
اختتمت مؤسسة رينه معوض مشروع “تعزيز الاستدامة في قطاع تربية النحل وإنتاج العسل في البترون”، الذي نُفّذ بالتعاون مع منظمة العون الكنسي النرويجي وبتمويل من الوكالة النرويجية للتنمية الدولية.
استهدف المشروع 150 مربياً ومربية للنحل و30 رائد ورائدة أعمال من الشباب في عدد من قرى قضاء البترون، وهدف إلى تعزيز سبل العيش المستدامة وتنويع مصادر الدخل، من خلال تحسين الممارسات الجيدة في تربية النحل، ورفع جودة العسل، وتمكين مربي النحل بالمعرفة والتقنيات اللازمة، وتأمين لهم هبات عينية، إضافة إلى وصولهم إلى الأسواق.
حضر الحفل سفيرة النروج في لبنان هيلدا هارالدستاد، وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض النائب ميشال معوض، رئيسة بعثة منظمة العون الكنسي النرويجي في لبنان ربى خوري، رئيس اتحاد بلديات البترون ورئيس بلدية كور روجيه يزبك، إلى جانب رؤساء وأعضاء بلديات قضاء البترون وممثّلي المنظمات الخيرية والمجتمع المدني والنحّالين ورواد الأعمال.
معوض
وفي كلمته، اعتبر الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض النائب ميشال معوض أنّ نجاح المشروع لا يُقاس فقط بعدد المستفيدين، بل بالنموزج القابل للتعميم الذي يقدمه، والذي يشكّل جوهر استراتيجية المؤسسة، والمبنية على ثلاث ركائز أساسية:
الركيزة الأولى هي التعاون الفعّال بين المؤسسات المحلية مثل مؤسسة رينه معوض التي تملك الخبرة والمعرفة والشفافية والمؤسسات المانحة الدولية الراغبة بدعم لبنان.
الركيزة الثانية هي تطوير الاقتصادات المحلية ولا سيما في المناطق الريفية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة كأساس لإعادة بناء اقتصاد منتج ومواطن منتج.
وتحدث معوض عن الركيزة الثالثة وهي بناء قدرات الإنسان بطريقة مستدامة، بما يساهم في أن يبقى اللبناني في أرضه ويعزز صموده.
هاني
من جهته، أكّد وزير الزراعة الدكتور نزار هاني أنّه، على الرغم من التغيرات المناخية والصعوبات والتحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع الزراعي، يتمتّع لبنان بمناخ متوسطي وتنوع بيولوجي يتيح إنتاج عسل عالي الجودة، ممّا يشكّل دوراً أساسياً في تطوير الزراعة في لبنان وتعزيز الأمن الغذائي.
وشدّد على ضرورة وضع خطة وطنية قابلة للتطبيق، تبنى على التشاور الواسع على مختلف المستويات، داعياً اتحادات البلديات والبلديات والتعاونيات والنقابات وكل الناس إلى المشاركة في إعدادها.
هارالدستاد
بدورها، اعتبرت سفيرة النروج في لبنان، هيلدا هارالدستاد، أنّ “الجهود والنتائج التي حقّقها المشروع بالغة الأهمية، ليس فقط للمجتمعات المحلية، بل للبنان ككل، ولا سيّما في ما يتعلق بتعزيز الأمن الغذائي في ظلّ الصدمات والأزمات المتعددة التي شهدها البلد”. وأضافت: “من خلال دعم قطاع تربية النحل، لا نُسهم في تحسين سبل العيش، بل نُعزّز التنوع البيولوجي والقدرة على التكيّف مع تغيّر المناخ، وهما من الأولويات العالمية”.
وأكدت أنّ النروج تفخر بدعم هذه المبادرة في إطار التزامها الأوسع بتعزيز الصمود الاجتماعي – الاقتصادي في لبنان، مشيرة إلى أنّ الدعم يكمّل انخراطها المستمر في مسار تعافي لبنان والسلام فيه، عبر دعم قطاعات حيوية تشمل الأمن الغذائي، والصحة، وإزالة الألغام، إضافة إلى تعزيز قدرات الدولة اللبنانية والقوات المسلحة والتنمية المؤسساتية.
خوري
وكانت كلمة لرئيسة بعثة منظمة العون الكنسي النرويجي في لبنان، ربى خوري، شدّدت فيها على التزام الدولة النرويجية والمنظمة بدعم لبنان في ظل الأزمات المتتالية، من خلال العمل مع الشركاء المحليين لإحداث تغيير مستدام على المدى البعيد. وثمّنت الشراكة القائمة بين المجتمع الدولي والمجتمع المحلي، قائلة: “نقول في الكنيسة أنّ ربنا أعطانا وزنات لنستثمرها، وهذه الوزنات اليوم هي المزارعون الذين تدرّبوا وحصلوا على المعادات ليستكملوا عملهم”. كما أكّدت على أهمية انخراط الشباب في القطاع الزراعي، إلى جانب تعزيز مشاركة المرأة، باعتبارهما عنصرين أساسيين في تحقيق التنمية المستدامة.



