
أجرت الحوار: الإعلامية وفاء آل شماء
في ظل الاهتمام المتزايد بمجالات الطب التجميلي وعلوم الجلدية، باتت هذه التخصصات محط أنظار الكثيرين لما تقدمه من حلول مبتكرة وأساليب علاجية متطورة تعزز الجمال الطبيعي وتحافظ عليه. وفي هذا الحوار الخاص بصحيفتنا، نستضيف الدكتورة ديانا جمال عصمت فؤاد، أخصائية الجلدية والتجميل في عيادات أوك كلينك، لنتعرف منها على أحدث الإجراءات الطبية والتجميلية، ونطرح عليها مجموعة من الأسئلة التي تهم القارئ وتسلط الضوء على خبرتها الواسعة في هذا المجال.
1. بداية دكتورة، حدثينا عن مسيرتك في طب الجلدية والتجميل، وما الذي يميز تخصصك؟
أنا حاصلة على شهادة الماجستير في طب الجلدية والتجميل، وعضو في الأكاديمية الأمريكية والأوروبية لشد الجلد والبشرة، وكذلك في الجمعية الأفروآسيوية لتجميل البشرة.
قمت بإجراء العديد من الأبحاث والدراسات العلمية، بالإضافة إلى المشاركة في ورش عمل تجميلية في كل من الولايات المتحدة، وفرنسا، ومصر. ما يميز تخصصي هو الدمج بين الجمال والعلاج، والقدرة على تحسين المظهر بطريقة طبيعية وآمنة تعزز من ثقة الشخص بنفسه.
2. كيف ترين إقبال الناس اليوم على إجراءات التجميل مقارنة بالسنوات الماضية؟
هناك وعي متزايد بشكل كبير مقارنة بالسابق. أصبح الناس يميلون الآن إلى التجميل العلاجي الطبيعي أكثر من الإجراءات التي تركز على المبالغة والنفخ المفرط. أصبح ما يُعرف بـ”المظهر المنعش” أو الـ”Fresh Look” هو المفضل، حيث يهدف إلى الحفاظ على ملامح الشخص بطريقة ناعمة وانسيابية، دون تغييرات جذرية. هذا التوجه أيضاً يؤجل الحاجة إلى الجراحة التجميلية.
3. ما أبرز طرق تحفيز الكولاجين المتوفرة حاليًا؟
الطرق الحديثة لتحفيز الكولاجين متعددة، ومن أبرزها:
إبر الـ Poly-L-Lactic Acid: مثل سكالترا، فيليشيا، أوليديا، أدفانس لاكتيك. تُحفّز خلايا الفيبروبلاست لإنتاج كولاجين طبيعي.
إبر الكالسيوم: مثل رادييس، فيستم، سفيرا، وتُعد آمنة جداً حتى لمرضى اضطرابات المناعة الذاتية.
إبر النضارة: تحتوي على الأحماض الأمينية والبيبتيدات، تُحقن تحت الأربطة لرفع الوجه وتحفيز الكولاجين.
أجهزة الميكرونيدلينج مع موجات الراديو: تُحفّز إنتاج الكولاجين وتمنح البشرة مرونة ولمعاناً.
أجهزة الهايفو (HIFU): تُستخدم لشد الجلد من الداخل دون جراحة، وتعمل على طبقات متعددة بدءًا من العضلات حتى سطح الجلد.
كما زاد الوعي بأهمية العناية بمناطق أخرى مثل الرقبة، اليدين، المؤخرة، والأفخاذ.
4. ما الفرق بين الخيوط، الليزر، البلازما، والميزوثيرابي من حيث النتائج؟
الخيوط التجميلية: تُستخدم لشد الوجه ميكانيكيًا وتُحفّز الكولاجين. فعاليتها تدوم لفترة طويلة لكن قد تكون مؤلمة. ما زال استخدامها شائعًا في رفع الحاجبين، الرقبة، والذقن المزدوج.
الليزر الفراكشنال: يعطي نتائج ممتازة خصوصًا عند دمجه مع تقنيات أخرى. فعّال في شد الجلد ومعالجة ندبات حب الشباب.
البلازما الغنية بالصفائح: تحتوي على عوامل نمو طبيعية تُجدّد خلايا البشرة وتُغذي الشعر، لكن فعاليتها تزداد عند دمجها مع تقنيات أخرى.
الميزوثيرابي: يُستخدم للتفتيح، ولعلاج التجاعيد والمسام الواسعة، وغالبًا يُدمج مع الإكسوسومات أو محفزات الكولاجين.
5. متى تنصحين المرأة أو الرجل ببدء هذه الإجراءات؟
الوقاية خير من العلاج. لا يوجد “سن محدد” للبدء. بعض الشباب يعانون من ترهلات بعد فقدان الوزن، أو استخدام أدوية مثل أوزمبيك ومونجارو، وهنا يُفضل التدخل المبكر لتحفيز الكولاجين قبل أن تتفاقم المشكلة.
من الخطأ الاعتقاد أن التجميل محصور بعد عمر الـ50. الفكرة تكمن في الفحص المبكر والمعالجة السريعة.
6. هل البوتوكس مخصص فقط للتجميل، أم له استخدامات طبية أيضًا؟
البوتوكس له استخدامات علاجية متعددة، منها:
علاج الصداع النصفي والجيوب الأنفية.
ارتخاء عضلات الكتف (Trap Tox) لتحسين شكل الرقبة.
تحسين الخطوط الطولية والعرضية في الرقبة.
بعض الدراسات تشير إلى قدرته على تحفيز نمو بصيلات الشعر.
7. ما الفرق بين الفيلر المخصص للوجه و”البودي فيلر” للجسم؟
كلاهما من حمض الهيالورونيك، لكن البودي فيلر يُصنع بجزيئات أكبر وأكثر كثافة ليتحمل مقاومة مناطق الجسم المختلفة. يدوم لفترة أطول تصل إلى عامين أو أكثر.
8. ما أكثر الأخطاء الشائعة عند طلب البوتوكس أو الفيلر؟
من الأخطاء الشائعة:
طلب إجراء موضعي فقط (مثلاً: البوتوكس للجبهة) وإهمال بقية ملامح الوجه أو الرقبة واليدين.
هذا يُسبب تناقضًا في الشكل العام، فيبدو الوجه شابًا بينما الرقبة أو اليدان تظهران التقدم في العمر.
9. كيف يُستخدم “البودي فيلر” لتنسيق قوام الجسم؟
يُحقن في:
الخفسات لإضفاء نعومة وانسيابية.
المؤخرة لشدها وإعطائها مظهرًا برازيلًا.
اليدين لإخفاء بروز الأوتار.
المناطق الأنثوية الخاصة لتجميلها – وهو إجراء شائع للعرايس أو المقبلات على الزواج.
يمكن دمجه مع محفزات الكولاجين لعلاج السيلوليت وشد الجلد.
10. هل يمكن أن يغني عن الجراحة مثل الشد أو شفط الدهون؟
في بعض الحالات، نعم. يمكن أن يُؤجل الحاجة للجراحة أو يُخفف القلق منها. لكن في حالات الترهلات الشديدة، الجراحة قد تكون الخيار الوحيد.
كما أن البودي فيلر لا يُستخدم لشفط الدهون، وإنما لملء الخفسات وتحسين شكل الجسم بدقة خاصة في الحالات التي لا يمكن فيها شفط أو إعادة حقن الدهون.
11. ما النصائح التي تقدمينها لاختيار الطبيب أو المركز المناسب؟
التأكد من المؤهلات العلمية للطبيب.
الاطلاع على نتائج سابقة.
الحرص على إجراء الاستشارات داخل مراكز مرخصة ومعتمدة.
اختيار المركز الذي يُقدم خطة علاجية متكاملة وليس فقط خدمة تجميلية.
12. ما المضاعفات المحتملة لهذه الإجراءات وكيف يمكن تجنبها؟
كدمات، تورم، حساسية، أو التهابات.
يمكن تجنبها بالفحص الجيد، استخدام منتجات أصلية، الالتزام بالتعليمات بعد الإجراء، والمتابعة مع الطبيب المختص.
13. ما أبرز التقنيات والمنتجات الجديدة التي دخلت مجال التجميل في المملكة؟
من أبرزها:
الإكسوسومات.
محفزات الكولاجين المتقدمة.
أجهزة HIFU بتقنياتها المطورة.
دمج الذكاء الاصطناعي في تقييم البشرة وخطط العلاج.
14. برأيك، ما هو مستقبل التجميل في السنوات القادمة؟
الاتجاه سيكون نحو التجميل العلاجي غير الجراحي، والاعتماد على محفزات الخلايا الطبيعية للحفاظ على الشباب بدون تغيير ملامح الوجه. أيضاً، سيزداد استخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص خطط علاجية دقيقة لكل حالة.
15. كيف يمكن المحافظة على بشرة صحية بعيدًا عن الإجراءات التجميلية؟
الترطيب الدائم.
شرب الماء بكميات كافية.
تجنّب الشمس واستخدام واقي شمسي مناسب.
اتباع نمط حياة صحي.
استخدام منتجات العناية المناسبة للبشرة بانتظام
16. ما رسالتك للشباب والشابات الذين يلجؤون للتجميل في سن مبكر؟
الجمال ليس في التغيير، بل في الحفاظ على النضارة الطبيعية.
ابدأوا بالعناية،




