خسائر هائلة في موسم الزيتون بعد الحرب

يمضي مزارعو الزيتون إلى حقولهم. يقطفون ما تبقى من محاصيلهم بعدما أخّرت الحرب قطاف الشجرة المباركة 66 يوماً، ما أدى إلى سقوط حبوب الزيتون اليانعة أرضاً. وأثّرت الحرب الأخيرة على موسم الزيتون فتضرر بنسبة 90 في المئة، فتراجع حجم الإنتاج أيضاً بحدود الـ 90 في المئة تقريباً بحسب المزارعين أنفسهم.

في بلدة كفرتبنيت، يقطف المزارع حسين ياسين ما تبقى من خيرات أشجاره. وقال: “أنقذنا ما يمكن إنقاذه، كان يفترض أن نقطف الموسم في بداية تشرين الأول، غير أن الحرب حالت دون ذلك، فضاع الموسم”.

كانت خسائر الحرب كبيرة في القطاع الزراعي في الجنوب. ومنيَ موسم الزيتون بقسطه من هذه الخسائر. فالمزارع الذي ينتج مثلاً 12 تنكة زيت زيتون يبيع الواحدة  منها بـ 100 دولار حسب سعر  العام الماضي، كان إنتاجه يصل إلى 1200 دولار سنوياً .لكن موسم  هذه السنة لم يعطه سوى تنكتين. ويعدّ ياسين ذلك خسارة كبيرة. أضاف “كنا نعتمد على موسم الزيتون أسوة بباقي المواسم الزراعية. وكان المزارع يتكل على هذه المواسم ليعيش.أما  اليوم فقد ضاع الموسم، فهل سيتم التعويض علينا؟”.

يطرح اليوم  كل مزارعي الزيتون في المنطقة ملف التعويض عن مواسمهم، كما بقيت أعينهم على ما تبقى من زيت، وبين الامرّين، لم يجد محمود توبة من بلدة ميفدون عبارة  يصف بها الحال سوى “نكسة موسم”. ويملك توبة ما يقرب من مئة نصبة زيتون، كانت تنتج له بحدود الـ 60 تنكة زيت سنوياً، أما هذا العام ، فبالكاد حصل على 10 تنكات. يحمل توبة ما تبقى من محصوله إلى معصرة الزيتون في بلدة كفرتبنيت، ويمنّي النفس بأنه تمكن من قطاف بعض أشجاره، فقد أتلفت الغارات الاسرائيلية  التي تعرضت لها بلدته عدداً كبيراً من نصوبه، تساقطت الحبوب من النصوب الباقية أرضاً. ويؤكد أنّ “خسارته كبيرة، ولكن الخسارة الكبرى كانت في ضياع  موسم  الزيتون هذه  السنة والذي كان  غنياً بالزيت، ما يجعل الخسارة مضاعفة. ولكن ما باليد حيلة”.

تنتشر حقول  الزيتون في قرى النبطية، ويعتمد  كثير من أبنائها  عليها في معيشتهم. ويعدّون  الزيتون شجرة مباركة. لكن الحرب كانت قاسية، فتضررت مساحات واسعة من هذه الحقول بفعل  همجية العدوان. حتى أن عائلة جرحت في بلدة سيناي قضاء النبطية عندما  استهدفها الطيران الإسرائيلي أثناء قطافها الزيتون.

ظنّ أبو يوسف أنه لن يتمكن من العودة إلى حقل زيتونه، وشعر بغصة كبيرة. هي المرة الأولى منذ ستين عاماً لم يقطف خلالها موسمه. حتى في  زمن الاحتلال سابقاً،  كان يرتاد حقله، يقف أمام حبوبه في المعصرة ينتظر دوره. لكن  المعصرة تشهد حالياً زحمة خفيفة، خلافاً لزحمة العام الماضي. وجلّ ما يقوله: “هل ستنظر الدولة إلى حالنا فتعوّض علينا، أسوة بباقي القطاعات؟ إن مواسم حقول  الزيتون قد دمّرت، وأصبحت الخسائر كبيرة جداً، وتبلغ خسارة كل مزارع ما لا يقل عن 5 آلاف دولار”. لكنه خلص إلى القول: “لا نعوّل على التعويضات لأنها قد لا تأتي. الحمدلله حصلنا على 5 بالمئة من الموسم، الله بيعوّض”.

حتى الآن، لم تجر وزارة الزراعة مسحاً في القطاع الزراعي. ولا يوجد إحصائية دقيقة حول حجم الأضرار التي لحقت بواحد من أهم القطاعات الإنتاجية في الجنوب، ومن المؤكد أن الخسائر كبيرة والمزارع وحده يدفع الثمن.

 

رمال جوني-نداء الوطن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى