
في حادثة يصحّ وصفها بالفاجعة، أودى حريق بحياة خمسة أطفال سوريين أشقاء في منطقة الميناء بمدينة طرابلس شمالي لبنان، بعد ظهر اليوم الخميس. وقد مثّلت وفاة الأطفال الخمسة (ثلاثة فتيان وفتاتان) اختناقاً نتيجة الحريق، صدمةً لدى العائلة والمحيط، وخلّفت حزناً عارماً. وتأتي هذه الحادثة قبل أيام من انتهاء شهر رمضان، فيما أشارت أخبار متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان إلى أنّ والدة محمد ومحمود وحسام وأماني وآلاء الأسعد كانت قد خرجت لتشتري لهم ثياب عيد الفطر حينذاك، وعادت لتجدهم جثثاً هامدة.
وكان حريق قد اندلع في غرفة ناطور أحد المباني بمنطقة الميناء، الجزء البحري من مدينة طرابلس، وفقاً لما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان (رسمية)، فهرعت فرق الدفاع المدني اللبناني إلى المكان وعملت على إخماد النيران. في موازاة ذلك، نقلت فرق إسعاف، من بينها فرق تابعة للصليب الأحمر اللبناني، جثث الأطفال الخمسة إلى مستشفيات مدينة طرابلس.
وأفاد مصدر ميداني في طرابلس “العربي الجديد” بأنّ “الأطفال الخمسة قضوا اختناقاً على أثر حريق اندلع، على الأرجح، في المطبخ الخشبي الذي استحدثه والدهم الناطور بجانب غرفتَي النوم والجلوس”. أضاف أنّ “الأطفال كانوا نائمين، فيما لم يكن والداهم موجودَين”، مشيراً إلى أنّ “والدتهم كانت في السوق تشتري حاجيات لهم”. وأوضح المصدر أنّ “المعلومات كانت ملتبسة في البداية، إذ حُكي عن حريق في غرفة المولّد الكهربائي أدّى إلى اشتعال علب من الكرتون ومواد بلاستيكية كان قد جمعها والد الأطفال لبيعها، قبل أن يتبيّن لاحقاً أنّه بدأ من المطبخ الخشبي”. لكنّه لفت إلى أنّ “أسباب الحريق لم تُعرَف حتى الساعة”.
وعبّر المصدر نفسه عن حزنه إزاء “خسارة الأطفال الخمسة في حادثة مأساوية مشابهة”، شارحاً أنّ “أصغر الأطفال في الخامسة من عمره وأكبرهم في السادسة عشرة”. وأفاد بأنّ “النيران لم تمتدّ إلى الشقق السكنية في المبنى ولم تأتِ على السيارات المركونة في المرآب، فقط سيارة واحدة تضرّرت بصورة طفيفة”، لافتاً إلى أنّ “السيطرة على النيران جرت سريعاً وقد بُرّد المكان”.
في السياق نفسه، صرّح رئيس بلدية طرابلس رياض يمق لـ”العربي الجديد” بأنّ “التحقيقات متواصلة لمعرفة أسباب الحريق”، مشيراً إلى أنّ “المعلومات متضاربة. ففي حين يُقال إنّ الحريق سبّبه حرق الوالد مواد بلاستيكية، ثمّة من يفيد بأنّ الوالد لم يكن موجوداً”. أضاف يمق أنّ “أهل الأطفال في حالة صدمة، وهم عاجزون عن الإفادة بأيّ معلومة” في الوقت الراهن. وشدّد على أنّ “ما حلّ بهم مصيبة كبيرة بالفعل”.
وأشار يمق إلى أنّ الحوادث تتكرّر في مدينة طرابلس الشمالية، مبيّناً أنّ “اثنَين من رجال الإطفاء توفيا قبل مدّة وجيزة خلال عملية للسيطرة على حريق”. وتابع أنّ “امرأة توفيت كذلك في انهيار مبنى قديم”، لافتاً إلى أنّ “حادثة اليوم ذكّرتنا بكثير من المآسي التي شهدناها على مدى سنوات”. وحذّر رئيس بلدية طرابلس من أنّ “عوامل عديدة قد تؤدّي إلى كوارث في المدينة، من بينها الأبنية المتصدّعة والمهدّدة بالانهيار”.