نظمت مؤسسة “أديان” بالشراكة مع “دار سائر المشرق” و”ملتقى التأثير المدني”، ندوة لمناقشة كتاب “أنسنة الأوطان” لمؤلفه فادي ضو، في قاعة محاضرات واجهة بيروت البحرية، بحضور شخصيات سياسية ومهتمين ورواد معرض بيروت العربي الدولي للكتاب.
طبارة
شارك في الندوة النائب مارك ضو، النائب السابق مصطفى علوش، البروفسور وجيه قانصو، وأدارتها الدكتورة نايلا طبارة التي قدمت الكتاب ومؤلفه قائلة: “لم يقتصر فادي ضو في كتابه أنسنة الأوطان على انتقاد الواقع ولكنه قدم رؤية لما يمكنه أن نبني عليه أوطاننا، وعوضا عن تقديم أجوبة جاهزة، عرض الكاتب أدوات للتفكر بخصوص إدارة التنوع، مشركا القارئ في إنتاج هذه الأدوات وتصورها”.
علوش
من جهته، قال علوش: “كتاب الأب فادي ضو، يبحث في إبقاء الآخر في وجدان الأنا، حتى يسهل العيش معا ويتمكن الكائن هناك من تحصيل أقصى ما يمكن الحصول عليه من حياة أصيلة تسمح له بتحقيق قدراته، لكن في العالم ومع بشر آخرين، لكل منهم كيان هناك ولديهم آمال ورغبات وتطلعات لعيش يحققون فيه ما تيسر من قدرات في الفترة الممتدة بين الولادة والموت”.
ضو
بدوره، عرض النائب ضو بين فصل من الكتاب ودور القوى التغييرية كشرح لما يحصل مع هذا القوى من ممارسة، “والخيارات المطروحة أمامها أينما وجدت، فإما أن ترفض كل ما هو موجود، أو تعتمد الصيغة التدريجية لتحقق تغييرا تراكميا، أو الإنكفاء”، مشيرا إلى أنه كان يشارك مقاطع من الكتاب خلال قراءته مع زملاء له في العمل السياسي لما فيها من “توصيف دقيق لواقع الحياة السياسية وأدوات للتفكير في التعامل معها”.
قانصو
ولفت قانصو الى أن “الكاتب يعرض موضوعات الكتاب لا بصفته منظرا بل محاورا، باحثا عن الحقيقة، فتتحرر اختبارات المؤلف من خصوصيتها لتخرج من ذاتيتها وفرديتها إلى عموميتها وكلياتها فتستحيل اختبارات كل إنسان، لنفكر معا، وننتج واقعنا معا، ونعيش بسلام معا، ونكتشف أنفسنا معا”.
وأشار الى أن “الكتاب يحط رحاله في لبنان، بلد الآمال والآلام، الحقيقة والزيف، الحرية والاستبداد، رغم هذا المشهد المتناقض يراهن فادي ضو على شعب يملك إمكانيات هائلة، يلخصه المؤلف بوطن المواطنة الحاضنة للتنوع. كتاب أنسنة الأوطان مغامرة خطرة ولكن هل الفكر إلا مغامرة؟”.
المؤلف
أما المؤلف فشكر المؤسسات الشريكة في تنظيم الندوة، مع النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين في لبنان، وعقب على المداخلات التي وجدها “تتكامل في قراءة الكتاب وارتباطه بفكر المؤلف ونضاله”. ورأى في كلمة علوش “الحاجة إلى الانطلاق مجددا من القاعدة القيمية لإعادة بناء الوطن على أسس سليمة”. وشكر قانصو على “قراءته للكاتب عبر الكتاب وتقديم التجربة بشكلها الجريء والحواري المفتوح”. كما اعتبر أن “قراءة النائب مارك ضو للكتاب جاءت نابعة من النضال المشترك من أجل تغيير حقيقي ومستدام في لبنان”. وشكر طبارة على إدارتها للجلسة وعلى “حملها مشعل مؤسسة أديان كرئيسة للمؤسسة”.
وأوضح أن “هذا الكتاب يعد مساهمة في النضال من خارج ساحته، لكونه يعمل ويقيم حاليا خارج لبنان”، مشددا على أن “العقبة أمام التغيير الكبير الذي نحتاجه اليوم تكمن في محاولات التغيير الصغير”، معتبرا أن “التغيير الكبير ممكن، وهو السبيل الحقيقي لإنقاذ لبنان مما هو فيه، إذ أن التغيير الكبير لا يحدث نتيجة توازنات القوى، بل نتيجة تحويل المسار التاريخي للأحداث عبر رؤية قيادية تفكيكية وبناءة صادقة، تطرح الحلول المطلوبة من أساساتها. لذلك يكمن الحل في تطبيق المادة 95 من الدستور خلال عام واحد، مع انتخابات متزامنة لمجلس نيابي غير طائفي، ومجلس شيوخ يمثل ليس الطوائف وحسب، بل مكونات المجتمع النقابية، والثقافية، والحقوقية، والمدنية، وثلاثين مجلس محلي لإدارة السلطة اللامركزية. يتبع ذلك انتخاب رئيس للبلاد من كبار الناخبين، أي النواب والشيوخ ورؤساء المجالس المحلية، وتشكيل حكومة جديدة بعيدا عن المحاصصات الطائفية”.
وخلص الى أن “مسار الأنسنة هو عملية جدلية، حيث تؤنسن الأوطان الإنسان فيما يعمل المواطنون والمواطنات على أنسنة مؤسسات الدولة، ومن هنا تكون البداية”.
يذكر أن الكتاب صدر بالتعاون مع موقع “تعددية” في مؤسسة “أديان