، عن انتهاء عمليات البحث في سجن صيدنايا العسكري، أحد أكبر وأشهر السجون السورية، بحثًا عن أي زنازين أو سراديب سرية قد تكون قد خُفيت عن الأنظار. وقد أكد الفريق المعني بالبحث أنه رغم التفتيش المكثف لجميع أقسام السجن من الداخل والخارج، لم يتم العثور على أي زنازين أو سراديب سرية لم تكتشف بعد.
وفي بيان رسمي صادر عن الدفاع المدني، ذكر أن فرق البحث قامت بمراجعة كافة المرافق، بما في ذلك الأقبية والباحات والأبنية الخارجية، مع وجود أفراد من ذوي الخبرة الذين كانوا على دراية تامة بتفاصيل السجن، لكنهم لم يعثروا على أي أدلة تؤكد وجود سراديب مخفية داخل السجن.
تُعتبر سجون النظام السوري، وبالأخص سجن صيدنايا، من الأماكن التي اكتسبت سمعة سيئة في الأعوام الأخيرة، بعد أن تم الكشف عن ممارسات تعذيب وقتل ممنهجة ارتكبها النظام ضد المعتقلين، معظمهم من المعارضين السياسيين. وكان “سجن صيدنايا” مركزًا للعديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان، حيث تعرض المعتقلون لأساليب تعذيب قاسية، وتم تنفيذ عمليات إعدام سرية.
وقد أكدت العديد من التقارير الدولية، بما في ذلك تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” ومنظمة “العفو الدولية”، أن المعتقلين في سجون سوريا يتعرضون بشكل منتظم للعديد من الانتهاكات من بينها التعذيب والتصفية الجسدية.
سكاي نيوز