
في إطار استراتيجية اليونسكو لتعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية في لبنان وضمان استدامتها بين المجتمعات، واستكمالا لنشاطات الأسبوع العالمي للتربية الإعلامية، نظّم مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت يوما شبابيا مميزا بعنوان “من الإعلام إلى الإبداع “في ثانوية صور الرسمية المختلطة، ضمن مشروع تمكين الشباب والشابات في جنوب لبنان المموّل من اليونيفيل وبتنفيذ منظمتي اليونسكو واليونيسف، بحضور مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت وممثلين عن اليونيفيل.
يأتي هذا اليوم تتويجا لبرنامج تدريبي متكامل نفذته اليونسكو لأساتذة وطلاب الجامعة اللبنانية الدولية فرع صور، إضافة الى صنّاع المحتوى والمراسلين الإخباريين ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية الشبابية. ركّز التدريب على تمكين حوالي 250 شابا وشابة من مختلف مناطق جنوب لبنان، من مهارات التفكير النقدي والتحقق من المعلومات والتصدي للأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية لنقل هذه المهارات إلى الطلاب والمجتمعات مساهمين في بناء فضاء رقمي أكثر وعيا ومسؤولية وإتاحة فرصا جديدة للتعلمّ والتعاون والإبداع في مواجهة التضليل الإعلامي وتعزيز الخطاب الإيجابي.
في كلمته، قال باولو فونتاني، مدير المكتب الإقليمي لليونسكو في بيروت:
“اليونسكو تؤمن بالشباب — بخيالهم وفضولهم وشجاعتهم في طرح الأسئلة الصعبة، لأنهم يمثلون الحاضر والمستقبل لمجتمعاتنا.
ليكن هذا اليوم مساحة للتعلمّ والحوار والإلهام. اطرحوا الأسئلة. جربوا. تعاونوا. تحدّوا الافتراضات. وتذكّروا أن كل واحد منكم يمكنه أن يحُدث فرقا من خلال قصة واحدة وفكرة واحدة أو مشروعا ابداعيا واحدا”.
وصرّح هيرفي لوكوك، نائب رئيس البعثة ومدير الشؤون السياسية والمدنية في اليونيفيل”: أنا ممتن للمرونة والحماس والتفاني الذي أظهرته الشابات والشبان الحاضرون اليوم – فالتزامهم بالتعلمّ ونشر الوعي، رغم كل التحديات، يُلهمنا جميعا ويُعدّ أساسيا في مواجهة المعلومات المضللة والخاطئة.”
وشهد اليوم الشبابي مشاركة واسعة من طلاب الجامعات والمدارس، وممثلين عن المجتمع المدني وصنّاع المحتوى والإعلاميين، حيث التقى الذكاء الاصطناعي والإعلام والإبداع في مساحة، واحدة للتعلمّ، والتجربة، والتغيير.
تضمّن البرنامج جلسات بأسلوبTED قدّمها إعلاميون وصنّاع محتوى شباب، من بينهم ريتاج زكنون، ميشال داود، راشيل كرم، حليمة طبيعة، ولًنا مدوّر، تحدّثوا فيها عن تجاربهم صناعة المحتوى الهادف وقصص نجاحهم في الرحلات الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي ومكافحتهم للتضليل الإعلامي.
كما تخللّ اليوم جلسة “أصوات التغيير “التي جمعت شبابا من قطاعات مختلفة منظمات غير حكومية، طلاب، إعلاميون، وصانعي محتوى، ومجتمع محلي عرضوا خلالها مبادراتهم وأفكارهم حول دور الإعلام المسؤول في مواجهة التضليل وبناء الوعي.
وفي الجزء العملي، شارك الشباب في ورش عمل تفاعلية تناولت موضوعات متعددة، شملت تقنيات التصوير لصناعة المحتوى، والأمن السيبراني، وإنشاء مقاطع فيديو ورسائل توعوية باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مهارات الخطاب العام الفعّال لمكافحة التضليل الإعلامي.
كما تم خلال اليوم توزيع جوائز مسابقة أفضل فيديو توعوي حول مواجهة الأخبار المضللة وخطاب الكراهية على الفائزين محمود بدران، ميساء عطوي وعلي حمود تقديرا لإبداع الشباب في توظيف الإعلام كأداة للتغيير الإيجابي.
يعكس هذا النشاط الحيوي التزام اليونسكو المستمر بتمكين الأجيال الجديدة من أدوات الوعي الإعلامي وتعزيز التفكير النقدي وبناء مجتمع رقمي وعيا وتماسكا في لبنان.




