بقلم الكاتب الدكتور أحمد الثقفي
في خطوةٍ تاريخية تحمل دلالات عميقة على المستويات الوطنية والعالمية، أعلنت المملكة العربية السعودية فوزها باستضافة كأس العالم 2034، لتصبح هذه المناسبة علامة فارقة في مسيرة المملكة نحو الريادة العالمية في شتى المجالات. هذا الإنجاز يُضاف إلى سلسلة النجاحات التي تحققها السعودية ضمن إطار رؤية 2030، تلك الرؤية الطموحة التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للإبداع والتطوير في شتى المجالات.
الحدث في سياق رؤية 2030
إن استضافة المملكة لكأس العالم ليست مجرد حدث رياضي عابر، بل هي خطوة استراتيجية ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى تعزيز مكانة السعودية كوجهة عالمية للرياضة والسياحة والثقافة. رؤية 2030 ليست مجرد خطة اقتصادية، بل هي مشروع حضاري يسعى إلى بناء دولة متكاملة الأركان. والرياضة، بفضل تأثيرها الكبير على الشعوب، كانت محورًا هامًا في هذه الرؤية.
يأتي هذا الإنجاز في وقت تحقق فيه المملكة تقدمًا كبيرًا في البنية التحتية الرياضية، مثل بناء وتجديد الملاعب العالمية، وإنشاء المدن الرياضية الحديثة، وتحسين وسائل النقل والمرافق العامة، لتلبية متطلبات أكبر حدث رياضي في العالم.
قيادة حكيمة ورؤية واضحة
لم يكن لهذا الحلم أن يتحقق لولا القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، اللذان يقودان المملكة بثقة نحو تحقيق المستحيل. الأمير محمد بن سلمان كان رائدًا في تحويل الطموحات إلى واقع ملموس، حيث عمل على استقطاب الأحداث العالمية الكبرى مثل فورمولا 1، والمباريات الدولية، والآن، كأس العالم 2034.
الدور البارز للكوادر الوطنية
لعبت الكوادر الوطنية دورًا محوريًا في تحقيق هذا الإنجاز، وعلى رأسهم وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، الذي أثبت قدرة المملكة على إدارة مشاريع رياضية بهذا الحجم. كما كان للأستاذة أضواء العريفي، مساعدة وزير الرياضة وعضوة ملتقى العلاقات العامة والإعلام، دورٌ بارزٌ في تعزيز مكانة المملكة الرياضية من خلال جهودها المتواصلة لدعم الرياضة النسائية والمساهمة في التخطيط لهذا الحدث الكبير.
البنية التحتية: استثمار في المستقبل
فوز السعودية باستضافة كأس العالم يعكس حجم الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية. الملاعب الحديثة، المدن الذكية، الطرق السريعة، والفنادق الفاخرة، كلها جاهزة لاستقبال عشاق الرياضة من جميع أنحاء العالم. مدن مثل الرياض وجدة والدمام ستتحول إلى مراكز للفعاليات الرياضية العالمية، مما سيعزز السياحة ويُظهر الثقافة السعودية للعالم.
التأثير الاقتصادي والاجتماعي
إن استضافة كأس العالم ليست مجرد مناسبة رياضية، بل هي منصة اقتصادية واجتماعية كبرى. تشير الدراسات إلى أن الدول التي تستضيف مثل هذه الفعاليات تشهد نموًا اقتصاديًا كبيرًا من خلال تعزيز السياحة، وخلق آلاف فرص العمل، وجذب الاستثمارات الأجنبية. كما أن هذه المناسبة تمثل فرصة لتوحيد المجتمع السعودي بمختلف أطيافه تحت راية واحدة، والاحتفال بالوطن والهوية.
رمزية الحدث على الساحة الدولية
استضافة كأس العالم تعني أن السعودية أصبحت لاعبًا رئيسيًا على الساحة الدولية، ليس فقط في مجال الطاقة أو السياسة، ولكن أيضًا في الرياضة والثقافة. إنها رسالة للعالم بأن المملكة قادرة على تحقيق الإنجازات الكبرى، وأنها قادرة على استضافة ملايين الزوار وتقديم تجربة فريدة لا تُنسى.
أبيات شعرية بمناسبة الإنجاز
نظم الشعراء أروع القصائد تعبيرًا عن الفرحة بهذا الحدث التاريخي. ومن أجمل ما يمكن أن يُقال في هذه المناسبة:
يا موطن المجد يا فخر الزمان هنا
سطرت أمجادنا في كل ميدان
كأسُ العوالم في أرض العُلا شهدت
عزم الرجال ونور الحلم في الأركان
محمد العزم في الأفلاك سيرته
حتى تجاوزت الأقدار والأزمان
يا مملكة الخير، في العلياء رايتنا
وفي الرياضة نجمٌ زاد بالعنوان
ختامٌ يحمل الأمل
استضافة السعودية لكأس العالم 2034 ليست فقط إنجازًا رياضيًا، بل هي شهادة على إرادة الشعب السعودي وقيادته لتحقيق التميز في كافة المجالات. إنها لحظة فخر لكل مواطن سعودي، وللعالم العربي بأسره، تُبرهن على أن الطموحات الكبيرة يمكن تحقيقها بالعمل الجاد والرؤية الواضحة.
قصيدة للشاعر الدكتور أحمد الثقفي – شاعر أوتار القلم بمناسبة استضافة السعودية لكأس العالم 2034
تألّقتِ يا مملكةَ العزِّ والعَلَمِ
وأشرقتِ كالشمسِ في أبهى مقامِ القممِ
محمدٌ فيكَ سلمانُ الرؤى ارتقى
ورؤيةٌ عانقتْ الأحلامَ بالسُّلمِ
أحمد الثقفي كتبَ الفخرَ في وطنٍ
تزينَتْ راياتُهُ بالحبِّ والشممِ
هنا السعوديةُ، مجدٌ لا يزاحمهُ
غيرُ السماءِ، فتبقى فوق كلِّ الأممِ
يا شاعرَ أوتار القلمِ، خطَّ من ذهبٍ
سطورَ فخرٍ تناجي قلبَ كلِّ قلمِ
هذا الكأسُ في أحضانِها نزَلَ
يُروي الحكايا عن الأبطالِ والقيمِ
يا أحمدُ، والبيتُ منك اليومَ شعلةُ ضوءٍ
تضيءُ دربَ الحروفِ بالعزمِ والكرمِ
هنا الرياضُ تُزاهي الكأسَ عالقةً
وفي جبينِ السعوديينَ ألفُ قسمِ
نرى العريفيَّ، أضواءً تُزيّنُها
فخرًا لجهدٍ تجلّى بيننا كالعلمِ
عبد العزيز بن تركي الفيصلُ انتصبَ
في ساحِ فخرٍ يُحيي أمجادَنا القدمِ
تباركَ الشعرُ، أحمدٌ من رُوحِهِ هُدِيَ
ليصوغَ للأرضِ نجمًا عَاليَ النَّجمِ
يا أرضَ طويقَ، كم عزٍّ غدوتِ لهُ
كأنما الحلمُ أضحى فوق ما يُحتمى
السعوديةُ صرحٌ من طموحِ رؤىً
وفي سماءِ العُلا كالشهبِ ترتسمِ
يا أحمدُ الثقفي، صغتَ الفخرَ في وطنٍ
أضحى على ألسنِ الدنيا كملتزمِ
هنا القصائدُ، هنا المجدُ الذي وهبتْ
أرضُ الجزيرةِ تاجَ العزِّ في القممِ
محمدٌ قائدٌ للعزمِ ملحمةٌ
وفي الكفاحِ بدا للخلقِ ملتزمِ
كأسُ العوالمِ في أيديكِ يا وطنًا
قد صارَ رمزًا عظيمًا للمجدِ والقِيمِ
يا شاعرَ أوتارِ القلمِ، قل لمن كتبوا
أن السعوديةَ أمُّ العزِّ والحِكمِ
فامضِ بنا يا وطنَ النورِ شامخةً
وفي الفضاءِ ارفعِي للأفقِ رايةَ حِلمِ!
العالم سيترقب هذا الحدث الفريد، والسعودية ستظل تُذهل الجميع بقدرتها على تقديم الأفضل. فلتكن هذه المناسبة نقطة انطلاق جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.