بنات سكاف… شقيقات يصنعن الإلهام
في زمن تتكاثر فيه الأصوات الرقمية، استطاعت تاتيانا وكريستيل سكاف أن تميّزا نفسيهما ليس فقط بالمحتوى، بل بالطاقة الإيجابية التي تنعكس على مجتمع كامل. المبدعتان اللبنانيتان المقيمتان في الرياض نجحتا في بناء حضور مؤثر يجمع بين حب الوطن، والروح الريادية، وصناعة العلاقات الإنسانية.
تستمد الشقيقتان تاتيانا وكريستيل سكاف قوتهما من مبدأ تؤمنان به بعمق: العطاء يعود مضاعفًا. ومن هذا النهج وُلدت مبادرات ومشاريع متنوّعة جعلت منهما مصدر إلهام لشريحة واسعة من المهنيين والمبدعين، وعلى رأسها منصة The Network التي أصبحت مساحة فعّالة للتواصل وتبادل الخبرات وبناء العلاقات المهنية الحقيقية.
وفي إطار المبادرات المجتمعية التي تطلقها الأخوات سكاف، وبحضور سعادة سفير لبنان السابق في المملكة العربية السعودية د. فوزي كبارة ومؤسس مطعم شبابيك السيد ميشال أبو عسلي ورجال أعمال لبنانيين وسعوديين، تم تنظيم برانش لبناني تقليدي يعكس أصالة الضيافة اللبنانية ويجمع بين الفن والثقافة والمذاق المميز. وشهد اللقاء جلسة حوارية ملهمة مع المهندسة المعمارية والفنانة ألكسندرا مغبغب، أتيحت خلالها للمشاركين فرصة التعارف وتبادل الأفكار، ما فتح المجال لنقاشات غنية تناولت محاور مختلفة.
ويأتي هذا الحدث ليؤكّد الدور المتنامي للأخوات سكاف في بناء مساحات تجمع بين الإلهام، والتواصل، والهوية الثقافية، وتعزّز من خلالها القيم التي تؤمنان بها: مشاركة المعرفة، وتمكين الأفراد، وصناعة مجتمع أكثر تفاعلًا وارتباطًا.
ورغم إقامتهما في الرياض، تحافظ تاتيانا وكريستيل على هويتهما اللبنانية بكل فخر، وتنعكس ثقافتهما في محتواهما اليومي الذي يجمع بين الحس السينمائي لكريستيل ورواية القصص التي تبرع فيها تاتيانا. هذا المزيج بين الهوية اللبنانية وفرص النمو في السعودية كوّن لهما صوتًا فريدًا يلامس جمهورًا واسعًا.
ما يميز #بنات_سكاف هو الصدق والجرأة. فهما لا تسعيان لمجاراة الترندات بل للبقاء وفيّتين لقيمهما، وهو ما جعل محتواهما مساحة حقيقية للمشاركة والتواصل، لا مجرد صور رقمية.
كما ساهمتا من خلال منصتهما ومشاريعهما الإبداعية في تمكين الشباب وتشجيعهم على الإيمان بقدراتهم وصناعة أثرهم الخاص.
اليوم، تشكل تاتيانا وكريستيل نموذجًا للمرأة العربية المعاصرة—فخورة بجذورها، وفعّالة في مجتمعها، وقادرة على بناء جسور بين لبنان والسعودية.
ومع التوسع المرتقب لمنصة The Network، إلى جانب المشاريع السينمائية المقبلة لكريستيل، يبدو أن رحلتهما ما زالت في بدايتها وأن القادم يحمل الكثير.
الأخوات سكاف لسن مجرد مؤثرات… بل صانعات مجتمع وثقافة وتأثير حقيقي. وفي عالم مكتظ بالصوت، يبقى صوتهن من بين الأكثر صدقًا وإلهامًا.
