شهدت أكبر خمس شركات تكنولوجية في العالم، رحلة طويلة من المعاناة في عام 2022، انتهت بخساراتها لتريليونات من الدولارات من قيمتها.
ورغم أن التوقعات كانت تشير إلى أن عام 2022 سيكون عاماً وردياً للخمس الكبار، آبل، مايكروسوفت، أمازون، ألفابت وميتا، إلا أن العوامل على الأرض تكتلت ضد هذا التوجّه لتحول العام الوردي إلى عام مأساوي، انتهى بفقدان الشركات المذكورة لأكثر من 5 تريليونات دولار من قيمتها بفعل تراجع أسهمها.
وفي حال قمنا بإضافة شركة تسلا إلى قائمة الخاسرين الخمسة ستتعمّق درجة الخسائر لتتجاوز مبلغ 6 تريليونات دولار حتى آخر يوم تداول من 2022، لتتحول الأنظار الآن إلى عام 2023 لمعرفة ما إذا كان العام الجديد سيزيد من معاناة قطاع التكنولوجيا أم أن الوضع سيتبدل للأفضل.
تراجع حتى 60 في المئة
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة إنفينيت وير لبرمجيات الذكاء الاصطناعي أمين التاجر في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن نسبة تراجع أسهم أكبر 5 شركات تكنولوجية، آبل، مايكروسوفت، أمازون، ألفابت وميتا، تراوحت بين 25 و60 في المئة في 2022، حيث كانت أسهم مايكرسوفت الأقل تراجعاً، بنسبة تفوق الـ 25 في المئة، في حين كانت أسهم ميتا الأكثر تراجعاً بنسبة تفوق الـ 60 في المئة.
ويضيف التاجر أن هذه الأرقام الكبيرة تكشف أن عام 2022 كان صعباً جداً، رغم أن بدايته كانت ممتازة، ولكن الوضع تحوّل للأسوأ مع تبدل الوقائع، مشيراً إلى أن خروج العالم من عباءة كوفيد-19 وعودة الناس إلى أعمالها ومسار رفع الفائدة في أميركا إضافة إلى التضخم، جميعها عناصر سببت ضغوطاً على شركات التكنولوجيا، وساهمت في تحول المستثمرين نحو استثمارات أخرى أبرزها سندات الخزانة الأميركية.
وبحسب التاجر فإن عام 2023 لن يكون بالعام السهل على شركات التكنولوجيا، التي ستواجه وفي أغلب الظن الكثير من التحديات، أولها الوضع الاقتصادي الصعب في العالم، والذي ينذر بالركود، معبراً عن اعتقاده بأنه كان هناك إفراط في تقييم هذه الشركات، التي سيكون بانتظارها المزيد من المشكلات في العام الجديد.
من جهته، قال المحلل المالي والاقتصادي الدكتور محمد أبو الحسن في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن شركات التكنولوجيا الخمس الكبرى التي سجلت تراجعات في 2022، جميعها أميركية وهي تأثرت بالمناخ الاقتصادي في بلدها الأم، حيث ارتفع التضخم ونمت أسعار الفائدة، ما ألقى بثقله على أعمال هذه الشركات، التي أصبحت تعاني من ارتفاع في كلفة الديون التي تعتمد عليها لتمويل فرصها في النمو، فكانت النتيجة تراجعاً كبيراً في القيمة، بفعل المخاوف التي دفعت المستثمرين لإعادة خلط الأوراق على مستوى السوق.
عنوان المرحلة المقبلة
ويرى أبو الحسن أن عنوان المرحلة بالنسبة لشركات التكنولوجيا في 2023، سيكون خفض التكاليف عبر خفض عدد الموظفين والنفقات وحتى عمليات الإنتاج، مشيراً إلى أن الواقع لا يبشر بإمكانية تعويض الشركات للتراجعات التي حصلت، حيث إن البقاء سيكون للشركات التي تملك القدرة على الصمود والاستمرار في الظروف الاقتصادية الحالية التي تتنج عنها درجة مخاطر عالية في تكرار لمشهد 2022.
تسلا شركة تكنولوجية؟؟
وبحسب أبو الحسن فإنه في ظل الانقسام الحاصل بشأن تصنيف تسلا كشركة تكنولوجيا أم شركة سيارات تبقى الحقيقة أن تسلا واجهت تراجعات دراماتيكية قاسية في 2022، وصلت بها إلى حد فقدان سهمها لـ 70 في المئة من قيمته، حيث يرى رئيس الشركة إيلون ماسك أن سبب هذا التراجع هو الوضع الاقتصادي الصعب، في حين يعتقد المستثمرون أن عدم تركيز ماسك على أعمال الشركة، ساهم بشكل كبير في هذا التراجع.