
في ظلّ تطوّر الدراما وتقدّم الإنتاج السينمائي بشكل مقبول، يعيش الوسط الغنائي مرحلة غير مسبوقة من الضعف، إذ تراجعت قيمة اللحن وجودة الموسيقى، وبات الإنتاج الغنائي هشًّا ومفتقدًا إلى الروح.
وفي خضمّ هذا المشهد، يرفع الصحافي والناقد الفني جمال فيّاض صوته محذّرًا من أزمة حقيقية تعصف بالأغنية اللبنانية، داعيًا إلى نهوض شامل في الوسط الموسيقي يضع حدًّا للدوران في الحلقة نفسها، ويفسح المجال أمام جيل جديد من الملحنين والموسيقيين.
وأكد عبر منصّة “بالعربي” أنّ الوسط الفني بحاجة إلى إعادة نفضة حقيقية من أجل اكتشاف مواهب جديدة، مشيرًا إلى أنّ المشكلة لم تعد في الأصوات، بل في غياب الألحان والموسيقى.
وقال فياض: يبدو أنّ المحطّات تعمل بلا ذكاء. محطّات تلفزيونية تكتشف أصواتًا… أصواتًا… أصواتًا… كما لو أنّ أحدهم يصنع سيارات بسرعة، ولكن من دون أن يمتلك الوقود لتشغيلها. البنزين الذي يُحرّك المطرب هو اللحن.
وتابع: إذا لم نكتشف ملحنين جدد وموسيقيين جدد، فمن أين سنُشغّل هؤلاء المطربين؟ هل نبقى نغنّي لأم كلثوم ووردة الجزائرية؟ لا يمكن أن نبقى أسرى الأغاني نفسها… انتهى الأمر. إنّه دولاب يدور في المكان نفسه.
وأوضح فيّاض أنّ جيل الملحنين اليوم لا يحظى بفرصته على الرَّغمِ من وجود الكثير من المواهب، لكن لا أحد يسلّط الضوء عليها. وقال: يجب أن تلجأ البرامج والمحطّات إلى اكتشاف مواهب موسيقية جديدة لتلحين أعمال لهذه الأصوات التي تراكمت. اليوم نصنع سيارات من دون دواليب، أو سيارات من دون بنزين… ما الفائدة من ألف سيارة إذا لم نستطع تحريكها؟
وأشار إلى أنَّهُ لدينا اليوم عدد هائل من الأصوات، والجميع يغنّي جيدًا، لكننا بحاجة إلى من يزوّدهم بأغانٍ جديدة، لا أن يظهروا في النوادي الليلية ليغنّوا “الريبرتوار” نفسه. الأغاني لا تتجاوز عشرين أغنية… يعيدونها باستمرار، وهذا أمر يجب التنبّه إليه.
وختم فياض: حلّ أزمة الأغنية اللبنانية يبدأ من اللحن. إذا لم يكن هناك لحن جديد، فلن تكون هناك أغنية جديدة. وإذا لم تكن هناك أغنية جديدة، فسنبقى ندور في الدائرة ذاتها.



