
يعتبر القطاع المطعمي من أكثر القطاعات التي استقطبت استثمارات جديدة نظراً للمؤشرات الايجابية الكثيرة التي شهدها لبنان العام الماضي.
ومع انتكاسة الموسم السياحي الحالي، يبقى القلق قائماً على مصير هذه الإستثمارات وقدرتها على ضمان إستمراريتها، خاصة وان نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي خالد نزهة قد وصف المرحلة الحالية التي يمر بها القطاع المطعمي بالصعبة جداً، لافتاً الى ان “الرهان كان في عام 2023 على أن تكون السياحة في القطاع مستدامة مع بداية العام 2024”.

وأكد نزهة في حديث لموقعنا Leb Economy على أن “هناك مخاطر كبيرة جداً على مؤسسات القطاع وخاصة تلك التي بدأت إستثماراتها من فترة قريبة أو التي دفعت مبالغ كبيرة وقامت بتوظيف أفراد جدد، حيث أن الكلفة التشغيلية في القطاع مرتفعة جداً في ظل انقطاع الكهرباء والمياه وافتقاد وسائل النقل والوسائل اللوجستية التي يحتاجها أي مواطن لبناني وليس فقط القطاع المطعمي”.
وقال نزهة: “عام 2023 كان رائعاً جداً، إذ كان هناك زخم كبير بإتجاه الإستثمارات في القطاع المطعمي أكان من خلال تجديد مؤسسات سبق أن أقفلت في سنوات الأزمة بحيث جرى إعادة إفتتاحها أو من خلال إستثمارات جديدة في مختلف المناطق اللبنانية تتضمن الـ rooftops للمقاهي والملاهي وأماكن السهر والمطاعم”.
وأضاف “المؤسف أن لبنان أضحى في حالة حرب منذ حوالي الـ 10 أشهر، وخلقت الإعتداءات اليومية على البلد حالة من الخوف لدى المواطنين من توسع رقعة الحرب، الأمر الذي إنعكس بطبيعة الحال على السياحة في لبنان وعلى القطاع”.
ولفت نزهة إلى أن “قسم كبير من اللبنانيين المغتربين الذين أتوا بكثافة إلى لبنان وكنا نعوّل عليهم قد قطعوا عطلتهم وغادروا لبنان بسبب الخوف من إقفال المطار لا سيما مع تحذير السفارات لرعاياها منذ مدة لمغادرة لبنان، حيث قامت شركات الطيران بإعادة جدولة لرحلاتها في حين أن بعض الشركات قد علّقت رحلاتها إلى لبنان”.
وإذ أشار إلى أنه “كان لدينا أمل بالإنطلاق من جديد في القطاع خاصة بعد أن كانت النقابة المساهم الأكبر في عودة قسم كبير من اللبنانيين المهنيين العاملين في المؤسسات المطعمية والذين سبق لهم ان غادروا لبنان قسراً بعد أزمة 2019″، لفت نزهة إلى أننا “اليوم نواجه مشكلة بسبب الظروف الراهنة”، متأسفاً “على ما تبقى من موسم الصيف الذي كنا نعول عليه لعدم تكبّد خسائر كبيرة جداً”.
وإعتبر أن “القطاع المطعمي أساسي ضمن القطاعات السياحية، فهو القاطرة الأساسية لكل القطاعات الأخرى الإنتاجية والإقتصادية ورافد كبير لإيرادات الدولة وأكبر قطاع يؤمن وظائف للبنانيين ، فأكبر الإستثمارات الموجودة في لبنان ترتكز على القطاع المطعمي “.
وكشف نزهة عن أن “70% من الذين قدموا إلى لبنان في الصيف هم لبنانيين مغتربين قادمين من مسافات قريبة كالدول العربية وأفريقيا وأوروبا، إذ لم يكن هناك حضور ملفت للقادمين من المناطق البعيدة كأميركا وكندا وأستراليا، في حين أن 25% من الوافدين هم من جنسيات عربية كالعراق ومصر والأردن، أما الباقون الذين يشكلون نسبة 5% هم من أميركا اللاتينية وأوروبا وبلدان أخرى”.
وقال: “نأمل عودة قدوم الاشقاء العرب لا سيما من الدول الخليجية الى بلدهم الثاني لبنان خاصة وان مدة اقامتهم طويلة ومعدل إنفاقهم مرتفع”.
وشدد على أن “الواقع اليوم صعب جداً، وذلك امر مؤسف في بلد كلبنان يتمتع بجاذبية كبيرة نتيجة أجواء السهر وشهرة المطبخ اللبناني وجودة الخدمات المقدمة، بالإضافة إلى وجود مجموعة من العوامل الاخرى التي تشجع المغتربين والسياح للقدوم الى لبنان على الأقل”.
وفي ردٍ على سؤال حول الحركة في القطاع المطعمي، أكد نزهة أنه “لتحديد الحركة يجب أن نراقب كل أيام الأسبوع وليس فقط مساء السبت ونهار الأحد، فالقطاع إذا لم يعمل على مدار الأسبوع فلن يغطي نفقاته وبالتالي لن يحقق الأرباح”.
وإعتبر نزهة أن “هناك الكثير من المؤسسات في الكثير من القرى والمناطق كانت تشهد حركة جيدة وتأثرت كثيراً نتيجة الأحداث، أكان الذين لديهم Airbnb أو بيوت ضيافة أو شاليهات”.
واذ اشار الى ان “اللبناني اليوم يخاف نتيجة إمتداد التعديات الإسرائيلية ووصولها مؤخراً الى البقاع وبعلبك، ولذلك بدأ يتجنب زيارة المناطق البعيدة” ، لفت نزهة إلى أن “السياحة الداخلية كانت عاملاً إيجابياً مهماً جداً، حيث ان الأشخاص الذين يتوجهون الى المناطق اللبنانية للسياحة يقضون عطلتهم في هذه المناطق ويقومون ببعض الإنفاق”.
وفي حين كشف عن ان “مناطق الجنوب والبقاع والشوف وبعض مناطق الشمال هم من اكثر المناطق تأثراً”، تمنى نزهة “إنتهاء الحرب وعودة الإستقرار من جديد حيث أن السياحة تحتاج إلى إستقرار أمني وسياسي وإجتماعي وإقتصادي”.
واعتبر نزهة أنه “بمجرد إنتهاء الحرب سيأتي اللبنانيين بكثافة إلى لبنان، حيث أنهم يحبون لبنان ولديهم عائلاتهم وأصحابهم ومنازلهم والكثير من المقومات التي تجذبهم للعودة إلى بلدهم، لذلك هناك نفحة أمل دائماً لمعاودة الإنطلاق مجدداً”.
المصدر:leb economy