تبخرت الأموال في منصة ByteSi… والمستخدمون “أكلوا الضرب”!

“وصلتني رسالة مفادها أنني في حال أرسلت ٥ دولارات فقط إلى أحد المشتركين في المنصة سأربح ٥ دولارات، وبالفعل أرسلوا لي ١٠ دولارات على إسمي، ومن هنا بدأت رحلتي مع المواقع الوهمية، حتى تعرفت على منصة ByteSi، ووضعت مبلغاً من المال وأيضاً أعادوا لي المبلغ مع إضافات، وأصبحت أستخدم المنصة وفي كل مرة أكسب مبلغاً زائداً، ولم أكترث لموضوع الخسارة طالما أنني أكسب زيادة على المبلغ في كل مرة وأنا على يقين أن التدوال في هذه المنصات مخاطرة، وهكذا حتى أغلقت المنصة جميع الحسابات بصورة مفاجئة وذهبت كل الأموال”.

بهذه الكلمات المختصرة روى (ع. أ) تعلقه بالمواقع الوهمية على أنها مكسب مالي سهل، مؤكداً أن هناك مئات الشباب يستعملون منصات مشابهة بهدف الربح السريع، وهناك مؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي يتواصلون مع الشباب لاقناعهم وتشجيعهم على التعامل معهم على هذه المنصات، والوضع الاقتصادي والمعيشي في لبنان ساعد على انخراط الآلاف في دوامة الاحتيال هذه.

 

وكانت منصة ByteSi التي قدمت نفسها كوسيلة لتداول العملات الرقمية قد روّجت منذ فترة لفكرة تحقيق أرباح سريعة وسهلة من خلال دفع الشخص مبلغاً مالياً مقابل وعود بمضاعفته ما دفع الآلاف إلى المخاطرة بمبالغ كبيرة تصل إلى آلاف الدولارات، ولكن سرعان ما انتهت هذه الوعود مع إغلاق المنصة أبوابها بصورة مفاجئة أمام المستخدمين، وأصبح من المستحيل سحب الأموال أو التواصل مع القائمين عليها.

 

في ظل الأزمات المالية في لبنان، تحولت هذه التطبيقات الوهمية إلى مصادر موثوقة على الرغم من تحذيرات الخبراء المعنيين في مجال التحول الرقمي منها ما يعكس خطورة الاعتماد عليها، ويذكر الخبير في التحول الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم، بأنه حذر من خطورة تطبيق ByteSi تحديداً منذ أشهر كي لا يقع الناس ضحية موقع وهمي جديد قائم على النصب والاحتيال، ولكن القلة القليلة التي تقتنع، حتى يأكل الناس الضرب ويتم استغلالهم بطريقة سيئة، “لأن هذه التطبيقات يروّج لها عادة في الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية مثل لبنان، حيث يبحث المواطنون عن مصادر دخل إضافية تعوض تدهور أوضاعهم المعيشية، ما يزيد من ثقة الناس بهم بصورة سريعة”.

وأكد أبي نجم أن “هذه المنصة لن تكون الأخيرة، وسنسمع قريباً باسم جديد يقوم على التداول بالعملات الرقمية، وسيستخدم العاملون على هذه التطبيقات طريقة الـ Fishing للايقاع بمزيد من الأشخاص لسرقة أموالهم وبيناتهم الشخصية وتحقيق أرباح شخصية من خلالهم”.

وأوضح أن منصة ByteSi لا تخضع لأي رقابة قانونية، وغير متاحة على المتاجر الرسمية مثل Google Play أوApp Store، ما يزيد الشكوك حول مصداقيتها، مشيراً الى أن مكتب جرائم المعلوماتية استطاع توقيف عشرات الأشخاص المتورطين في الترويج والايقاع بالضحايا من خلال هذا التطبيق.

التحقق من مصداقية التطبيقات والمنصات التي تقدم وعوداً خيالية هو الحل الأمثل لعدم الوقوع في فخ العمليات الاحتيالية، وعلى السلطات المعنية تكثيف الجهود لضبط هذه العمليات والعمل على نشر التوعية المالية حول هذه الأمور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى