كشفت دراسة أسترالية أن تأخير توقيت تناول الإفطار، والمشي السريع لمدة 20 دقيقة بعد تناول الإفطار، يخفّضان مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
وحسب موقع “ساينس دايركت” العلمي، أجرى الدراسة فريقٌ من العلماء ضمن برنامج أبحاث التمارين الرياضية والتغذية، بمعهد ماري ماكيلوب لأبحاث الصحة، الجامعة الكاثوليكية الأسترالية، في ملبورن.
وحسب الدراسة، التي جاءت تحت عنوان “تعديل توقيت الإفطار يحسّن نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني”، تمّ إجراء تجربة لمدة ستة أسابيع على 14 بالغاً، تتراوح أعمارهم بين 30 و70 عاماً، مصابين بالسكري من النوع 2 وتمّ تشخيصهم طبياً بالمرض.
وتمّ تقسيم المشاركين إلى مجموعات حسب توقيت الإفطار:
-الصباح الباكر (07:00).
-منتصف الصباح (09:30).
-منتصف اليوم (12:00).
ثم طالب الباحثون، المشاركين بالمشي السريع لمدة 20 دقيقة بعد الإفطار، وقاموا بمراقبة استهلاكهم للطعام، وعادات النوم، ومستويات السكر في الدم، باستخدام أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة وأجهزة تتبع النشاط. كما تمّ استخدام تحليلات إحصائية لتقييم تأثير توقيت الإفطار والمشي بعده على مستويات السكر في الدم.
تناول الإفطار في وقت متأخر أفضل
وأظهرت النتائج أن تعديل توقيت الإفطار قد يُسهم في تحسين مستويات السكر بعد الوجبات، حيث تبيّن أن تناول الإفطار في وقتٍ متأخرٍ، بين الساعة 09:30 و12:00، يؤدي إلى انخفاضٍ أكبر في مستويات الجلوكوز مقارنة بتناوله في الصباح الباكر، في الساعة 07:00.
المشي السريع بعد الإفطار
كما أظهرت الدراسة أن المشي السريع بعد الإفطار لمدة 20 دقيقة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي، حيث قلل من مستوى السكر بعد الوجبة بشكلٍ طفيفٍ في الأشخاص الذين تناولوا الإفطار في الساعة 07:00 أو 12:00، لكنه لم يُظهر أيّ فائدة للأشخاص الذين تناولوا الإفطار في الساعة 09:30.
الالتزام بالممارسات الصحية على المدى الطويل
وتقول الورقة البحثية التي نشرتها مجلة “Diabetes & Metabolic Syndrome: Clinical Research & Review”: “عندما يتم الالتزام بهذه الممارسات على المدى الطويل، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تحسين إدارة مستوى السكر في الدم؛ ما يقلل من المخاطر المرتبطة بالتحكم الضعيف في السكر مثل مقاومة الأنسولين وزيادة مخاطر استقلاب القلب”.
“السكري” من النوع الثاني
ويعرف “السكري” من النوع الثاني بأنه حالة مزمنة تتميّز بعدم قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم بشكلٍ كافٍ بسبب مقاومة الأنسولين. وتتزايد هذه الحالة عالمياً، مع توقعات بأن واحداً من كل تسعة بالغين (643 مليون شخص) سيُصاب بها بحلول عام 2030.
التغييرات في نمط الحياة وسيلة علاج
وبينما تعد التغييرات في نمط الحياة، مثل تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني، أساسية لإدارة السكري من النوع الثاني، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن توقيت هذه الإجراءات قد يعزّز من نتائج التحكم في مستوى السكر في الدم.
الإفطار مهم بشكل خاص
يعد الإفطار مهماً بشكلٍ خاص لأنه يمكن أن يؤثر في تقلبات مستويات السكر في الدم طوال اليوم، حيث يعد ارتفاع مستوى السكر في الدم في الصباح تحدياً لكثيرٍ من مرضى السكري من النوع الثاني بسبب التغيرات الهرمونية الطبيعية في الجسم (مثل ارتفاع مستويات الكورتيزول).
ويمكن أن يكون تقليل هذه الزيادة في مستوى السكر في الدم في الصباح مفيداً بشكلٍ كبيرٍ في إدارة مستويات السكر اليومية.
أول دليل على تأثير توقيت تناول الإفطار
وتوفر هذه الدراسة أول دليل قوياً على تأثير توقيت تناول الإفطار في تعديل مستويات السكر بعد الوجبة لدى البالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني.
وتحتاج الأبحاث المستقبلية إلى تأكيد هذه النتائج، واستكشاف دور النشاط البدني في تعديل مستويات السكر بعد الوجبات في مجموعات سكانية أكبر، وتقييم مدى إمكانية تعديل توقيت الإفطار والنشاط البدني في ظروف الحياة اليومية على المدى الطويل.