د. فادي محمود: رئيس بلدية “الباروك الفريديس”… رجل أعمال يعيد النبض إلى قلب الشوف

ميراي صافي عيد

من قلب الشوف، وتحديدًا من بلدة الباروك الفريديس ، أطلّ علينا هذا العام رئيس بلدية جديد هو الدكتور فادي محمود، رجل الأعمال الناجح الذي قرر أن يضع خبراته في خدمة بلدته الأم، رغم تنقله المستمر بين لبنان والمملكة العربية السعودية.

منذ لحظة انتخابه، أطلق ورشة عمل لا تهدأ، فبدأ بتنفيذ خطة متكاملة تهدف إلى تحويل البلدة إلى نموذج في السياحة المستدامة بكل أبعادها: من السياحة البيئية إلى الصحية ، مرورًا بـ الزراعية والدينية ، حيث يعمل على إحياء المواقع الروحية والسير في درب القداسة والطبيعة، ويولي أهمية قصوى لدور الإعلام في الترويج لهذه الرؤية، معتبرًا أن الإعلام والسياحة شريكان في بناء هوية البلدة وتطويرها .

كما يعمل على مشاريع استراتيجية بيئية، أبرزها مشروع مصنع التدوير الذي سيكون الأوّل من نوعه في المنطقة، وخطة معمل الحطب الاصطناعي الذي يستخدم نفايات الأشجار والشحالة في إنتاج طاقة نظيفة. وانفتاحه على الجمعيات البيئية والمجتمعية يعكس إيمانًا حقيقيًا بالشراكة والتكامل.

في المجال الرياضي، تنشط البلدية في دعم مختلف المبادرات، وقد شهد شهر أيلول وحده 4 أنشطة رياضية بارزة : من بينها دورة كرة قدم ، نشاطات أوف رود ، إنشاء ملعب باسكت جديد، فضلًا عن دعم رياضة المشي في الطبيعة (Hiking) التي تُعتبر جزءًا أساسيًا من الهوية البيئية للباروك.

ولم تغب السياحة الترفيهية عن أجندة د. فادي، بل شكّلت ركيزة مهمة عبر دعمه للمطاعم والمرافق الترفيهية. ويعمل حاليًا على إحياء “نبع الباروك” كموقع جذب سياحي، من خلال تطوير محيطه وتنظيم فعاليات ضخمة حوله. وقد شهد النبع هذا العام زخمًا غير مسبوق في شهر أيلول، حيث أقيمت فيه سلسلة فعاليات من أبرزها: نشاط للأطفال في أول سبت ، مهرجان المواسم ، مهرجان التفاح ، تبعه في المساء حفل فني كبير للفنان مروان الشامي أقيم على نبع الباروك ، إضافة إلى مهرجان السيارات والدورة الرياضية.

أما على المستوى الزراعي، فيرى أن الزراعة ليست فقط مصدر دخل، بل حجر الأساس لصحة الناس واقتصادهم. لذلك، يعمل على إعادة هيكلة التعاونية الزراعية وسيتم قريبًا وضع حجر الأساس لمبناها الجديد . كما يشجّع الزراعة العضوية والممارسات المستدامة، ويحضّ المطاعم على اعتماد قوائم صحية تعتمد على المنتجات المحلية.

في موازاة كل ذلك، يخطّط لجذب مستثمرين في مجالات الصناعة والسياحة، ويدرس إمكانية إطلاق مشاريع نوعية مثل افتتاح بنوك، ومحال تجارية، وأكواخ خشبية سياحية (بنغالو) لتعزيز الإقامة الريفية وتنشيط الدورة الاقتصادية.

في السياق السياحي، يُعيد الدكتور فادي إحياء نبع الباروك كمعلم أساسي في البلدة، ويمتد العمل حوله ليشمل إنشاء حديقة عامة نموذجية بمحاذاة النبع، تم إعداد مخططها بالكامل، وستكون مجهّزة بألعاب طبيعية للأطفال، بعيدًا عن الشاشات والثورة الإلكترونية، مع تجهيزات راقية مثل الحمّامات العامة، وتُفتح أبوابها مجانًا للزوّار، لتكون امتدادًا طبيعيًا لمسارات الهايكينغ وفسحة ترفيه عائلية.

يعمل على ٣ مشاريع أساسية بالتعاون مع الجهات المانحة :
– مشروع إنارة الضيعة على الطاقة الشمسية والذي قريبا سوف يبصر النور .
– تجهيز قاعة البلدية، حيث انطلقت التحضيرات والتجهيزات اللازمة لتكون صرحًا جامعيًا للأنشطة.
– الحديقة العامة المشار إليها، والتي تعتبر استكمالًا حيويًا لرؤية نبع الباروك كمركز جاذب.

…وفي سابقة وطنية بارزة، شهدت بلدة الباروك الفريديس حدثًا وطنيًا مميزًا بمناسبة عيد الأربعين لأمن الدولة ، حيث أنشأ د. فادي محمود “غابة الأمن”، واستقبلت البلدة المدير العام لأمن الدولة اللواء إدغار لاوندس.

. كما أقيم قداس إلهي جامع ترأسه غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ، بمشاركة مطارنة الطوائف كافة، في مشهد وحدوي نادر جمع مطراني الموارنة والكاثوليك على مذبح واحد، ما شكّل محطة وطنية وإنسانية ومشهد نادر عبر عن الوحدة والتضامن بين الطوائف .

أضافة الى عددً من النواب والشخصيات الروحية والسياسية الذين قصدوا البلدة في هذا الصيف

وفي إطار دعمه للقطاع الصحي،
يعمل على تجهيز المستوصف الخاص بالبلدة وتدريب فريق طبي على تقنيات حديثة، لتقديم خدمات صحية أفضل لأهالي الباروك.

أما في ميدان تمكين المرأة ، فحقق إنجازًا رياديًا بتأسيس فريق كرة قدم نسائي أصبح اليوم في الصدارة ، وضمّ شابات من مختلف قرى الشوف، دعمًا لروح المشاركة وتعزيزًا لدور المرأة في الرياضة والمجتمع.

ويؤمن الدكتور فادي أن الرياضة هي السلاح الحقيقي لمحاربة الآفات الاجتماعية، كالإدمان والمخدرات، وتشجيع الشباب على اعتماد نمط حياة صحي ونشيط. لذلك، يُولي الرياضة أولوية قصوى، ويوفر كل الإمكانات لتحفيز الطاقات الشابة ضمن بيئة سليمة ومنتجة.

،

الدكتور فادي لم يغفل عن البيئة، بل كان سبّاقًا في إطلاق مشروع
معمل التدوير البيئي الأول من نوعه في المنطقة ، ويحضّر لإنشاء معمل لإنتاج الحطب الاصطناعي باستخدام مخلفات الأشجار، ضمن خطة متكاملة للنفايات البيئية.

شهر أيلول شكّل محطة بارزة للأنشطة في البلدة:
– نشاط للأطفال على نبع الباروك
– مهرجان المواسم
– مهرجان التفاح
– حفل فني كبير مع الفنان مروان الشامي
– مهرجان سيارات ودورات رياضية متنوعة

وفي مجال الرياضة، أُنشئ *ملعب باسكت حديث*، وتم تنظيم دورات كرة قدم ونشاطات أوف رود وهايكينغ دعمًا لصحة الأهالي وتشجيعًا للسياحة الرياضية.

وما زالت الحركة مستمرة، إذ يعمل حاليًا على تحضير Christmas Village ، الذي يُتوقّع أن يكون من أجمل القرى الميلادية في المنطقة، بتصميم مميز يُضفي روح العيد ويجذب الزوار من كل المناطق، ليُعيد الباروك إلى خارطة الاحتفالات الميلادية بأبهى حلّة.

د. فادي محمود لا يرى في البلدية مجرد إدارة يومية، بل منصة للتغيير والتأثير . حاضر في هموم الناس رغم انشغالاته، ومؤمن بأن الرؤية والنية الصادقة قادرتان على تحويل أي بلدة إلى نقطة ضوء في هذا الوطن.

فهل نشهد في عهده تحوّل الباروك الفريديس إلى نموذج لبناني متكامل في التنمية المستدامة؟
البداية واعدة جدًا… والآتي أعظم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى